اعتبر البنك المركزي الصيني الجمعة أن كل التعاملات المالية التي تجري بالعملات الرقمية غير قانونية، وهي الأحدث في سلسلة من الإجراءات التنظيمية للقضاء على تداول العملات المشفرة.
وشهدت القيم العالمية للعملات المشفرة من بينها البتكوين، تقلبات كثيرة خلال العام الماضي ويعود ذلك جزئيا إلى القواعد الصينية التي سعت إلى منع المضاربة وغسل الأموال.
وقال بنك الشعب الصيني في بيان على موقعه الإلكتروني إن “النشاطات التجارية المرتبطة بالعملات الافتراضية هي نشاطات مالية غير قانونية” مضيفا أنها “تهدد بشكل خطير ضمانة أصول الأشخاص”.
وأوضح البنك المركزي أنه سيتم “التحقيق مع المخالفين بارتكاب تهم جنائية وفقا للقانون”.
ويحظّر الإشعار كل النشاطات المالية ذات الصلة التي تنطوي على العملات الرقمية، على غرار تداول عملات مشفرة وبيع رموز والتعاملات التي تنطوي على مشتقات العملات الافتراضية و”جمع أموال بطريقة غير قانونية”.
وانخفضت قيمة البتكوين بنسبة 6 في المئة بعد هذا الإعلان بعدما انخفضت بداية 5,5 في المئة مسجلة 42,232 دولارا قرابة الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش، لتستقر عند 42,256 دولارا.
قال البنك إنه في السنوات الأخيرة “أصبح تداول البتكوين والعملات الافتراضية الأخرى منتشرا على نطاق واسع ما أدى إلى تعطيل النظام الاقتصادي والمالي وبالتالي إلى غسل الأموال وجمع أموال بطريقة غير قانونية وعمليات احتيال وغيرها من النشاطات غير القانونية والإجرامية”.
وفي حين أن إنشاء العملات المشفرة وتداولها غير قانوني في الصين منذ العام 2019 ، حذّرت إجراءات صارمة إضافية فرضتها بكين هذا العام المصارف إلى وقف التعاملات ذات الصلة وأغلقت الكثير من الشبكة الواسعة في البلاد لتعدين البتكوين.
أرسل بيان الجمعة الصادر عن البنك المركزي أقوى إشارة حتى الآن على أن الصين لن تسمح باستخدام العملات المشفرة.
عملة رقمية صينية خاصة
ولا يمكن البنوك المركزية تتبع عملة البتكوين، وهي أكبر عملة رقمية في العالم، وغيرها من العملات المشفرة، ما يصعّب عملية تنظيمها.
ويقول محلّلون إن الصين تخشى انتشار الاستثمارات غير المشروعة وجمع الأموال عبر العملات المشفرة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي لديه أيضا قواعد صارمة حول تدفق رؤوس المال إلى الخارج.
وتفتح هذه الحملة على العملات المشفرة أيضا الأبواب أمام الصين لتقديم عملتها الرقمية الخاصة القيد الإنشاء ما يسمح للحكومة المركزية بمراقبة كل التعاملات.
في حزيران/يونيو، قال مسؤولون صينيون إنه قبض على أكثر من ألف شخص لاستخدامهم أرباحا من خلال شراء عملات مشفرة.
وحظرت العديد من المقاطعات الصينية نشاطات تعدين العملات المشفرة منذ بداية العام الحالي، مع تمثيل منطقة واحدة ثمانية في المئة من قوة الحوسبة اللازمة لتشغيل قواعد البيانات العالمية، وهي مجموعة من سجلات الحسابات المخصصة لتسجيل التعاملات بعملة البتكوين.
وتراجعت قيمة عملة “البتكوين” في أيار/مايو على خلفية تحذير بكين للمستثمرين من المضاربة بالعملات الرقمية.
المصدر: وكالة فرانس برس
اقرأ أيضا: تعدين العملات الرقمية ينتج آلاف الأطنان من النفايات
أظهر بحث أن تعدين العملة الرقمية بيتكوين ينتج نفايات إلكترونية سنويا يمكن مقارنتها بنفايات معدات تكنولوجيا المعلوماتية الصغيرة لدولة مثل هولندا.
وينتج معدنو العملة المشفرة كل عام 30700 طن من النفايات الإلكترونية، وفقا لتقديرات أليكس دي فريس وكريستيان ستول.
ويبلغ متوسط ذلك 272 غراما لكل معاملة، كما يقولان. بالمقارنة، يزن جهاز آيفون 13. 173 غراما.
