الرئيسية » علماء يحذرون.. تغير المناح يسبب ازدياد لعتمة الأرض

علماء يحذرون.. تغير المناح يسبب ازدياد لعتمة الأرض

حذّرت مجموعة من الباحثين من أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات نتيجة تغير المناخ قلّل من تشكّل عدد كبير من السحب الساطعة، ما أدى إلى انعكاس أقلّ لضوء الشمس، وبالتالي ازدياد العتمة على الأرض، وارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل أكبر.

ووجد باحثون من معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا، في دراسة نشرتها مجلة “ساينس أليرت”، أن الأرض تعكس كمية أقل بنصف واط من الضوء لكل متر مربع مقارنة بعام 1998، وهو ما يعادل انخفاضًا بنسبة 0.5% في انعكاس الأرض. وفي الإجمال، يعكس كوكب الأرض حوالي 30% من ضوء الشمس الذي يصل إليها.

ويعتمد سطوع الأرض على كمية ضوء الشمس الذي يصل إليها وانعكاس الكوكب. وأظهرت الدراسة أن العاملين ليسا مترادفين، لذا فإن شيئًا ما على الأرض يتسبّب بالعتمة، بخاصة في السنوات الأخيرة.

وتشير القياسات الصادرة عن الأقمار الاصطناعية إلى أن انخفاض السحب الساطعة والعاكسة والمنخفضة فوق شرق المحيط الهادئ، كان عاملًا مساهمًا رئيسًا في انخفاض سطوع الأرض.

ورجّح الباحثون أن تكون كلها مرتبطة بتغير المناخ، حيث إنه في المناطق نفسها التي ينخفض فيها عدد الغيوم الساطعة، ترتفع درجة حرارة سطح المحيط، ما يعكس حالة مناخية تسمى “التذبذب العقدي للمحيط الهادئ”.

وتعكس الغيوم، والمياه، والجليد، والغابات، والصحارى، ضوء الشمس بشكل مختلف، ولهذا السبب يدعو الباحثون إلى إجراء قياسات أكثر شمولًا خلال السنوات المقبلة.

 

اقرأ أيضاً: علماء: تغير المناخ يزيد احتمالات وشدة فيضانات الصيف

أظهرت دراسة نشرت، الثلاثاء، أنّ تغير المناخ زاد أضعافاً من احتمالية وشدّة الفيضانات التي اجتاحت ألمانيا وبلجيكا في يوليو الماضي، وأوقعت أكثر من 200 قتيل وخلّفت أضراراً بمليارات اليوروهات.

ووفقاً للدراسة التي أجراها علماء “وورلد ويذر أتريبيوشن”، المبادرة التي تجمع خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم، فإنّ احتمال حدوث الفيضانات الكارثية التي اجتاحت هذه المناطق زاد بنسبة 9 مرات بسبب الاحترار الناجم عن النشاط البشري.

وأضافت الدراسة أنّ الاحترار المناخي أدّى أيضاً إلى “زيادة كمية الأمطار على مدار اليوم بنسبة تتراوح بين 3% و19%”.

وهذه ثاني دراسة تحمّل بوضوح مسؤولية هذه الكوارث الطبيعية إلى ارتفاع درجات حرارة الكوكب.

التغير المناخي

وكانت المبادرة نفسها خلصت إلى أنّه لولا التغير المناخي لكان من “شبه المستحيل” حصول ظاهرة “القبّة الحرارية” التي خنقت كندا والغرب الأميركي في أواخر يونيو الماضي.

وفي مطلع آب/أغسطس الجاري، توقع خبراء المناخ في الأمم المتحدة أن يرتفع الاحترار العالمي بمعدل 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية بحلول العام 2030، أي قبل 10 سنوات من آخر التقديرات التي وضعت قبل ثلاث سنوات، ما يهدّد بحصول كوارث جديدة “غير مسبوقة” في العالم الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية.

ويومها قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إنّ البشر مسؤولون “بشكل لا لبس فيه” عن الاضطرابات المناخية و”ليس لديهم خيار سوى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير” إن أرادوا الحدّ من التداعيات.

وفي يونيو الماضي، حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، من أن عشرات الملايين من البشر سيعانون من المجاعة والجفاف والأمراض في غضون عقود، في إطار العواقب الكارثية للاحترار المناخي على صحة البشر.

تحذير أممي من خطر وشيك

وفي 9 آب/أغسطس الجاري حذر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،من “خطر وشيك”، بسبب التغيرات المناخية.

وقال غويتريش في البيان إن “الاحترار العالمي بات يؤثر على كل منطقة على وجه الأرض ، حيث أصبحت العديد من التغييرات لا رجعة فيها”.

وأضاف: “نحن في خطر وشيك من الوصول (لارتفاع درجة الحرارة بمعدل) 1.5 درجة في المدى القريب (لم يحدد)”.

وحذر من ” تزايد كوارث الطقس المتطرف والمناخ من حيث تواترها وشدتها”.

وأكد أهمية “اصطفاف قادة الحكومات والشركات والمجتمع المدني وراء السياسات والإجراءات والاستثمارات التي تحد من ارتفاع درجة الحرارة بمعدل 1.5 درجة مئوية”.

