مع تدهور الأوضاع في سورية , واشتداد ضراوة المعارك التي يخوضها الثوار ضد نظام ظالم عاث في الأرض
فسادا , ومع ازدياد أسعار المواد و غلاءها و غياب المعيل عن كثير من الأسر السورية كان لابد من وجود جمعيات
و مكاتب ترعى هذه الأسر و تقدم يد العون و المساعدة لها , وتأمين ما تحتاجه من مال و غذاء ودواء بما يكفي نسبيا
لمواجهة هذه الظروف الصعبة القاسية .
ومن بين هذه المكاتب : " مكتب رعاية أسر الشهداء و الجرحى والمعتقلين " في مدينة مارع , وهو مكتب تم إنشاؤه بناءً
على فكرة تطوعية بين مجموعة من الشباب الذين عايشوا الألم نتيجة الإصابة في المعارك ضمن معارك الاستنزاف
التي خاضوها ضد قوات الظلم و الاستبداد .
يضم هذا المكتب 11 عاملا تتوزع مهامهم ما بين : استلام المعونات و تقسيمها ثم توزيعها بما يتناسب مع عدد أفراد
الأسرة و مقدار حاجتها لهذه المساعدة والتي تتضمن أحيانا حصصاً غذائية أو مبالغ مالية أو موادا إغاثية .
وفي سؤالنا للأخ عمار وهو أحد الأشخاص العاملين في هذا المكتب عن عدد الأسر المستفيدة و عن المساحة التي
يغطيها هذا المكتب أجاب : عدد الأسر التي تستفيد من هذه الإعانات ما يقارب "250 "أسرة يتوزع سكنهم ما بين مارع و ريفها ( حربل – تلالين – حور النهر – جبريل ….).
و عن الاستعدادات والخطط التي أعدها المكتب لتقديم احتياجات الأسر لتقي نفسها برد الشتاء يقول عمار : يوجد بعض
المساعدات التي قمنا بتقسيمها و تجهيزها من ملابس شتوية و بطانيات و التي نستعد لتوزيعها , ولو كنا نمتلك القدرة و
الإمكانيات ما كنا لنتأخر بتقديم المبالغ المالية لشراء مادة المازوت لهذه الأسر أيضا .
يضيف عمار : نحن كمكتب لرعاية الأسر المتضررة من هذه الحرب لن يقتصر عملنا على مدينة مارع وحسب ,
بل لنا هدف في تغطية الريف الشمالي من حلب بالأكمل بالإضافة إلى وضع منهاج عمل من أجل الوصول للأسر المتضررة في أحياء حلب أيضا , وقد قام أحد الأشخاص بتفريغ أرض عقارية على طريق "حلب – مارع "لصالح المكتب يبلغ مساحتها ما يقارب "20 دونم "من أجل بناء شقق سكنية لأسر الشهداء في المستقبل القريب إن شاء الله .