تمكنت شركة “سبيس إكس” التي يديرها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، من توصيل خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” لقارات العالم السبع، بما في ذلك القارة القطبية الجنوبية.
ويأتي ذلك عقب نجاح إطلاق 54 قمراً صناعياً جديداً ضمن شبكة “ستارلينك” للإنترنت الفضائي، ليصل إجمالي عدد أقمارها حالياً إلى 3130 قمراً صناعياً.
تقنية الليزر
تغطية شبكة “ستارلينك” للقطب الجنوبي تعتمد على استخدام تقنية الليزر لبث خدمات الإنترنت الفضائي إلى مركز “ماك موردو” البحثي، وهو مركز بحثي تابع للبرنامج الأميركي لدراسة القطب الجنوبي.
وكانت المؤسسة القومية للعلوم قد أعلنت، عبر تغريدة على تويتر، أن خدمات الإنترنت الفضائي لشبكة ستارلينك تتوفر حالياً لباحثيها في القطب الجنوبي، عبر استخدام منصة استقبال مطورة لتتلاءم مع الظروف الجوية القاسية، بحيث يحصل الباحثون على اتصال مستقر وسريع بشبكة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
تستهدف شركة “سبيس إكس” الوصول بحجم شبكتها للأقمار الصناعية “ستارلينك” إلى 42 ألف قمر صناعي بحلول 2027.
ما هي “ستارلينك”؟
أنشأت شركة “سبيس إكس”، المتخصصة في خدمات استكشاف ورحلات الفضاء، في عام 2015 قطاعاً داخلياً يحمل اسم “ستارلينك”، وهو متخصص في تقديم خدمات الإنترنت الفضائي بالاعتماد على الأقمار الصناعية المحلقة في المدار المنخفض حول الأرض؛ على ارتفاع 550 كيلومتراً من سطح الأرض.
بعد سلسلة من المحاولات والتجارب، تمكنت “ستارلينك” من إطلاق أول أقمارها التجريبية إلى الفضاء في 2018، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن، وصل عدد الأقمار الصناعية المنتشرة في المدار المنخفض حول الأرض إلى أكثر من 3000 قمر صناعي.
تتركز فكرة “ستارلينك” في توفير خدمات الإنترنت إلى البشر جميعاً، خاصة في الأماكن النائية والتي لا تتوفر فيها بنية تحتية تسمح لسكانها بالحصول على الإنترنت الأرضي، المعتمد على الكابلات الأرضية، وكذلك غير المتوفر بها تغطية جيدة لشبكات المحمول اللاسلكية، بحسب موقع الشركة.
كما توفر “ستارلينك” الاتصال بالإنترنت في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية، مثل توفير الإنترنت في أوكرانيا بعد بدء العملية العسكرية الروسية التي أثرت بشكل كبير على الاتصالات، مما جعل شبكة ستارلينك مصدر الإنترنت الوحيد في الداخل الأوكراني.
كذلك، نوعّت “ستارلينك” خدماتها منذ مطلع العام الجاري، إذ أطلقت في مايو الماضي خدمة Starlink RV، والتي تتيح إمكانية الحصول على اتصال بالإنترنت في المناطق النائية، والجمهور المستهدف بتلك الخدمة هم عشاق الترحال والتخييم، وكذلك من يتواجدون لفترات طويلة في المناطق النائية.
أما في يوليو، فقد قدمت “سبيس إكس” خدمة جديدة Starlink Maritime، وهي تقدم اتصال قوي بالإنترنت على متن السفن والمركبات البحرية خلال حركتها.
كيف يمكن الحصول على “ستارلينك”؟
يعتمد الحصول على خدمات الإنترنت الفضائي من “ستارلينك”، على معدات الاستقبال الأرضي، والتي تتمثل في طبق استقبال يتم تثبيته أعلى المنزل، ويتم توصيله بجهاز يقوم بتوزيع الإشارة لاسلكياً داخل المنزل، والذي يقوم تماماً بدور “الراوتر”.
عملت “ستارلينك” على توسيع نطاق انتشار تقديم خدماتها تدريجياً على مدى العامين الماضيين، حيث وصل عدد منصات الاستقبال المبيعة إلى 500 ألف شخص على مستوى العالم.
سرعة “ستارلينك”
بحسب موقع الخدمة، فإن سرعات الإنترنت الفضائي مع “ستارلينك” تتراوح بين 50 ميجابيت و250 ميجابيت في الثانية الواحدة، على مستوى الاستخدام المنزلي، بينما السرعات تصل إلى 350 ميجابيت في الثانية بالنسبة للشركات المشتركة في خدمة Starlink Business.
وكانت الشركة قد أتاحت، في وقت سابق من هذا الشهر، إمكانية حصول مستخدمي الإنترنت المنزلي على منصات الاستقبال المتطورة، التي كانت مخصصة لقطاع الأعمال فقط، ما يفتح المجال لحصولهم على إنترنت فضائي بسرعات تتراوح بين 150 ميجابيت و350 ميجابيت في الثانية الواحدة.
ويتراوح معدل تأخير الاتصال بين 20 و40 مللي ثانية، ولكن الخدمة أوضحت أنه من المتوقع أن يتحسن ذلك بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، مع إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية، إلى جانب توسيع انتشار محطات الاستقبال الأرضية.
ولكن بقياس تلك السرعات مع الحد الأقصى لسرعات الإنترنت المعتمد على الألياف الضوئية، فستجد أن الفارق كبير للغاية، إذ أن سرعات الإنترنت “الفايبر” يصل إلى 2 جيجابيت في الثانية الواحدة، أي أسرع بمعدل يقارب 7 أضعاف.
تكلفة الخدمة
يتحمل المشتركون في خدمة الإنترنت المنزلي تكلفة لمرة واحدة 599 دولاراً، مقابل الاشتراك في الخدمة والحصول على المعدات اللازمة لاستقبال الإشارة، من طبق استقبال وجهاز “راوتر” لتوزيع الإشارة داخلياً، إضافة إلى 110 دولارات كاشتراك شهري في الخدمة.
بينما على مستوى منصة الاستقبال الأكثر تطوراً High-Performance، فإن تكلفة المعدات ترتفع بشكل كبير إلى 2500 دولار، وهي تكلفة يتم تحملها لمرة واحدة، بينما الاشتراك الشهري في الخدمة سيكون نفسه وهو 110 دولارات.
أما على مستوى خدمة الإنترنت للترحال Starlink RV، فتتضمن نفسة التكلفة الأولى 599 دولار، ولكن مع اشتراك شهري بـ135 دولار.
وترتفع كلفة خدمة الإنترنت للمركبات البحرية Starlink Maritime، فتصل قيمة المعدات، التي تتضمن منصتي استقبال للخدمة إلى 10 آلاف دولار، مع اشتراك شهري للخدمة بـ5 آلاف دولار.
على الرغم من ارتفاع التكلفة مقارنة بسرعة “ستارلينك”، أمام أسعار وسرعات الإنترنت التقليدي المعتمد على الألياف الضوئية، إلا أن رئيسة “سبيس إكس”، جوين شوت ويل، ترى أن هذه التكلفة ستنخفض بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع تطوير عمليات تصميم وإنتاج الأقمار الصناعية وكذلك أجهزة الاستقبال.
يُذكر أن موقع الخدمة يفيد بأن المستخدم بإمكانه الاشتراك في الخدمة لمدة 30 يوم، وفي حال لم يكن راضٍ عن الخدمة، بإمكانه استرداد تكلفة المعدات التي تحملها كاملة.
المصدر: الشرق – بلومبيرغ