تكتشف النفايات البلاستيكية في أماكن نائية بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، من الثلج النقي في القطب الجنوبي إلى الهواء الجبلي فوق جبال البرانس.
ونتيجة لذلك، يعمل العلماء بجد لإيجاد طرق جديدة لمعالجة المشكلة العالمية للتلوث البلاستيكي.
ومع ذلك، فإن مجالا جديدا من الأبحاث يدرس كيف يمكن للبكتيريا التي تعيش على التلوث البلاستيكي العائم في المحيط أن توفر مصدرا جديدا للمضادات الحيوية.
وقام باحثون من الجامعة الوطنية في سان دييغو بعزل خمس بكتيريات منتجة للمضادات الحيوية من قطع بلاستيك المحيط، واختبروها ضد مجموعة متنوعة من الأهداف البكتيرية.
ووجدوا أن هذه المضادات الحيوية كانت فعالة ضد البكتيريا الشائعة بالإضافة إلى سلالتين مقاومتين للمضادات الحيوية، والمعروفة باسم “الجراثيم الخارقة”.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 5 و13 مليون طن متري من التلوث البلاستيكي يدخل المحيطات كل عام. ويتراوح هذا من الحطام العائم الكبير إلى اللدائن الدقيقة نتيجة تحلل النفايات.
ويمكن للميكروبات أن تستخدم البلاستيك كسطح يمكن أن تتكاثر عليه وتشكل أنظمة بيئية كاملة.
وفي حين أنه من المقلق أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية قد تتشكل على البلاستيك، فقد تكون بعض الميكروبات قادرة على إنتاج مضادات حيوية جديدة.
ويمكن استخدامها لمحاربة سلالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المستقبل.
وتميل البكتيريا المنتجة للمضادات الحيوية إلى الوجود في بيئات طبيعية تنافسية، حيث أنها تخلق المضادات الحيوية لدرء المنافسين على الموارد والمساحة.
وعزل الباحثون خمس بكتيريا منتجة للمضادات الحيوية من بلاستيك المحيط، بما في ذلك سلالات من العصيات، والفايوباكتر والفيبريو.
وبعد ذلك قاموا باختبار “العزلات” البكتيرية ضد مجموعة متنوعة من الأهداف الإيجابية والسلبية للغرام. والبكتيريا موجبة الغرام لها جدار خلوي أكثر سمكا من البكتيريا سالبة الغرام، وغالبا ما تكون أكثر تقبلا لبعض المضادات الحيوية التي تستهدف جدار الخلية.
ووجدوا أن عزلاتها فعالة ضد البكتيريا الشائعة بالإضافة إلى سلالتين مقاومتين للمضادات الحيوية.
وقال أندريا برايس، المعد الرئيسي للدراسة: “بالنظر إلى أزمة المضادات الحيوية الحالية وظهور الجراثيم المقاومة، من الضروري البحث عن مصادر بديلة للمضادات الحيوية الجديدة، ونأمل في توسيع هذا المشروع وزيادة توصيف الميكروبات والمضادات الحيوية التي تنتجها”.
وأجريت الدراسة بالتعاون مع معهد سكريبس لعلوم المحيطات، وكانت جزءا من مشروع تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) الممول من مؤسسة العلوم الوطنية.
وقدمت نتائج هذه المرحلة الأولية من البحث في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة في واشنطن العاصمة الأسبوع الماضي.
المصدر: ديلي ميل