يزداد تشدد أسواق الوقود الأمريكية، وسط تدافع أوروبا على بدائل الديزل الروسي، الأمر الذي حول نيويورك من منطقة استيراد نموذجية إلى التصدير.
في انعكاس نادر لمسار تدفق التجارة الطبيعي، ترسل نيويورك شحنتي ديزل إلى أوروبا، رغم انخفاض مخزونات المنطقة إلى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات، واقتراب الأسعار من تسجيل مستويات قياسية.
بلغ اعتماد الاتحاد الأوروبي على الديزل من روسيا نحو خمس الإمدادات في عام 2019.
التغير يعكس تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على أسواق الوقود بكافة أنحاء العالم، فعلى الرغم من ضعف انكشاف الولايات المتحدة نسبياً على الصادرات الروسية، ارتفعت أسعار الوقود في المحطات الأمريكية لتصبح عبئاً على الرئيس جو بايدن، وسط تزايد الأعباء على سائقي الشاحنات والمزارعين.
تشحن الناقلتان، “فالكون نوستوس”، و”إنرجي سينشوار”، أكثر من 700 ألف برميل من الديزل من نيويورك إلى أوروبا، وفقاً لشركتي “فورتيكسا” (Vortexa)، و”كبلر” (Kpler)، وبحسب بيانات الشحن التي تجمعها “بلومبرغ”.
يعد ذلك انعكاساً للتدفقات التجارية الأخيرة، التي شهدت استيراد ميناء نيويورك ذي المياه البادرة ما لا يقل عن 4.5 مليون برميل من الديزل، من أوروبا وروسيا منذ بداية العام، لاستخدامها في توليد الطاقة، والتدفئة المنزلية.
كما تشهد صادرات الديزل من ساحل الخليج إلى أوروبا انتعاشاً، حيث يتم شحن نحو 103 آلاف برميل يومياً منذ بداية الشهر الجاري إلى القارة، مقارنة بشحن 19 ألف برميل في فبراير، حسب تقديرات “كبلر”.
يعد هذا الطريق التجاري الأكثر شيوعاً، رغم تقلصه في العام أو العامين الماضيين، بسبب تدفق جزء كبير من سوق الصادرات الأمريكي إلى أمريكا اللاتينية.
قال ريد إيانسون، كبير اقتصاديي السلع الأساسية في “كبلر”، إن المنتجات الأمريكية النظيفة “سوف يعاد توجيهها نحو أوروبا إذا كان المشترون الأوروبيون أقل رغبة في اللجوء لروسيا”.
يستمر تدفق الديزل عبر المحيط الأطلسي، رغم استمرار تفريغ الشحنات الروسية في الموانئ الأوروبية. حيث قالت بريطانيا، إنها ستتوقف تدريجياً عن استيراد النفط الروسي، بما في ذلك الديزل.
يقول تجار، إن فارق الأسعار لشحن الديزل من الولايات المتحدة إلى أوروبا يبقى إلى حد كبير نظرياً فقط. ما يعني أن ناقلي البضائع يخاطرون بتكبد خسارة، لا سيما بالنظر إلى النقص الحاد في سوق الديزل الأوروبي –وينعكس ذلك على أسعار الشحنات المستقبلية التي تكون أقل من الأسعار الفورية. قال أحد التجار: “إنها مقامرة”.
المصدر: بلومبيرغ