ستتمكن مركبة فضائية ستُطلق بحلول عام 2028 من دراسة جسم فضائي غريب من قُرب. عام 2017، اخترق جسم غريب نظامنا الشمسي، اسمه «أومواموا».
كان أومواموا يسافر بسرعات هائلة جدًا في الفضاء بين النجوم، لدرجة يصعب معها تحديد ماهيته. الاَن وبعد سنوات عديدة ما زال العلماء في حيرة من أمرهم بشأن ماهية هذا الجسم الغريب.
لم يفت الأوان بعد لرؤيته، وفقًا لورقة بحثية جديدة. بتنفيذ مناورة معقدة حول كوكب المشتري، ستتمكن مركبة فضائية ستُطلق عام 2028 من اللحاق بأومواموا بعد 26 عامًا.
يقول المؤلف الرئيس آدم هيبرد، مهندس البرمجيات ضمن مبادرة (i4is) غير الربحية للدراسات بين النجمية في المملكة المتحدة: «ما نحتاج إليه هو صورة قريبة جدًا للجرم، صورة من موقعه حيث يوجد، الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي إرسال مركبة فضائية إليه».
شُوهد أمواموا آخر مرة مسافرًا عبر النظام الشمسي بسرعة تبلغ نحو 92,000 كم/ساعة. تشير هذه السرعة -مع معدل تسارع الجسم حول الشمس- إلى قدومه من خارج النظام الشمسي. انتشرت بعض التفسيرات لماهية هذا الجسم الغريب، منها ما يقول إنه قطعة من جليد نيتروجيني انفصل عن «بلوتو فضائي»، أو كتلة من حطام مذنب، أو قطعة من تكنولوجيا فضائية.
يقول هيبرد: «أثار مسار أومواموا موجةً من الأفكار حول طريقة إرسال مركبة فضائية لرؤيته مباشرةً. إذ انطلق أومواموا متجاوزًا مدار زحل في يناير 2019، ويقدّر الآن أنه في مكان ما خارج مدار نبتون، متجهًا نحو كوكبة بيغاسوس.
ومن الأفكار حول كيفية اللحاق بأومواموا إطلاق مركبة فضائية تدور حول الشمس بهدف استغلال قوة الإقلاع المداري، ما يتيح اندفاعًا سريعًا دون استخدام الكثير من الوقود، لكن مثل هذه المناورة الشمسية ستتطلب درعًا ثقيلًا للوقاية من الطاقة الشمسية، ما سيزيد من الوزن والتكلفة».
في إطار مشروع ليرا ضمن المبادرة، ابتكر هيبرد وفريقه حلًا بديلًا يُعرف باسم «مناورة المشتري أوبيرث». إذ ستنطلق مركبة فضائية من الأرض، ثم تدور حول كل من الزهرة والأرض. يقول هيبيرد، ذلك بهدف بلوغ المشتري بأقل قدر من الوقود. وفور بلوغها المشتري، ستحرق المركبة الفضائية الوقود لزيادة سرعتها، ما سيسمح لها بالاتجاه نحو أومواموا بسرعة 133,200 كم/ساعة.
يقول هيبيرد: «هذه المهمة ممكنة، إذ تبلغ كتلة المشتري جزءًا من ألف جزء من كتلة الشمس، أي إنه منخفض الكتلة نسبيًا، مقارنةً بالشمس، لذلك فإن بلوغه بسرعة عالية نسبيًا، دون استهلاك المزيد من الوقود، ما زال أمرًا ممكنًا».
قدم هيبرد وفريقه تقريرًا إلى مكتب ناسا المختص بجمع الأفكار المهمة من المهتمين بالفضاء، حيث سيُناقش أمر هذه البعثة الفضائية.
يقول هيبرد: «سنرى ما ستسفر عنه المناقشة. نحاول الحصول على تشجيع المجتمع العلمي، إذ سيجيب ذلك عن الكثير من الأسئلة».
المصدر: لايف ساينس – ترجمة: ibelieveinsci