انفجر توهج شمسي مفاجئ من منطقة مغناطيسية كثيفة على سطح الشمس، ما تسبب في انقطاع الراديو مؤقتا في أجزاء من أستراليا وجميع أنحاء نيوزيلندا.
وتم تسجيل التوهج الشمسي متوسط القوة، من فئة M5 بواسطة مرصد ديناميكيات الطاقة الشمسية التابع لوكالة ناسا أثناء اندلاعه من البقع الشمسية AR3141 في الساعة 7:11 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، يوم الأحد 6 نوفمبر، وفقا لما ورد في منشور على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بواسطة أليكس سي. يونغ، عالم الفيزياء الشمسية في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا.
وبحسب موقع spaceweather ، أدى التوهج إلى اندفاع إشعاعي تسبب في تأين الغلاف الجوي للأرض.
والتوهج الشمسي هو انفجار وما يصاحبه من اندلاع إشعاعي من سطح الشمس. تؤدي بعض التوهجات الشمسية أيضا إلى إطلاق كتلة إكليلية تسمى “الانبعاث الكتلية الإكليلية” (CMEs)، حيث تتدفق أعمدة من الجسيمات المشحونة بعيدا عن الشمس والتي يمكن أن تقطع الاتصالات وتتلف الشبكات الكهربائية أو الأقمار الصناعية عند الوصول إلى الأرض.
ورافقت الانبعاث الكتلية الإكليلية هذا التوهج، لكنها لم تكن موجهة إلى الأرض.
واندلع التوهج الشمسي بشكل غير متوقع وأخذ العلماء على حين غرة. وكتب موقع تتبع النشاط الشمسي SpaceWeatherLive على “تويتر”: “نعتذر عن عدم وجود تنبيه لهذا الحدث. كان التوهج اندفاعيا”.
وبلغت قوة التوهج الشمسي M5.2 على مقياس شدة التوهج الشمسي التابع للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). وتصنف الإدارة التوهجات من الفئة M على أنها معتدلة إلى قوية، وأقوى من توهجات الفئة C، ولكنها ليست بنفس قوة توهجات الفئة X، والتي تعد قوية، إلى قوية للغاية.
وتصنف الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي التوهجات الشمسية في خمس فئات – A وB وC وM وX – بناء على شدة الأشعة السينية التي تطلقها، حيث يكون لكل مستوى 10 أضعاف شدة الفئة السابقة.
وبمجرد وصولها إلى الأرض، تعمل الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن التوهجات الشمسية على تأين الذرات في الغلاف الجوي العلوي، ما يجعل من المستحيل ارتداد موجات الراديو عالية التردد منها ما يؤدي إلى تعتيم الراديو.
ويحدث التعتيم الراديوي فوق المناطق التي أضاءتها الشمس خلال وقت التوهج، وهي مصنفة من R1 إلى R5 حسب شدتها.
وأرسل التوهج الشمسي يوم الأحد جزيئات نحو الأرض ما أدى إلى انقطاع التيار الراديوي المؤقت فوق المحيط الهادئ، وتسبب هذا التوهج الأخير في تعتيم معتدل R2.
ويشار إلى أن النشاط الشمسي، الذي تتبعه علماء الفلك منذ عام 1775، يرتفع وينخفض وفقا لدورة مدتها 11 عاما تقريبا. وكان النشاط الشمسي مرتفعا بشكل خاص مؤخرا، حيث بلغ عدد البقع الشمسية ضعف عدد تنبؤات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وأدى النشاط المتزايد إلى إرسال موجات من البلازما عالية الطاقة وانفجارات الأشعة السينية إلى الحقول المغناطيسية للأرض، ما تسبب في إسقاط أقمار “ستارلينك” الصناعية، وانقطاع إشارات الراديو وإحداث شفق قطبي في أقصى الجنوب مثل بنسلفانيا وأيوا وأوريجون.
ومن المرجح أن تضرب المزيد من التوهجات الأرض في السنوات القادمة. ومن المتوقع أن يرتفع نشاط الشمس بثبات، ليصل إلى الحد الأقصى الإجمالي في عام 2025، قبل أن يتراجع مرة أخرى.
المصدر: لايف ساينس