حكم نظام الأسد على شباب ورجال قرية (بيصين) بالموت بعد أن سمح لهم بالحياة لمدة قصيرة، فتلك القرية الصغيرة الكائنة بريف حماة الجنوبي الغربي، تبعد عن مركز المدينة حوالي (30/ كم) ويقدر عدد سكانها بحوالي 3500 نسمة، دفعت فاتورة باهظة في ولائها للأسد.
هذه القرية قدمت الولاء للنظام منذ انطلاق الثورة كونها تنتمي للطائفة العلوية كمثيلاتها من القرى الثانية بريف حماة الغربي، ولكن مصير هذه القرية كان أفدح بكثير من ولائها للنظام، فرغم قلة عدد سكانها إلّا أنه لم يبقَ فيها رجال أو شباب بشكل شبه كامل، فأغلبهم قُتل في افتداءً لنظام بشار الأسد، حتى أطلق عليها نشطاء الثورة في القرى الثائرة المجاورة "بيصين باتت خاوية من الرجال الذكور ".
تعتبر (بيصين) من القرى المهملة لدى النظام ومؤسساته، بحكم التمييز الداخلي لدى الطائفة العلوية، على الرغم من أنها، مع مطلع العام 2000 تمكنت من الحصول على بعض الامتيازات على حساب بعض المناطق ذات الغالبية السنية.
وبحسب التعئبة الطائفية من قبل النظام لأبناء الطائفة العلوية بشتى مؤسسات الدولة، وتحديداً المؤسسة العسكرية، فتحت هذه المؤسسات أبوابها أمام أبناء قرية (بيصين)، حيثُ انتسبَ اغلبهم الى ألوية وفرق (الدفاع الجوي) أو أفرع (المخابرات الجوية)، ومع اندلاع الثورة السورية كان لها الدور الاول في المحرقة التي حرقت مئات الآلاف من الشباب العلوي في مواجهاتهم مع الثوار، ليعود التمييز من جديد ويُقدم إلى الصف الاول صاحب المرتبة الاضعف للمشاركة في قمع الثورة، وكان لأغلب شباب ورجال (بيصين) نصيب من الموت ومع استمرار الثورة واستمرار الصراع المسلح بين قوات النظام والثوار، كان رصيد الموت في تلك القرية يرتفع حتى وصل عدد أبنائها القتلى الى 300 قتيل من المتطوعين لدى قوات النظام، ومن انتسب لقوات مايسمى بـ (الدفاع الوطني).
ووصلت نهاية المطاف بالقرية الى أن تشهد خلواً من الشباب او الرجال متوسطي العمر بشكل شبه كامل، ورغم خسارة القرية لأبنائها إلا انها لم تحظَ بامتيازات جديدة من النظام إكراماً لأبنائها القتلى في سبيل الوطن كما يدعي النظام حتى بدأت بعض الشخصيات تبدي تذمراً من النظام.