يخطط البروفيسور “آفي لوب” عالم الفلك في جامعة هارفارد الأمريكية في مشروع جديد لتركيب شبكة من التلسكوبات المتطورة للغاية للبحث في السماء عن الأجسام الطائرة المجهولة أو الأطباق الطائرة ستكون جاهزة للعمل هذا الصيف.
وذكرت صحيفة الغارديان في 5 شباط/فبراير 2022 أن جميع الصور ومقاطع الفيديو التي نشرت حتى اليوم للأطباق الطائرة من مصادر موثوقة مثل القوات الجوية الأمريكية محبطة بسبب غموضها وعدم القدرة على تمييز تفاصيلها.
لذلك يقترح لوب التقاط صور للأطباق الطائرة بدقة عالية جداً في إطار مشروع غاليليو الذي يضم أكثر من مائة عالم وسيقوم بتركيب أول تلسكوب على سطح مرصد هارفارد.
بالإضافة إلى ذلك، يعتزم آفي لوب جعل الملاحظات المقدمة بفضل غاليليو متاحة للجمهور وهي طريقة لإضفاء الطابع الديمقراطي على البحث عن حياة أو ذكاء خارج كوكب الأرض.
التلسكوب الذي نتحدث عنه هنا سيسجل مقاطع فيديو للسماء على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع من خلال كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
وسيتم تجهيز الكاميرات بجهاز استشعار لاسلكي ومستشعر صوتي ومقياس مغناطيسي مصمم لاكتشاف الأشياء غير المرئية. كما سيوفر جهاز كمبيوتر الذكاء الاصطناعي اللازم لتحليل البيانات والمبرمج لتجاهل الأجسام الطائرة المحددة مثل الطيور والطائرات والمسيّرات والنيازك والتركيز على الأشياء “التي ليست من صنع الإنسان”.
على الرغم من أن الأبحاث حول الأطباق الطائرة تصبح مقبولة أكثر فأكثر في الأوساط العلمية، إلا أنها تظل مجالاً للدراسة ينظر إليه باستخفاف بعض علماء الفيزياء الفلكية وغيرهم.
ويوضح آفي لوب: “أود حقاً أن يشعر الجيل الجديد بالحرية في الحديث عن هذا الموضوع. آمل أنه من خلال الحصول على صورة عالية الدقة لطبق طائر أو العثور على دليل على وجوده، وهو أمر ممكن للغاية في السنوات القادمة”.
المصدر: أ.ف.ب
اقرأ أيضاً: هل المخلوقات الفضائية موجودة بالفعل.. وكيف يتم تصنيف الأجسام الطائرة المجهولة؟
أفلام كثيرة تحدثت عن المخلوقات الفضائية ، أولها فيلم close encounters of the third kind للمخرج ستيفن سبيلبيرغ، إذ ظهر فيه مقطع لجسم مجهول، بدا كطائر كبير للغاية يحلق في سماء ولاية وايومنغ. هذه المقاطع والأفلام تندرج تحت تصنيف الخيال العلمي، ولكن قد تكون أقرب إلى الحقيقة مما تصورنا.
إن فكرة ستيفن سبيلبيرغ لهذا الفيلم تعود إلى مصادر عدة، إذ إن هنالك تقارير مختلفة تفيد برؤية أجسام غامضة في سماء تلك المنطقة. وفي التفاصيل، فإن شبكة الأجسام الغامضة المشتركة، والمركز الوطني للتقارير حول الأجسام الغامضة الطائرة، لا تُعد كل تلك المشاهدات للأجسام الطائرة الغريبة من النوع الثالث، ولكن ما هو النوع الثالث؟ وما هما النوعان الأول والثاني؟
الباحث الفلكي ألين هاينيك والأجسام الغريبة الطائرة:
عند سماعك عن تصنيف خاص برؤية الأجسام الغريبة الطائرة، قد تظن أن هذه الفكرة من صنع رواد نظرية المؤامرة، ولكن قد تُصدم بأن الفلكي ألين هاينيك، الباحث المسؤول عن مرصد ميكميلين في جامعة أوهايو، هو من أعلن عن هذا التصنيف.
في أواخر عام 1940 طلبت القوات الجوية الأمريكية من هاينيك القيام بدراسة وتفسير لعدد من التقارير المتزايدة عن رؤية أجسام طائرة غريبة في السماء.
تبعًا لذلك، قام هاينيك بدراسة ما يزيد عن 200 تقرير، أكد عبرها أن ما يقارب 20% منها لا يمكن تفسيره.
أكد هاينيك أن هذه الأجسام غير المعروفة لم تكن ذات أهمية بالنسبة له، إلا أنها كانت مثيرة للاهتمام بالنسبة لعامة الناس خصوصًا بعد ذكرها في الفيلم الوثائقي ذا أميركان زايتيست (The American Zeitgist).
تابع هاينيك دراسته للأجسام الغريبة الطائرة عبر مصادر عدة، كان أبرزها مشروع الكتاب الأزرق، الذي اختص بدراسة هذه الأجسام.
ولكن -أكتوبر من عام 1973، وصل تقرير عن رجلين في مدينة باسكاغولا، في ولاية ميسيسيبي يدّعون بأنهم قد تعرضوا للاختطاف بوساطة المخلوقات الفضائية.
