طالب 15 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ الأميركي وزير الدفاع لويد أوستن بتقديم كشف كامل بالمعدات العسكرية التي خلفتها القوات الأميركية في أفغانستان.
وأعرب الجمهوريون عن قلقهم من وقوع تلك المعدات الأميركية -وبينها طائرات- بيد حركة طالبان، وخشيتهم من استخدامها.
كما طالبوا أوستن بتقديم تقييم لقدرة طالبان على تشغيل تلك المعدات واحتمال تشغيلها من طرف روسيا والصين وباكستان، وبتوضيح الجهود التي تبذلها الإدارة لاستعادة أو تدمـ.ـير العتاد العسكري الأمريكي المتروك في أفغانستان.
وقال مايكل ماكول كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي -لرويترز عبر البريد الإلكتروني- “شاهدنا بالفعل مقاتلين من طالبان يحملون أسـ.ـلحة أميركية الصنع استولوا عليها من القوات الأفغانية.
مخاوف أمريكية
ويقول مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن لديهم مخاوف من أن تُستخدم تلك المعدات العسكرية في استهداف مدنيين، وتُستغل في مهـ.ـاجمة مصالح الولايات المتحدة في المنطقة أو تسلم لخصوم لها مثل الصين وروسيا.
وتنقل وكالة رويترز عن مسؤول أميركي أنه رغم عدم توفر أرقام محددة، فإن التقييم الاستخباراتي الحالي يشير إلى أن طالبان سيطرت على أكثر من ألفي عربة مدرعة؛ منها ما هو من طراز “هامفي” (Humvee) الأميركي، وما يصل إلى 40 طائرة قد يكون من بينها طائرات من طراز “يو إتش-60 بلاك هوك” (UH-60 Black Hawk) وطائرات هليكوبتر هجومية وطائرات عسكرية مسيرة من طراز “سكان إيغل” (Scan Eagle).
وسيطرت الحركة على معدات عسكرية ومدرعات “الهمفي” والشاحنات الصغيرة وطائرات قتالية والطائرات بدون طيار.
من جهته، قال نيلز دوكيه، المدير المؤقت لمعهد السلام الفلمنكي: “ما نراه الآن هو أن هذه الأسـ.لحة، التي انتهى بها المطاف في أيدي طالبان، من المحتمل أن تنتشر في المنطقة لعقود عديدة قادمة.. في الوقت الحالي، هم فعالون للغاية فإذا كنت تريد السيطرة على الأرض، فأنت بحاجة إلى أسلحة صغيرة”.
من جهته قال كولين كلارك، مدير السياسات والبحوث في مجموعة صوفان: “لدي ثقة كاملة في أن بعض هذه المعدات سينتهي بها المطاف في أيدي القاعدة والجهات الفاعلة السيئة الأخرى، فهذا أمر لا مفر منه”. لن ينتهي هذا مع طالبان فقط.
ومن عام 2002 إلى 2017، منحت الولايات المتحدة الجيش الأفغاني أسـ.لحة تقدر قيمتها بنحو 28 مليار دولار وتشمل بنادق ونظارات للرؤية الليلية وطائرات مسيرة صغيرة لأغراض جمع المعلومات الاستخباراتية.
لكن طائرات مثل الهليكوبتر بلاك هوك كانت أبرز مؤشر واضح للعيان على مساعدة الجيش الأميركي للقوات الأفغانية، وكان من المفترض أن تمنحها أكبر تفوق على طالبان.
ووفقا لمكتب محاسبة الحكومة الأميركية “غاو” (GAO) فقد زودت الولايات المتحدة القوات الأفغانية بنحو 208 طائرات في الفترة بين عامي 2003 و2016.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن ما بين 40 و50 طائرة وصلت لأوزبكستان يقودها طيارون أفغان يسعون للجوء.
المعدات متطورة وحساسة
لكن الجنرال الأميركي المتقاعد جوزيف فوتيل -الذي أشرف على عمليات الجيش الأميركي في أفغانستان بالفترة من عام 2016 إلى عام 2019 بصفته وقتها قائد القيادة المركزية الأميركية- يقول إن أغلب العتاد المتطور الذي وصل لأيدي طالبان بما في ذلك الطائرات لم يكن مزودا بتقنيات أميركية حساسة.
وأضاف أنه “في بعض الحالات، سيكون جانب منها أشبه بالجوائز التذكارية”.
وهناك مخاوف آنية تتعلق بالأسلحة والعتاد الأسهل استخداما مثل نظارات الرؤية الليلية.
ورغم ذلك، لفت بعض الخبراء إلى أن فائدة تلك الأسـ.لحة قد تنتهي أو أنها قد لا تكون فعالة بيد طالبان، دون صيانة أو قطع غيار، وفقا للموقع.
ولفت موقع “بوليتيكو” إلى أن الولايات المتحدة، منذ 2003، دعمت القوات الأفغانية بما لا يقل عن 100 ألف قطعة سـ.لاح خفيف، مثل “M-16” و”M-4″، بالإضافة إلى 76 ألف مركبة، و16 ألف جهاز رؤية ليلية، بالإضافة إلى 162 ألف جهاز اتصال لاسلكي.
وقال مسؤولون أميركيون إن التوقع العام هو أن أغلب الأسـ.لحة ستستخدمها عناصر من طالبان نفسها، لكن من السابق لأوانه الحكم على ما تخطط له الحركة مثل احتمالية تشارك العتاد مع دول منافسة مثل الصين.