ذكرت الصحيفة في مقال كتبه مارك كاتز، أستاذ السياسة في جامعة جورج ميسون الأمريكية أن هناك 4 مشاكل رئيسة (كبيرة) تواجه روسيا في سوريا حاليا وفي المستقبل رغم تحقيق الكثير من النجاحات.
وتمثلت المشكلة الأولى بحسب الكاتب في أن موسكو تأمل في التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام بين نظام الأسد وبعض معارضيه الداخليين على الأقل، ولكن كلما جعل التدخل الروسي الأسد يشعر بالأمان، كلما أصبح أقل استعدادا لتقديم أي تنازلات للمعارضة.
ويرى الكاتب أن العقبة الثانية هي عدم تمكن موسكو من إقناع الغرب أو الخليج أو الصين بتمويل جهود إعادة الإعمار الضخمة التي لا تستطيع روسيا تحمل تكاليفها، والتي ستحتاجها سوريا للمساعدة في تحقيق الاستقرار فيها.
أما المشكلة الثالثة فيعتقد الكاتب أن بشار الأسد قد يكون قادرا على الحكم لبعض الوقت، وأن الكشف عن تقرير إصابته بكورونا هو تذكير بأنه إذا لم يعد قادرا على الحكم، فإن الصراع على خلافته يمكن أن يؤدي إلى صراع داخل النظام ويمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة.
وبالنسبة للعقبة أو المشكلة الرابعة، فهي تكمن وفق الكاتب في احتمال تجدد الصراع بين تركيا، من جهة، وحكومة الأسد ومعارضيها من جهة أخرى، في إشارة إلى مناطق سيطرة المعارضة المدعومة من تركيا في إدلب وشمال شرق سوريا.
وتوقّع الكاتب أن تعمل موسكو على تنمية الحلفاء داخل نظام الأسد، وكذلك مع الأطراف المتعارضة المستعدة للعمل مع شخصيات أخرى غير الأسد.
كما توقع أن تواصل روسيا غض الطرف عن الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية وحزب الله، والتي تساعدها على إبقاء النفوذ الإيراني محدودا دون أن تضطر موسكو إلى ذلك.
وأما عن النجاحات التي حققتها روسيا في سوريا، فقد قدم لها الكاتب في مقالته، وتمثلت هذه النجاحات بالحفاظ على القاعدة البحرية على الساحل السوري ووسعتها، وهي القاعدة التي كانت ستفقدها لو تمت الإطاحة بالأسد، بل وحصلت على قاعدة جوية أيضا.
ووفق الكاتب، يرى العديد من حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين، أن الوجود الروسي في سوريا يكبح النفوذ الإيراني في البلاد.
ويرى الكاتب أن سبب النجاحات التي حققتها روسيا حتى الآن هو أن إدارتي باراك أوباما ودونالد ترامب لم تتحديا الوجود الروسي في سوريا بشكل جدي، كما أنه لايتوقع أن إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ستفعل ذلك أيضا.
وكانت روسيا تدخلت عسكريا وبشكل مباشر إلى جانب نظام الأسد ضد قوى الثورة والمعارضة السورية في 30 أيلول 2015، عندما كان الثوار يبعدون 3 كيلومترات عن القصر الجمهوري، حيث يختبأ رأس النظام وحاشيته.
وكررت روسيا أكثر من مرة في تصريحاتها الرسمية أن نظام الأسد كاد يسقط أكثر من مرة لولا تدخلها.
أورينت نت