خلص العلماء إلى وجود كميات كبيرة من المواد العضوية على سطح المريخ بناء على نتائج دراسة عينات التربة من ما يسمى بـ”كثبان بغنولد” والتي أجراها مختبر Curiosity rover الأمريكي.
وهو ثاني مكمن للمواد العضوية على الكوكب الأحمر. وتم نشر وصف الدراسة في مجلة Nature Astronomy العلمية.
وقال الباحثون في مقال نشرته المجلة: “لم نجد أحماضا أمينية في عينات التربة هذه، لكن هناك مشتقات من البنزين والأمونيا والفينولات وحمض الفوسفوريك والمركبات ذات الوزن الجزيئي العالي. لم نحدد بعد كيف ظهرت تلك المواد”.
يذكر أن روبر “كيوريوسيتي” عثر عن أول مادة عضوية على سطح المريخ منذ حوالي 3 أعوام في وسط حفرة “غوال” المريخية. وقد اكتشف مختبره الكيميائي هناك آثارا لمشتقات البنزين في عينات الصخور المحلية، بالإضافة إلى مركبات الكبريت ومجموعة متنوعة من الهيدروكربونات البسيطة.
في تحليل جديد، اكتشف العلماء من فريق “كيوريوسيتي” بقيادة بول، ماهافي، رواسب كبيرة أخرى من المواد العضوية على سطح المريخ. كانت العينات هذه المرة من منطقة أخرى في المريخ تسمى يكثبان “باغنول”.
وأثارت هذه المنطقة اهتمام العلماء لأن الروفر اكتشف رواسب من الصخور تكونت هنا في الينابيع الساخنة، وكان من الممكن أن تكون الحياة موجودة فيها. لذلك، كان روفر “كيوريوسيتي” يتوقف في مواقع مختلفة على كثبان “بغنولد”، حيث جمع عينات من التربة والصخور ووضعها في حاوية خاصة موجودة في مختبر كيميائي تابع للروفر لإجراء المزيد من الدراسات.
وCuriosity rover هي عربة متجولة على المريخ تتحرك بالطاقة النووية، وهي جزء من مشروع مختبر علوم المريخ التابع لوكالة الفضاء الأمريكية.
تجارب سابقة
وكانت التجارب السابقة قد شهدت تسخين صخور المريخ إلى درجة حرارة عالية، مما أدى إلى انبعاث غازات مختلفة منها، تم فحصها باستخدام مقياس خاص (كروماتوغراف). وبفضل ذلك تمكن العلماء من اكتشاف مركبات عضوية بسيطة نسبيا في العينات، لكن كان من المستحيل عزل المواد المعقدة التي تتحلل عند تسخينها.
ومن أجل حل تلك المشكلة، تم تركيب أجهزة لازمة لإجراء تجارب ما يسمى “الكيمياء الرطبة” في الروفر، حيث يتم غسل عينات الصخور المكسرة بمادة خاصة تعمل على إذابة المادة العضوية المعقدة وتسمح بإثبات وجودها باستخدام الكروماتوغراف.
وكان اختيار الباحث، محافي وزملائه لكثبان “باغنولد ” مبررا تماما، إذ أن أجهزة الروفر اكتشفت فيها مركبات البنزين، والأمينات المختلفة والفينولات وحمض الفوسفوريك، بالإضافة إلى العديد من الجزيئات العضوية المعقدة. ولا يزال تركيبها الدقيق لغزا بسبب القدرة المحدودة للمختبر في “كيوريوسيت”.
ويعد اكتشاف المواد العضوية المعقدة في منطقتين مختلفتين من حفرة “غوال” دليلا مهما على أن الاكتشافات السابقة لـ”كيوريوسيتي” لم تكن مصادفة أو خطأ.
ويأمل محافي وزملاؤه أن يستطيع علماء الكواكب من خلال إجراء المزيد من التجارب العثور على آثار للأحماض الأمينية والمواد الأخرى التي كان يمكن أن تنشأ منها الحياة على المريخ.
المصدر: تاس
اقرأ أيضاً: ناسا تؤكد إتمام مسبارها في المريخ عملية جمع لأول عينة
أكمل أحدث مسبار تطلقه وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى المريخ، أول عملية سحب عينة، وخلع أنبوب عينة الصخور المريخية تمهيدا لإعادتها إلى الأرض.
وأكد فريق المسبار برسيفيرانس نجاح عمليات الحفر وجمع العينة الأسبوع الماضي، بعد مراجعة صور العينة الأساسية.
