التقط التلسكوب الفضائي “جيمس ويب” تفاصيل جديدة لمجرة تعرف باسم “فانتوم” بدا شكلها حلزونيا في الصور المذهلة التي نشرتها وكالتا الفضاء الأميركية (ناسا)، والأوروبية.
وتتيح الصور الجديدة رؤية تفاصيل مجرة “إم 74” المسماة “فانتوم”، التي تبعد 32 مليون سنة ضوئية من الأرض، وتظهر فيها دوامة تتوسطها دائرة زرقاء.
وقد وفرت الصور أداة MIRI التي تدرس الأشعة تحت الحمراء المتوسطة، وهي ثمرة تعاون بين الأوروبيين والأميركيين، وجزء من مشروع لفهم المراحل الأولى لتشكيل النجوم.
وقالت وكالة “ناسا”: “كشفت الرؤية الدقيقة للتلسكوب عن خيوط دقيقة من الغاز والغبار في الأذرع الحلزونية الضخمة التي تمتد من مركز الصورة إلى الخارج”.
Feast your eyes on the beautiful spiral structure of the Phantom Galaxy, M74, as seen by Webb in the mid-infrared. Delicate filaments of dust and gas wind outwards from the center of the galaxy, which has a ring of star formation around its nucleus. https://t.co/pPVvxsC6KA pic.twitter.com/JQ2C9Wf19f
— NASA Webb Telescope (@NASAWebb) August 30, 2022
وذكرت وكالة الفضاء الأوروبية أن التلسكوب الفضائي الشهير “هابل”، الذي أطلق عام 1990 وما زال في الخدمة، سبق أن رصد هذه المجرة.
وفي حين أن تلسكوب “جيمس ويب” هو الأفضل في مراقبة الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء للضوء، فإن “هابل” لديه رؤية حادة بشكل خاص في الأطوال الموجية فوق البنفسجية والمرئية، وفقا للوكالة الأوروبية.
وكانت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” قد أصدرت أول صور عالية الدقة لـ”جيمس ويب” في يوليو الماضي.
ويدور “هابل” حول الأرض، لكن “جيمس ويب” يدور حول الشمس، على بعد حوالي 1.5 مليون كيلومتر عن الأرض. ويعد جيمس ويب “التلسكوب الفضائي الأكثر تطورا في نوعه”، وقد أرسل إلى الفضاء قبل نحو 7 أشهر.
ووقع حدث تاريخي عندما التقط التلسكوب أول صورة تظهر مجموعة المجرات “SMACS 0723 ” هي “الأعمق والأكثر وضوحا” للكون على الإطلاق يتم التقاطها بالأشعة تحت الحمراء.
وجهز تلسكوب “جيمس ويب” بوقود كاف ليجعله يعمل لـ20 سنة، وبذلك يتوقع علماء الفضاء أن يتوصلوا إلى اكتشافات جديدة بفضله.
ورصد التلسكوب الفضائي للمرة الأولى وجود ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب خارجي، أي كوكب خارج المجموعة الشمسية التي تضم الأرض، وهو اكتشاف يبين قدراته الهائلة ويحفز العلماء لمتابعة البيانات الإضافية التي سيوفرها في هذا الشأن.
وأظهر تفاصيل من كوكب المشتري، بشكل لم يسبق له مثيل، في صور ستساعد العلماء في فهم ما يحدث على هذا الكوكب.
المصدر: وكالات
اقرأ أيضاً: تلسكوب “جيمس ويب” يكشف أسرار مجرة “عجلة العربة”
نشر الفريق البحثي لمرصد “جيمس ويب” الفضائي صورة جديدة لمجرة عجلة العربة (The Cartwheel Galaxy) التي يُعدّ شكلها من أندر وأغرب أشكال المجرات في السماء، لذلك طالما اجتذبت الباحثين والهواة لتصويرها.
لكن الصور السابقة للمجرة كانت جميعها في نطاق أشعة الضوء المرئي، ولأن المجرة تحوي كثيرا من الغبار والسحب النجمية، فقد غطت على ما يقع خلفها من تفاعلات مثيرة بين أجزاء المجرة، إلا أن قدرات الأشعة تحت الحمراء الاختراقية مكّنت باحثي جيمس ويب من النفاذ خلال تلك السحب.
ولغرض التقريب، تخيّل أن أحدهم قد أصيب بكسر في أحد عظام ذراعه، فطلب منه الطبيب صورة أشعة سينية؛ فالأشعة السينية تتمكن من اختراق الجلد لتوضح شكل العظام بالضبط، هذا ما يفعله التلسكوب جيمس ويب، فيخترق عبر الأشعة تحت الحمراء سحب الغبار ليبيّن النجوم في خلفيتها.
مجرة عجيبة
تقع مجرة عجلة العربة على مسافة نحو 500 مليون سنة ضوئية في مجموعة نجوم “معمل النحات” (The Sculptor)، ويشبه مظهرها إلى حد كبير مظهر عجلة عربة يجرها الحصان، وهذا الشكل العجيب جاء نتيجة تصادم عالي السرعة قبل مليارات السنوات بين مجرة حلزونية كبيرة ومجرة أصغر.
يبلغ قطر المجرة نحو 150 ألف سنة ضوئية، وبذلك تكون أكبر من مجرتنا (درب التبانة) بقطر 100 ألف سنة ضوئية، اكتشفها “فريتز زفيكي” (Fritz Zwicky) في عام 1941، العالم السويسري الذي درس في الولايات المتحدة الأميركية.
وحسب بيان صحفي لمنصة التلسكوب جيمس ويب، تتسبب الاصطدامات ذات الأبعاد المجرية في سلسلة من الأحداث شكلت حلقتين: الأولى داخلية مشرقة، والثانية حلقة ملونة تحيط بالأولى.
جيمس ويب المُخترق
وباستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة “نيركام” (NIRCam)، تمكن الباحثون من الكشف عن عدد أكبر من النجوم الصغيرة السن أكثر مما يُلاحظ في الضوء المرئي، هذه النجوم تتشكل في الحلقة الخارجية، وكشفت الكاميرا كذلك عن توزيع سلس بين مجموعات النجوم الأكبر سنا في مركز المجرة، وتوزيع فوضوي بعض الشيء بين النجوم الأصغر سنا خارجها.
أما الكاميرا “ميري” (MIRI) كاميرا الأشعة تحت الحمراء المتوسطة، فقد كشفت عن مناطق غنية بالهيدروكربونات وبغبار السيليكات، وبعض المركبات الكيميائية الأخرى.
وحسب البيانات الجديدة التي صدرت من جيمس ويب، فقد تأكد أن مجرة عجلة العربة ما زالت تمر بمرحلة انتقالية بين اندماج المجرتين، للتوصل في النهاية إلى شكل جديد ثابت، هو ما سيحدث في المستقبل البعيد.
المصدر: وكالات