دافعت الولايات المتحدة الخميس عن إبرام شركة أمريكية عقدا نفطيا مع ميليشـ.ـيات قسد، التي تسيطر على شمال شرق سوريا.
وقال المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري خلال مؤتمر صحافي، إن "حكومة الولايات المتحدة لا تمتلك الموارد النفطية في سوريا ولا تسيطر عليها ولا تديرها".
وأضاف "يمكنني أن أوكد لكم أن من يسيطر على المنطقة النفطية هم أبناء شمال شرق سوريا ولا أحد آخر". وأكد أن اشنطن "ليس لها أي ضلع في القرارات التجارية لشريكنا المحلي في شمال شرق سوريا".
وأضاف أن "الشيء الوحيد الذي فعلناه" هو "الترخيص لهذه الشركة" لكي تفلت من حزمة العقوبات الواسعة، التي تفرضها الولايات المتحدة على "النظام السوري".
وكشفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، تفاصيل عن صفقة سرية خولت شركة أمريكية مغمورة بتطوير وتحديث حقول النفط في شمال شرقي سوريا، وسط انتقادات شديدة على مستوى الداخل السوري وحتى دول الجوار.
ونقلت الشبكة الأمريكية في تقرير نشر السبت عن مصادر مطلعة على الاتفاق قولها إن الصفقة السرية الأولى من نوعها التي تم توقيعها الشهر الماضي تمنح شركة Delta Crescent Energy صلاحيات واسعة لتطوير وتحديث أكثر من نصف الحقول الخاضعة لسيطرة ميليشـ.يات ("قسد")، ما يتماشى مع الهدف الذي يسعى ترامب إلى تحقيقه منذ فترة طويلة، وهو تأمين السيطرة الأمريكية على احتياطيات النفط في المنطقة.
ونقلت "سي إن إن" عن أحد مؤسسي الشركة وسفير الولايات المتحدة الأسبق لدى الدنمارك، جيمس كين، قوله إن الصفقة تسمح للشركة بالمشاركة في جميع جوانب تطوير الطاقة والنقل والتسويق والتكرير والاستكشاف، من أجل "تطوير وإعادة تطوير البنية التحتية في المنطقة ومساعدة الناس في المنطقة على إدخال منتجاتهم إلى السوق الدولية".
وحذر رئيس الائتلاف الوطني السوري، نصر الحريري، من أن توقيع شركة أمريكية، يوليو الماضي، اتفاق حول الثروات النفطية شمال شرقي البلاد (شرق الفرات) "يهدد وحدة سوريا وسلامة أراضيها"، وينذر بـ"حـ.ـرب أهلية" بين مكونات الشعب "ستكون نتائجها وخيـ.ـمة والعدد الضـ.ـحايا فيها كبير".
وقال الحريري، "موقفنا واضح، هذا الإجراء (الاتفاق) خطيـ.ـر ومخالف للقانون، ويتنافى مع مبدأ السيادة السورية، وأن تقوم ميليشـ.ـيات قسد، بسن قوانين وتشريعات، أو الذهاب لعقد اتفاقات دولية خارجة عن إرادة الشعب السوري، هذا أمر خطيـ.ـر وغير مقبول، بل مرفوض قطعا".
من جهتها أكدت وزارة الخارجية التركية، أن ثروات سوريا هي حق للشعب السوري، معربة عن أسفها لدعم الولايات المتحدة لاتفاق النفظ المبرم بين الشركة الأمريكية وميليشـ.ـيات قسد.
ووصفت وزارة خارجية نظام الأسد، الاتفاق المبرم بين الشركة الأمريكية وميليشـ.ـيات قسد، بأنه صفقة "باطلة تهدف لسرقة النفط السوري".
وبلغ إنتاج سوريا من النفط قبل اندلاع النزاع عام 2011 نحو 400 ألف برميل يوميا. لكن القطاع مني بخسائر كبرى، ولا تزال غالبية حقول النفط والغاز تحت سيطرة ميليشـ.ـيات قسد في شمال وشرق البلاد.
شام