يكثر تنظيم داعش في الفترة الأخيرة من تحويل الأطفال إلى "أداة لإعدام" من يتهمهم بالعمالة والخيانة وأسرى قوات الاسد والجيش العراقي والفصائل الأخرى التي يصفها بأنها "كافرة ومرتدة".
الإصدار الجديد لتنظيم داعش وتحديدا لما يسمى "إعلام ولاية الجزيرة" -التي أعلن عنها التنظيم في فبراير/شباط الماضي بمناطق سنجار، وتل عبطة، والمحلبية، وتلعفر، وزمار، والبعاج- لم يختلف عن سابقاته.
لكن الجديد في الإصدار كان الرعب والخوف اللذان رافقا المتهم بالعمالة من إدلائه "باعترافاته" التي كاد يختنق بدموعه أثناء حديثه حتى تعثره أثناء سوقه لمصيره المحتوم، وهذا ما لم يكن يحدث مع الذين كان يعدمهم تنظيم داعش في إصدارات سابقة.
التواصل الاجتماعي
الأمر الجديد أيضا في هذا الإصدار أن تنظيم داعش كشف عن أن "العملاء" في مناطق سيطرته يتم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعد ملعبه المفضل وسلاحه الماضي لتجنيد آلاف المقاتلين الأجانب وجلبهم إلى "أرض الخلافة والجهاد".
ويعد الفيديو من أقصر الإصدارات لتنظيم داعش حيث لا تتجاوز مدته خمس دقائق ولم يرفق بأي تعليق صوتي حتى أن "بطلي الفيديو" لم ينبسا ببنت شفة، وتُركت الصورة تتكلم مع أحد "الأناشيد المعروفة" للتنظيم.
الفيديو الذي عنون بـ"ردع الجناة" صور بتقنيات حديثة وبكاميرات عالية الجودة، بدأ كسابقاته بسرد التبريرات لإعدام شخص يرتدي ملابس حمراء يعرف عن نفسه بأنه العراقي حكم طلب حمود من قضاء البعاج التابع لمحافظة نينوى، والمتهم بإرشاد طائرات التحالف الدولي على مقرات تنظيم داعش.
وتظهر طائرات التحالف وهي تقصف المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش والقتلى والدمار الذي خلفه القصف، ويمر مشهد "للعميل المفترض" وعيناه تغرقان بالدموع للتعبير عن ندمه أو خوفه.
ثم يساق "العميل المفترض" معصوب العينين ومكتوف اليدين إلى مكان قصف إحدى الطائرات حيث يظهر بوضوح الدمار في الصورة ليقتحم بعدها طفل يرتدي زيا مموها ويحمل مسدسا "ساحة الإعدام"، ويتجه صوب الرجل لكنه لا يقف خلفه بل بمحاذاته مباشرة.
وينتقل الفيديو إلى "الاعترافات" التي يدلي بها حمود برعب وخوف والدموع تملأ عينيه، ويسرد كيف تم تجنيده حيث "أرسل له أحد الأشخاص طلب صداقة على موقع فيسبوك فجنده وبعدها بدأ يزوده بعناوين مقرات تنظيم داعش في قضاء البعاج".
طفل "ذباح"
وينتهي الفيديو بلقطة الطفل الذي لا يتجاوز عمره الـ14 عاما وهو يصوب مسدسه إلى "حمود" الجاثي على ركبتيه ويطلق رصاصة واحدة على رأسه ليسبح في دمائه.
وكان تنظيم داعش دفع الأطفال والفتيان الذين يسميهم "أشبال الخلافة" لتصدر مشهد الإعدامات بالرصاص، وأقام معسكرات خاصة لتدريبهم، وسجلت الشهر الماضي أول واقعة نحر ينفذها طفل من تنظيم داعش، حيث قام أحد الأطفال بذبح ضابط في الجيش السوري أسر في ريف تدمر الغربي.
وأظهر تسجيل نشره تنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي طفلا لم يتخط العاشرة من العمر يرتدي زيا مموها ويمسك برأس شخص بعد ذبحه، وفي يده سكين ملطخ بالدم.
ويشير ناشطون سوريون إلى أن تنظيم داعش استطاع تجنيد أكثر من ألف طفل وضمهم "لأشبال الخلافة" منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية الشهر الماضي.