كشفت دراسة جديدة أن ذوبان الصفائح الجليدية القطبية لا يؤدي فقط إلى رفع مستويات سطح البحر، بل أن خطره يصل إلى حد تشويه قشرة الأرض، بحسب ما نشره موقع “ساينس ألرت”.
ومع ذوبان الجليد وارتفاع وزنه في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية وجزر القطب الشمالي، ترتفع قشرة الأرض بمتوسط أقل من مليمتر في السنة، وهو الأمر الذي يؤثر على استمرار ذوبان الجليد ويعطي صورة واضحة عن مستقبل العالم.
وقالت عالمة الجيوفيزياء، صوفي كولسون، من مختبر لوس ألاموس الوطني في نيو مكسيكو، أن الدراسة راقبت عن كثب التحولات الأفقية، ليتبين أن “التشوهات في الأرض تختلف بشكل كبير من سنة إلى أخرى”.
واعتمدت الدراسة على بيانات الأقمار الصناعية والقياسات الميدانية التي تغطي السنوات 2003 إلى 2018 لقياس حركة القشرة بطريقة ثلاثية الأبعاد.
ويمكن أن تستغرق ارتدادات التغير في القشرة آلاف السنين، حيث تشير الدراسة إلى أن بعض التغييرات لا تزال محسوسة عبر سطح الأرض منذ نهاية العصر الجليدي الأخير، أي منذ حوالى 11000 عام.
ولتبيان خطورة هذه التغيرات، قارن الباحثون تأثير كيس الثلج على لوح خشبي يتم دفعه للأسفل نحو الماء، فعند ازالة الكيس وزوال الوزن، تتمدد المياه لملء المساحة الخشبية، ويحدث نفس الشيء مع قشرة الأرض، وهو ما يشبه ظاهرة التسونامي.
ووفقا لباحثين، فقدت الأنهار الجليدية أكثر من 9000 مليار طن من الجليد بين عامي 1961 و 2016، والنتيجة: ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل أسرع وأسرع، بمعدل 1.7 ملم سنويا في المتوسط بين عامي 1901 و 2011 ، مقابل 3.2 ملم لكل العام بين 1993 و2014.
ومع استمرار زيادة معدل ذوبان الجليد في جميع أنحاء العالم، نتيجة التغير المناخي، من المهم أن يتمكن العلماء من معرفة تأثيره على شكل سطح الأرض، حتى لو كانت التغيرات خفية وصغيرة نسبيا كل عام.
ومن أبرز العوامل المسببة لتغير المناخ هي الاحتباس الحراري الناتج عن التلوث وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المصانع والمركبات والطائرات، إضافة إلى عدة عوامل أخرى.
المصدر: ساينس ألرت – ترجمة الحرة