دأبت العديد من الشركات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة على وضع تصورات تمكن من تحقيق فرضية الحياة البشرية على الكوكب الأحمر، ويبدو أن السباق لا يزال مستمرا.
فبحسب صحيفة ديلي ميل، منذ اكتشاف الكوكب الأحمر من قبل جاليليو في عام 1610، سيطرت العديد من الأفكار والتخيلات على مساحة كبيرة في المجلات والتلفزيون حول شكل الحياة على كوكب المريخ، وذلك خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. وبعد وصول رائد الفضاء نيل أرمسترونج، كأول رجل يمشي على سطح القمر في عام 1969، اتجهت الأنظار أكثر إلى كيفية تجسيد شكل الحياة على هذا الكوكب.
وأعاد سباق الفضاء الجديد مؤخرا الذي شارك فيه المليارديرات إيلون ماسك وجيف بيزوس والسير ريتشارد برانسون، إطلاق العنان من جديد للولوج في عوالم أخرى خارج عالمنا هذا، حيث أعرب ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “سبيس إكس”، عن رغبته في إنشاء مستعمرة تضم مليون شخص على سطح المريخ بحلول عام 2050.
كما جاءت إحدى هذه الأفكار المشابهة من شركة “آيكون” الناشئة لتكنولوجيا البناء ومقرها تكساس، والتي يتم بناؤها بالشراكة مع وكالة ناسا، وتتشابه فكرتها مع مركز “هاب” الذي تم عرضه من خلال فيلم “ذا مارتيان” أو “المريخي” عام 2015 والذي كان من بطولة مات ديمون.
وبحسب ديلي ميل، ستحاكي القاعدة البشرية التي تعمل على بنائها شركة “آيكون” والمعروفة باسم “مارس دون ألفا”، تحديات مهمة على المريخ، بما في ذلك محدودية الموارد، وتعطل المعدات، وتأخيرات الاتصال، والضغوط البيئية الأخرى، حيث تبلغ مساحتها 158 مترا مربعا، وهي قيد الإنشاء حاليا في مركز جونسون للفضاء في تكساس.
وكانت وكالة الفضاء الأمريكية قد أعلنت في أغسطس / آب الماضي، أنها ترحب بالمتقدمين للمشاركة في مشروع مدته عام واحد لمحاكاة الحياة في عالم بعيد، ومن المقرر أن يبدأ في الخريف العام المقبل، وستكون هناك ثلاث مهام من هذا القبيل، تتكون كل منها من أربعة أفراد من الطاقم يعيشون ويعملون في وحدة “آيكون” المطبوعة ثلاثية الأبعاد.
وقال جيسون بالارد، الشريك المؤسس لـ “آيكون”: “هذا هو الموطن الأكثر دقة الذي تم محاكاته من قبل البشر على الإطلاق”، مشيرا إلى أن “مارس دون ألفا” يهدف إلى إعداد البشر للعيش على كوكب آخر “أردنا تطوير المجسم الأكثر التناظرية قدر الإمكان للمساعدة في تحقيق حلم البشرية بالتوسع في مدارات النجوم”.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن هناك عدة مراكز بحثية أخرى تعمل على محاكاة مواطن تصلح للحياة البشرية على كوكب المريخ، مثل شركة “أوبن آركيتيكتشر”، التي تم كشف النقاب عنها في عام 2018 ، وتتخذ من الصين مقرا لها، وذلك بالشراكة مع عملاق التكنولوجيا الصيني “شاومي”.
وتبلغ طول القاعدة 7.8 قدما فقط وعرضها 7.8 قدما وارتفاعها 6.5 قدما، حيث تتضمن حماما ومكتبا وبعض الكراسي ومنطقة تخزين، كما يمكن استخدام الهواتف الذكية، مثل تلك التي صنعتها “شاومي”، للتحكم في الأجهزة والوظائف الأخرى، مثل الإضاءة في المنزل.
What WOULD a base on Mars look like? Imaginative concepts including a 3D-printed building with a 55-inch TV, fitness room and areas to grow crops show how humans could one day live on the Red Planet https://t.co/tQjJKLxYLf #MarsEcosystem #Mars #space #SpaceX pic.twitter.com/r7hCqIyxPw
— Watchman.Today (@StaffEditorial) December 27, 2021
كما تعد ” كلية الفنون التطبيقية الفيدرالية في لوزان / EPFL” السويسرية، بحسب ديلي ميل، قاعدة بحثية ذاتية الاستدامة يمكن أن تدعم البعثات المأهولة لعدة سنوات، وتشمل خطتها إرسال روبوت إلى المريخ لبناء القاعدة، وتسخير الموارد الطبيعية للكوكب الأحمر، وفي النهاية إرسال طاقم إلى سطحه يمكن أن يعيش هناك لمدة تسعة أشهر على الأقل.
وكانت ناسا قد دعت في مسابقة لها الشركات إلى تقديم موائل مطبوعة ثلاثية الأبعاد، تعتقد أنه يمكن استخدامها لاستعمار الكوكب الأحمر في العقود القادمة، حيث احتلت ثلاثة تصاميم المراتب الأولى، وهي ” SEArch / Apis Cor”، ” Zopherus/ Rogers”، ” New Have Connecticut”.
وجدير بالذكر أن، إيلون ماسك، مؤسس “سبيس إكس”، كان قد كشف في الأسبوع الماضي، عن خطة لنقل “سفينة نوح المستقبلية” إلى المريخ، الأمر الذي أثار سخرية العلماء، في حين غرد ماسك ردا على سؤال حول القاعدة ومتى يمكن بناؤها، “من المحتمل أن يتم بناء قاعدة في عام 2028”.