الرئيسية » تشكيك غربي بفاعلية وأمان اللقاح الروسي لكورونا

تشكيك غربي بفاعلية وأمان اللقاح الروسي لكورونا

شكك وزير الصحة الألماني، ينس سبان، أمس الأربعاء 12 آب / أغسطس، بأن تكون روسيا قد أجرت اختبارات كافية على لقاحها لفيروس كورونا المستجد، ما قد يجعله غير آمن تماما.

وقال "سبان" لراديو "دويتشلاند فونك" المحلي: "الأمر لا يتعلق بأن تكون الأول بطريقة ما، بل يتعلق بالحصول على لقاح فعال خضع للاختبار وبالتالي يكون آمنا".

وأوضح الوزير الألماني: "قد يكون من الخطير البدء في منح اللقاح للملايين، إن لم يكن المليارات من الناس في وقت سابق لأوانه لأن هذا قد يقضي تماما على تقبل فكرة اللقاح إذا لم تمض الأمور على ما يرام، لذلك فأنا متشكك جدا بشأن ما يحدث في روسيا".

وتابع: "يسعدني أن يكون هناك لقاح مبدئي جيد لكن استنادا إلى كل ما نعرفه، وهذه هي المشكلة الرئيسة لأن الروس لا يخبروننا بالكثير، فهذا (اللقاح) لم يختبر على نحو كاف".

وشدد الوزير على أن من المهم جدا، حتى أثناء الجائحة، إجراء الدراسات والاختبارات ذات الصلة بشكل صحيح ونشرها على الملأ للحصول على ثقة الناس في اللقاح.

وفي السياق ذاته، أعرب الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، عن تشككه بصورة جدية في أمان وفاعلية اللقاح الروسي.

ونقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" عن فاوتشي القول: "آمل أن يكون الروس قد أثبتوا بالفعل وبشكل قاطع أن اللقاح آمن وفعال… أنا أشك بشكل جدي في أنهم فعلوا ذلك"

وأكد أن الوصول إلى لقاح، وإثبات أنه آمن وفعال، هما أمران مختلفان.
وقال إن الولايات المتحدة تواصل تطوير عدد من اللقاحات، و"إذا ما أردنا استغلال الفرصة لإيذاء الكثير من الناس أو إعطائهم شيئا لا يعمل، فيمكننا البدء إذا ما أردنا، الأسبوع القادم، بالقيام بذلك. لكن هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور".

وتابع بأنه لم يسمع أي دليل يقنعه بأن اللقاح جاهز فعلا، داعيا الأمريكيين إلى فهم أن "الإعلانات الصادرة عن الصينيين أو الروس بأن لديهم لقاحا" تختلف عن تلك الأمريكية، "لأننا نتبنى طريقة مختلفة للقيام بالأمور في هذا البلد وهي أننا نهتم بالسلامة".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أن روسيا أصبحت أول دولة تمنح موافقة تنظيمية على لقاح لكوفيد-19 بعد أقل من شهرين من اختباره على البشر.
وعبر بعض الخبراء عن قلقهم بشأن قرار موسكو منح الموافقة للقاح قبل استكمال التجارب النهائية.

وبلغت نسبة نجاح التجارب السريرية عشرة بالمئة فحسب ويخشى بعض العلماء من أن تكون موسكو تضع المكانة القومية قبل السلامة.
وقال بوتين وغيره من المسؤولين إن اللقاح آمن تماما. وذكر مسؤولون حكوميون أنه سيصرح بمنح اللقاح للأطقم الطبية ثم المعلمين على أساس تطوعي في نهاية هذا الشهر أو مطلع سبتمبر أيلول. ومن المنتظر بدء توزيعه على نطاق جماعي في روسيا في أكتوبر تشرين الأول.

رد روسي
وبدوره، أعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو أن اللقاح الذي نجحت روسيا في تطويره ضد فيروس كورونا المستجد أثبت فعاليته وسيبدأ إنتاجه واستخدامه في معالجة المصابين بالوباء خلال أسبوعين، معتبرا أن المواقف الأجنبية التي أعربت عن الشكوك بشأن فعالية القاح الروسي ليست حيادية.

وصرح موراشكو، الأربعاء، خلال موجز صحفي بأن إنتاج أولى دفعات اللقاح الروسي الجديد سيبدأ في غضون الأسبوعين القادمين، على أن يبدأ استخدامه فورا، مشيرا إلى أن منتجي اللقاح سيركزون على تلبية احتياجات السوق الداخلية الروسي.

وذكر الوزير أن روسيا ستعرض على شركائها الأجانب توريد لقاحها المضاد للفيروس التاجي أو إنتاجه في بلادهم، مؤكدا أن مفاوضات بهذا الشأن جارية حاليا بمشاركة الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة.

وأكد الوزير أن حملة التطعيم ضد كورونا في روسيا ستكون طوعية حصرا.

ولفت موراشكو إلى أن اللقاح الروسي يعتمد على أرضية علمية ملموسة وموثوق بها، وأثبت فعاليته في الاختبارات السريرية، وقال: "الزملاء الأجانب الذين يشعرون على الأرجح بالمنافسة والتفوق التنافسي للعقار الروسي يحاولون إبداء مواقف لا أساس لها إطلاقا، حسب رأينا.. لكن اللقاح الروسي، كما أكرر مرة أخرى، هو الحل الذي يستند إلى المعارف والمعطيات السريرية المحددة".

 

وكالات