غير أن “ناسا” أرادت التحقق من أن العينة كانت آمنة داخل أنبوب التيتانيوم، قبل إعلان النبأ يوم الإثنين.
وتتبع “ناسا” للإدارة الأمريكية في واشنطن العاصمة ، ولها فروع في أغلب الولايات الأمريكية، ومهامها الأساسية المعلنة تتعلّق بعمل الأبحاث، وتطوير البرامج، وعمليّات الطيران للحكومة الفدرالية الأمريكية، وكذلك من مهامها اكتشاف الفضاء الخارجيّ، من خلال إرسال الأقمار الاصطناعية للفضاء.
خلال محاولة برسيفيرانس الأولى لأخذ العينة مطلع أغسطس/آب الماضي، تفتتت الصخور الناعمة بشكل غير متوقع.
وسعى مراقبو الطيران في “مختبر الدفع النفاث” التابع لناسا الكائن في مدينة باسادينا بكاليفورنيا، لاستخراج صخور أكثر صلابة في المحاولة الثانية.
كان المسبار برسيفيرانس وصل إلى فوهة جيزيرو على سطح المريخ- وهي بحيرة سابقة ودلتا نهر- في فبراير/شباط الماضي، بحثا عن الصخور التي قد تحتوي على أدلة على وجود حياة سابقة على سطح المريخ.
الجدير بالذكر أن المسبار برسيفيرانس يحتوي على أكثر من أربعين أنبوب عينات.
وأصبح الكوكب الأحمر أقل غموضًا بعض الشيء بالنسبة إلى سكان الأرض وذلك بفضل الصور التي تنشرها وكالة ناسا والتي تلتقطها في مهمتها الحالية على سطح المريخ.
وكالات
اقرأ أيضاً: خبير في ناسا: المياه الجليدية تثبت وجود ماء على كوكب المريخ
كشف خبير تركي في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، السبت، أنه “رغم عدم وجود مياه سائلة على كوكب المريخ في الوقت الراهن، إلا أنه تم اكتشاف مياه جليدية ومجمدة تحت القشرة السطحية”.
وقال أوموت يلدز، وهو عالم في الفيزياء الفلكية، ويعمل كمهندس اتصالات في مجال اتصالات الفضاء العميق في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، خلال حديثه للأناضول حول دراسات ناسا لاستكشاف سطح المريخ من خلال مهمة المركبة الجوالة “برسفيرنس”، إنهم “وصلوا إلى مستوى يسمح بتشغيل مركبة جوية على المريخ”.
وأوضح أن “الغرض الرئيسي من مهمة المركبة الجوالة هو محاولة إيجاد الحياة في المريخ”.
وأضاف: “لا نعرف ما إذا كانت هناك حياة أم لا، لكننا نعلم أن الماء السائل موجود، وربما تكونت الحياة بالمياه هناك منذ مليارات السنين”.
وأعرب عن أمله في تلقي الأخبار السارة قريبا، والعثور على الحياة على المريخ.
وقال إن “برسفيرنس”، وهي مركبة فضائية متجولة غير مأهولة متحكم بها عن بعد وهبطت على سطح المريخ في فبراير/ شباط الماضي، “ترسل البيانات منذ ذلك الحين، وأرسلت مئات الآلاف من الصور”.
لا توجد مياه سائلة
وأضاف: “لا توجد مياه سائلة على كوكب المريخ في الوقت الحالي، لكن يمكننا القول أننا وجدنا مياه جليدية متجمدة تحت القشرة “.
كما تم العثور على برك من الماء تحت القشرة أثناء التعمق أكثر، بحسب المصدر نفسه.
وأردف: “نعلم أيضا من الصخور الرسوبية أنه كان هناك ماء سائل على المريخ في الماضي، فالماء يجب أن يتدفق من خلاله حتى تصبح تلك الحجارة مستديرة، كما نعرف أيضًا مسارات الأنهار من صور الأقمار الصناعية”.
وأكد أن كوكب المريخ له تاريخ يرجع إلى 4.5 مليارات سنة، مشيرا إلى أنه كان هناك ماء، لكن دون معرفة المدة التي استمرت فيها هذه المياه هناك.
وفي سياق منفصل، أشاد الخبير التركي بـ”التطورات المهمة التي حدثت مؤخرا في المنشآت العلمية التركية”.
وأشار خلال زيارته إلى مركز “غوكمن” للفضاء والطيران والتدريب في ولاية بورصة شمال غربي تركيا، والذي تم إنشاؤه لتعزيز الاهتمام والمعرفة بالفضاء والطيران، إلى أن “المركز من بين المراكز القليلة في مجال الفضاء والطيران حول العالم”.