اهتم هاينيك بهذا التقرير، وقام بالدخول بصلبه وأكد بأن الرجلين صادقان فعلًا، وقام بإعطاء رسومات عن أشكال المخلوقات التي قامت بخطف الرجلين.
خلال هذه الفترة، أعلن “هاينيك” عن افتتاح مركز لدراسة الأجسام الطائرة المجهولة (CUFOS).
تصنيف رؤية ومواجهة الأجسام الطائرة المجهولة:
دفعت حادثة مدينة باسكاغولا هاينيك إلى البدء بكتابه عن هذه الأجسام والمخلوقات.
في صلب هذا الكتاب، أتى هاينيك على ذكر تصنيف درجات الرؤية كما يلي:
أولاً: شخص ما يرى الجسم الغريب الطائر، لكن لا دليل على ذلك.
ثانياً: يترك الجسم غير المعروف آثارًا على الأرض، مثل تدمير للأشجار وغيرها.
ثالثاً: يقوم الجسم غير المعروف بالتفاعل والتعاطي مع مخلوق حي على الأرض.
ويشرح البروفيسور في الإعلام بارنا دونوفان، من جامعة سانت بيتيرز في مدينة جيرسي ذلك:
النوع الأول، يُعبر عن رؤية الجسم الغريب دون وجود أية أدلة.
أما الثاني، فقد يترك الجسم أثرًا على الأرض يدل على مروره أو وجوده.
والثالث، يُصنف عند رؤية المخلوق الموجود داخل الجسم الغريب.
على الرغم من أن هاينيك توفي في عام 1996، فإن عددًا من الباحثين قاموا بدراسة هذا المجال وإضافة المزيد من التصنيفات.
مثلًا، إن النوع الرابع يدل على حدوث اختطاف للبشر من قبل المخلوقات الفضائية ، أما النوع الخامس، يدل على تواصل مباشر بين الفضائي والبشري.
ويؤكد دونوفان على أن هذه التصنيفات هي أفضل طريقة لفهم وتحديد أنواع التفاعل بين البشر والأجسام غير المعروفة، مع ذكره بأن للنوعين الرابع والخامس أهمية كبيرة.
رغم أن نظام التصنيف الذي اقترحه هاينيك هو الأكثر شهرة فيما يتعلق بالأجسام الغريبة الطائرة، فإنه ليس الوحيد، إذ يعتمد عدد من الباحثين المختصين في هذه الأجسام (UFO-logists) تصنيفات فرعية للتصنيفات الخمسة الأساسية.
يتم النظر إلى هذه التصنيفات الفرعية بالعودة إلى تفاصيل عدة من التقرير، كالمكان والوقت الذي حصلت خلاله الرؤية.
يمكنك للمهتمين الدخول إلى مقياس ريو (Rio Scale)، وإعطاء تقييمك بكل حادثة تضمنت أجسامًا مجهولة طائرة.
يستعمل هذا المقياس عددًا من الظروف لتقييم كل حدث، كالمصدر وجودة التقارير.
تقييم صفر يعني عدم وجود أهمية لهذا الحدث، أما التقييم 10 يؤكد على وجود حدث أو رؤية مباشرة قد تكون ذات أهمية في حال دراستها.
لماذا علينا تصنيف حوادث تتعلق بالأجسام المجهولة الطائرة؟
قد يسأل أحدهم عن سبب اهتمام الباحثين بتصنيف هذه الأنواع من الحوادث، مع احتمالية قليلة لوجود المخلوقات الفضائية، إذ أكد دونوفان على أن 10% من هذه الحوادث لا يمكن تفسيره منطقيًا.
وأضاف أن %90من الحوادث يعود سببها إلى رؤية طائرات في الليل أو في حالة طقس سيئة، أما اختطاف بعض الناس من قبل المخلوقات الفضائية، فيرجع سببه إلى اضطرابات متعددة في النوم. أما النسبة الباقية، فهي إما إثبات على وجود مخلوقات فضائية، أو أنها حوادث معينة لم يتمكن العلم بعد من تفسيرها.
إحدى ميزات التقارير التي تصل عن الحوادث المتعلقة بمعظم الأجسام المجهولة هي تنوع المصدر، إذ تحصل هذه الحوادث مع أناس من كل الجنسيات والأعمار.
الجدير بالذكر أن دونوفان يؤكد على أن معظم هؤلاء يحاولون تفسير الحدث الذي رأوه مباشرة.
ويضيف بأنه على الناس الاعتماد على التفكير العلمي من ناحية التشكيك والنظر إلى الأحداث والنتائج وتحليلها.
ويؤكد دونوفان على أن هنالك أحداثًا عدة لا يزال العلم عاجزًا عن تفسيرها، كحادثة اختطاف الزوجين الأمريكيين بارني وبيتي هيل من قبل المخلوقات الفضائية ، كما ادعيا في ولاية هامبشاير.
أما بالنسبة لدونوفان، فإن أهم بيانات وتقارير بالنسبة للأجسام المجهولة الطائرة، هي التقارير التي تصل من الجيش، ويعدها دونوفان إحدى الأدلة الأساسية على وجود حياة خارج كوكب الأرض.
بعض هذه التقارير أصدرتها وزارة الدفاع الأمريكية، وقد سجلت عبر كاميرات الراديو الخاصة بالجيش.
إن هذه الأحداث تحدث لأشخاص عدة، في أماكن عدة، ما يجعل تفسيرها أصعب من تفسير باقي الأحداث.
المصدر: ibelieveinsci