ذكرت تقارير إخبارية، الاثنين، أن مئات من عناصر مليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، غادروا سوريا نحو العراق، مرجعة ذلك إلى “ضعف الرواتب والأجور”.
ورفض العناصر تجديد عقود التطوع، بعد رفض قيادات الحرس الثوري زيادة الرواتب، ليغادروا الأراضي السورية من منطقة البوكمال الحدودية.
من جانبه، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد أديب عليوي، أن انسحاب عناصر المليشيات المدعومة إيرانياً من سوريا، ليس الأول من نوعه، مرجعا ذلك في حديثه لموقع “عربي21” إلى نقص التمويل الإيراني للمليشيات.
وأوضح أن هناك “سببين رئيسيين لقدوم عناصر المليشيات الطائفية إلى سوريا”، الأول الرواتب المرتفعة في الفترة الماضية، التي تتجاوز حاجز 1500 دولار، والثاني هو “التجييش الطائفي والخطاب الإيراني الذي تحدث عن حماية المراقد الشيعية في سوريا”.
وأضاف عليوي، أن الرواتب التي كانت تخصصها إيران للعناصر الأجانب، تناقصت بشكل كبير خلال العامين الماضيين، بسبب الأزمة التي تضرب الاقتصاد الإيراني، الناجمة عن العقوبات الغربية، وتداعيات تفشي فيروس كورونا.
وبحسب الخبير العسكري، فإن الحرس الثوري الإيراني خفض رواتب عناصر المليشيات أكثر من مرة، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى تراجع رغبة المقاتلين بالبقاء في سوريا، حيث ترتفع نسبة الخطورة نظرا لاستهداف مناطق المليشيات من الاحتلال الإسرائيلي والتحالف الدولي.
وقال عليوي، إن “الضربات الإسرائيلية المتكررة جعلت شعور الخطر يتنامى”، منهيا قوله: “يبدو أن إيران تواجه عجزا ماليا كبيرا في سبيل تأمين مقومات البقاء الطويل لها، والواضح أنها فشلت في الحصول على مصادر تمويل محلية في سوريا لتمويل المليشيات نظرا لاستحواذ روسيا على الجزء الأكبر من مقدرات الدولة السورية”.
بدوره، أكد الناشط الإعلامي مهران الفراتي، من دير الزور، لموقع “عربي21″، أن رواتب عناصر المليشيات من جنسيات أجنبية، تبلغ حاليا نحو 700 دولار أمريكي، وهو ما يؤكد الأنباء عن تخفيض إيران رواتب عناصر المليشيات لأكثر من النصف.
من جانب آخر، أشار الفراتي إلى صعوبة التأكد من مغادرة عناصر المليشيات نحو العراق، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها المليشيات على المناطق التي تنتشر فيها، والمعابر غير الرسمية بين العراق وسوريا.
وتتخذ المليشيات الإيرانية من ريف دير الزور الشرقي مركزا لإعادة انتشارها في عموم المناطق السورية، وتتواجد في أرياف حلب الجنوبية والشرقية، وحماة الشمالية، وحمص وأريافها، وفي العاصمة دمشق، ودرعا والقنيطرة عند الحدود مع الجولان السوري المحتل.
ويقارب عدد المليشيات المرتبطة بإيران في سوريا الـ50 تشكيلا، وعناصرها من جنسيات إيرانية وعراقية وأفغانية وباكستانية ولبنانية، إلى جانب عدد كبير من المقاتلين “الشيعة” المحليين، وفق المعلومات التي رصدتها “عربي21”.