الرئيسية » يديعوت احرنوت: استئناف التوافق بين إسرائيل وروسيا للعمل في سوريا

يديعوت احرنوت: استئناف التوافق بين إسرائيل وروسيا للعمل في سوريا

أكدت صحيفة إسرائيلية الثلاثاء، أن "الصمت الروسي الصاخب" على الهجمات الواسعة في سوريا ليلة الأحد الماضي، يمنح "إسرائيل"، "فرصة محدودة" لمنع تثبيت الوجود الإيراني في سوريا.

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مقالها الافتتاحي الذي كتبه معلقها العسكري أليكس فيشمان بعنوان "نافذة الفرص في سوريا"، أن الهجوم العسكري الأخير الذي طال عشرات المواقع في سوريا، "لا يبدو كهجوم آخر على هدف إيراني أو هدف لحزب الله في سوريا، فقد اكتشف فيه عتاد عسكري مخصص إلى لبنان".

وأضافت: "يبدو في هذه المرة أن هجوما واسعا على بنى تحتية إيرانية كهذا، هو استمرار مباشر لما بدأ قبل نحو عام، وفي حينه أخذت إسرائيل المسؤولية، وأعلنت أنها هاجمت ودمرت 70 في المئة من البنى التحتية التي أقيمت في لبنان".

وذكرت أن "الهجوم الذي وقع ليلة الأحد الماضي والمنسوب لإسرائيل، يبدو مثل جزء من خطة مرتبة لمعالجة الـ 30 في المئة المتبقية"، منوها أن مثل هذا الهجوم "ما كان يمكنه أن يتم دون تفاهمات مع الروس".
ولفتت إلى أن "على الأقل جزءا من الهجمات الجوية تمت أغلب الظن من جهة قبرص، لأن الصاروخ السوري المضاد للطائرات الذي أطلق نحو الطائرات وقع في قبرص".

وبينت أن "القصف من منطقة البحر المتوسط لا يشبه هجوما إسرائيليا من سماء إسرائيل، مثلما حصل قبل سنة حين أسقطت طائرة الـ إف 16 الإسرائيلية"، مؤكدة أن "الطيران في الجو في منطقة البحر المتوسط، من قبرص باتجاه سوريا ولبنان يستوجب تنسيقا دقيقا مع الأسطول وسلاح الجو الروسي المتواجدين في المنطقة".

ومما سبق، استنتجت "يديعوت"، أنه "تم استئناف التوافق بين إسرائيل وروسيا على تقسيم العمل في سوريا دون إزعاج"، مضيفة: "حين أراد الروس إحراج إسرائيل، عرفوا كيف ينشرون بالضبط كم طائرة شاركت في الهجوم، وما أطلقته ومن أين، وأما هذه المرة فصمت الروس صاخب".

وأكدت أن "التفاهمات بشأن تقسيم العمل في سوريا استؤنفت وتوثقت خلال لقاء رؤساء مجالس الأمن القومي الثلاثة (الإسرائيلي والأمريكي والروسي) قبل نحو أسبوع في إسرائيل".

وتساءلت الصحيفة: "ما الذي يكسبه الروس؟"، موضحة أنه "منذ نحو ثلاثة أسابيع تهاجم قوات سورية، بمرافقة روسية بوحشية في منطقة إدلب حيث يتجمع بضع عشرات الآلاف من الثوار المسلحين، وفي كل يوم يقتل العشرات وتدمر المباني، وتصمت أمريكا، وأوروبا لا تشجب، ولا توجهات لمجلس الأمن، والمذبحة مستمرة".

ونوهت إلى أن "فرقة تركية تستعد قرب إدلب لضرب نظام بشار الأسد، ولكنها لا تتحرك بسبب ما يبدو كتوافق ثلاثي"، مضيفة أنه "في أعقاب التوافقات يتدبر الجميع مع الجميع، ويكون لإسرائيل في الظاهر ضوء أخضر للحفاظ على مصالحها تجاه البنى التحتية الإيرانية وحزب الله".

ورأت "يديعوت"، أن "الصمت الصاخب للشريك الروسي يضمن شيئا واحدا؛ وهو إيجاد فرصة لإسرائيل محدودة لمنع تثبيت الوجود الإيراني في سوريا، ومن أجل استغلالها بنجاعة من الأفضل لإسرائيل ألا تدور الزوايا في ترجمة التفاهمات مع الروس، وإلا، فإن الكتف الباردة سرعان ما ستعود".

وأشارت إلى أنه من "المناسب لموسكو التعاون مع واشنطن وتل أبيب في سوريا"، مؤكدة أنه "باستمرار المحاولات للوصول إلى تسوية دائمة، ستتغير المصالح".

 

المصدر: عربي 21