كيف يتم انتاج العملات الرقمية؟
وتستخدم وحدات تعدين العملات المشفرة أجهزة كمبيوتر مصممة لهذا الغرض إذ تعمل على حل المعادلات الرياضية المعقدة التي تسمح بشكل فعال بحدوث معاملة تعدين بيتكوين، وتستهلك أجهزة الكمبيوتر كميات ضخمة جدًا من الطاقة الكهربائية. وكلما ارتفع سعر البيتكوين، ارتفعت معها كمية الطاقة المستهلكة أيضاً وبالتالي زيادة التلوث البيئي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ويكسب عمال المناجم المال عن طريق إنشاء عملات بيتكوين جديدة، لكن الحوسبة المستخدمة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
وبحسب تقرير جديد، تستهلك عملية تعدين البيتكوين حوالي 96 تيراواط في ساعة من الكهرباء سنويًا، وهو أكثر مما تستخدمه الفلبين، وهي دولة يبلغ تعداد سكانها حوالي 110 مليون نسمة، ويتم تركيز والتلوث الناتج عن غازات الاحتباس الحراري نتيجة لذلك.
وفقاً لدراسة أجريت من قبل مؤشر استهلاك البيتكوين للكهرباء بجامعة كامبريدج في فبراير، فإن إنتاج عملة بيتكوين يستهلك حالياً ما يقدر بنحو 0.59 في المئة من إنتاج الكهرباء العالمي، أي ما يكفي لتشغيل جميع غلايات الماء في بريطانيا لمدة 33 عاماً.
ويرى النقاد أن هذا يمثل مشكلة كبيرة، فلدى العديد من البلدان شبكات كهرباء غير مستقرة. في يناير، ألقت الحكومة الإيرانية باللوم على تعدين البيتكوين في انقطاع التيار الكهربائي في البلاد.
ولكن نظرا لأن أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في التعدين أصبحت قديمة، فإنها تولد أيضا الكثير من النفايات الإلكترونية.
ويقدر الباحثون أن متوسط عمر أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم في تعدين البيتكوين 1.29 سنة فقط.
ونتيجة لذلك، فإن كمية المخلفات الإلكترونية الناتجة يمكن مقارنتها بنفايات “معدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصغيرة” لبلد مثل هولندا، بحسب الباحثين ويشمل ذلك الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الشخصية والطابعات والهواتف.
ونشر البحث في صحيفة “ريسورسز، كونسرفيشن أند ريسايكلينغ”.
محرك الكفاءة
ونظرا لأن الكهرباء هي التكلفة الرئيسية لعمال مناجم البيتكوين، فقد سعوا وراء معالجات أكثر كفاءة من أي وقت مضى.
وقد شهد ذلك انتقالا إلى شرائح عالية التخصص تسمى الدارات المتكاملة الخاصة بالتطبيقات.
وكتب الباحثون أن الدارات المتكاملة الخاصة بالتطبيقات متخصصة جدا لدرجة أنها عندما تصبح قديمة، لا يمكن “إعادة توجيهها لمهمة أخرى أو حتى نوع آخر من خوارزمية تعدين العملات المشفرة”.
ولكن بينما لا يمكن إعادة استخدام الرقائق، فإن الكثير من وزن معدات تعدين البيتكوين يتكون من مكونات مثل “الأغلفة المعدنية ومشتتات الألمنيوم الحرارية” التي يمكن إعادة تدويرها.
وعلى الصعيد العالمي، يعاد تدوير ما يزيد قليلا عن 17٪ من جميع النفايات الإلكترونية. ومع ذلك، ربما يكون العدد أقل في بعض البلدان التي يوجد فيها معظم عمال المناجم.. حيث تكون اللوائح الخاصة بالنفايات الإلكترونية في كثير من الحالات ضعيفة أيضا.
نقص في الرقائق
وتعاني العديد من الصناعات من نقص عالمي في الرقائق.
بالإضافة إلى إنتاج كميات كبيرة من النفايات الإلكترونية.. يجادل الباحثون بأن “الدوران السريع لملايين أجهزة التعدين قد يعطل سلسلة التوريد العالمية لمختلف الأجهزة الإلكترونية الأخرى”.
وهم يقترحون أن أحد الحلول لمشكلة المخلفات الإلكترونية هو أن تقوم Bitcoin بتغيير طريقة التحقق من المعاملات، والانتقال إلى نظام مختلف أقل كثافة من ناحية الحوسبة.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا الأميركية، إيلون ماسك، قال إن شركته لصناعة السيارات الكهربائية الكبرى ستتوقف عن قبول العملة الرقمية لشراء السيارات التي ينتجها، حتى تتحول 50 في المئة على الأقل من عمليات التعدين لاستخدام الطاقة الخضراء