ودعا الجهات المانحة وبنوك التنمية المتعددة الأطراف إلى تخصيص ما لا يقل عن 50 في المئة من التمويل العام للمناخ”.

والتقرير الأممي أصدره خبراء المناخ في الأمم المتحدة ويعد التقرير التقييمي الأول منذ سبع سنوات بموافقة 195 بلدا.

وللمرة الأولى، يحذر التقرير الأممي من “عدم القدرة على استبعاد” حدوث “نقاط تحول” في مواجهة التغيرات المناخية، بحسب مراسل الأناضول.

كما حذر التقرير من انتشار “واسع وسريع ومكثف” للتغير المناخي في الكرة الأرضية.

وأشار خبراء أنّ الكثير من التغيرات المناخية التي تم رصدها في الوقت الراهن لم تحدث في كوكب الأرض منذ آلاف السنين كارتفاع منسوب البحار، بحسب التقرير.

وأوضح التقرير أنّ بعض ظواهر التغير المناخي النشطة في الوقت الراهن لا يمكن تفاديها إلا بعد مئات أو آلاف السنين.

وذكر أن استقرار درجات الحرارة في الغلاف الجوي للكرة الأرضية قد يستغرق بين 20-30 عاما.

المصدر: وكالات

 

اقرأ أيضاً: علماء يحذرون من تدهور خطير في المناخ

AFP

تمكن العلماء من خلال دراسة عينات من جليد غرينلاند من إعادة بناء التغيرات في تيار الغلاف الجوي شمال الأطلسي على مدار الـ1250 عاما الأخيرة، ووضعوا توقعاتهم المستقبلية.

وتشير مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences إلى أن نتائج النماذج.. أظهرت أنه في ظل الوتائر الحالية لتغير المناخ العالمي، قد يتجاوز تيار الغلاف الجوي لشمال الأطلسي نطاق التباين الطبيعي، بحلول ستينات القرن الحالي.. ما سيؤدي إلى زيادة حادة في عدد الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والحرائق والأعاصير والفيضانات.

وتيار الغلاف الجوي لشمال الأطلسي، هو عبارة عن حزام قطبي لرياح غربية متموجة الشكل.. وهي مألوفة للطيارين الذين يقودون الطائرات بين أوروبا وأمريكا الشمالية.

وترتبط مؤشرات الطقس الرئيسية كثيرا بموضع وشدة هذا التيار- درجة الحرارة وكمية هطول الأمطار على جانبي المحيط الأطلسي. ولكن إلى الآن لم تكن معروفة التغيرات السابقة التي حصلت في هذا التيار المهم لنصف الكرة الأرضية الشمالي.

وقرر باحثون من الولايات المتحدة برئاسة ماثيو عثمان من مركز النظم المناخية بجامعة أريزونا سد هذه الفجوة، باستخدام عينات أسطوانية أخذت من أكثر من 50 بئرا حفرت في غطاء غرينلاند الجليدي، حيث استنادا إلى سمك الطبقات وتركيبها، حددوا كمية الأمطار التي هطلت، ودرجات الحرارة الأرضية واتجاه الرياح والعواصف خلال كل سنة، إلى القرن الثامن.

وأظهرت إعادة بناء تيار الغلاف الجوي في السابق، أنه في بعض السنوات كان ينحرف نحو الشمال، ولكن بعد عدة سنوات ينحرف نحو الجنوب بأكثر من 10 درجات.

ولكن مع ذلك لا يزال هذا التيار ضمن حدود التغيرات الطبيعية.

المرحلة الثانية

وصمم الباحثون في المرحلة الثانية من الدراسة، توقعاتهم بشأن ديناميكية التغيرات في تيار الغلاف الجوي شمال الأطلسي.

ويستنتج الباحثون من هذا العمل، أنه وفقا لسيناريوهات الاحتباس الحراري، سيستمر انحراف تيار الغلاف الجوي لشمال الأطلسي نحو الشمال، وخلال السنوات الأربعين المقبلة، قد يتغير موضعه بدرجة كبيرة، بحيث يخرج عن حدوده المعتادة.

ويقول عثمان: “لهذه الانحرافات أهمية كبيرة للطقس. فمثلا، عندما ينحرف التيار نحو الجنوب، فإن شبه الجزيرة الإيبيرية التي تعاني من الجفاف عادة، تشهد ظروفا مناخية معتدلة وأكثر رطوبة. ولكن عندما ينحرف التيار نحو الشمال، يسبب زيادة في رطوبة مناخ الدول الاسكندنافية. لذلك فإن الانحرافات الكبيرة للتيار، ستكون لها نفس النتائج ولكن أكثر خطورة”.

ووفقا للباحثين، فإن الطقس الشاذ في السنوات الأخيرة.. مثل موجات الحر في مناطق شمال غرب المحيط الهادئ والفيضانات التي حدثت في أوروبا الصيف الماضي.. هي خير مثال لتأثير تيار الغلاف الجوي في الطقس.

المصدر: نوفوستي