شكل الارتفاع الصاروخي في أسعار الغاز ضغطاً على النفط، إذ تحاول الدول الاعتماد على البترول في توليد مصادر الكهرباء، ولكن قد ينتج عن هذا ارتفاع أسعار النفط بما يصل لـ5 دولارت للبرميل .
وصل سعر الغاز إلى 100 يورو لكل ميجاواط/ ساعة، علما أن أسعاره كانت أقل من 20 يورو في العام 2019 قبل أزمة فيروس كورونا.
يعكس هذا السعر ارتفاعا بخمسة أضعاف عما كان عليه الغاز مطلع العام، في حين أن سعر النفط ازداد بمرتين فقط في الفترة ذاتها.
قد تدفع هذه الزيادة في الاستهلاك بعض الدول المنتجة من مجموعة أوبك بلس التي تجتمع الإثنين، إلى زيادة خططها الإنتاجية.
“تحول الدول من اعتمادها على الغاز إلى النفط سيكون له أثره البالغ، في إنتاج الكهرباء في آسيا خصوصاً في فصل الشتاء المقبل والذي سيكون أشد برودة”. وفق محلل مجموعة “رايشتاد إينرجي”، بيورنار تونهاوجن.
ما الدول التي قد تتجه للاعتماد على النفط؟
الدول شديدة الاستهلاك للنفط “مثل السعودية والكويت في الشرق الأوسط، واليابان وكوريا الجنوبية في آسيا”، هي الأكثر إقبالا على مثل هذا الانتقال إلى النفط والاعتماد عليه في توليد الكهرباء، رأى ديمتري ماريشنكو المحلل لدى شركة “فيتش” في اتصال مع وكالة فرانس برس.
كم حصة النفط والغاز في توليد الكهرباء؟
على المستوى العالمي، فإن حصة النفط في إنتاج الكهرباء تبقى متدنية جدا، إذ بلغت أقل من 3% في 2019 بحسب الوكالة الدولية للطاقة، في حين بلغت حصلة الفحم 36.7% والغاز الطبيعي 23.5%.
لكن على النقيض، ثمة عدد قليل من محطات إنتاج الكهرباء التي تملك القدرة على التحول والاعتماد على النفط، بحسب الخبير الاقتصادي في معهد “سالفورد بيزنس سكول” توني سايمي.
“عدد هذه المحطات تراجع في السنوات الثلاثين الأخيرة على ضوء الوعي لوطأة المحروقات الأحفورية على البيئة”، هكذا قال.
في ضوء ما سبق، ارتفعت أيضاً أسعار النفط على خلفية الزيادة الشديدة في أسعار الغاز، ولكن بنسبة أقل.
هل تتدخل أوبك بلس؟
من الصعب تقييم حجم الطلب الإضافي على النفط الناجم عن التحول عن الغاز، لكن شركة “ستاندارد أند بورز” تقدره بـ”320 ألف برميل في اليوم خلال الأشهر الستة المقبلة في آسيا وأوروبا”.
أما مصرف جولدمان ساكس، فتصل توقعاته “إلى 1.35 مليون برميل في اليوم لتوليد الكهرباء و600 ألف برميل في اليوم في القطاع الصناعي في آسيا وأوروبا” إذا استمرت أسعار الغاز في الارتفاع.
هذه الكمية لا تمثل سوى 2% من الطلب العالمي على النفط الذي يتوقع أن يتخطى العام المقبل عتبة مئة مليون برميل في اليوم، بحسب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
الاعتماد على النفط يزيد البرميل خمس دولارات
“إن كان من الممكن التحول نحو إنتاج الكهرباء عبر النفط، فإن هذا الأمر سيسهم في ارتفاعاَ بمقدار خمسة دولارات للبرميل” بحسب جولدن ساكس.
هذا الأمر يعني، اتجاه أعضاء أوبك وحلفاؤهم من خارج المنظمة خلال اجتماعهم يوم الإثنين، فيعمدوا إلى زيادة إنتاجهم قبل الوقت المتفق عليه لذلك
آراء أخرى ومعاكسة
حجم الانتقال من الغاز إلى النفط سيتوقف بصورة خاصة على الفرق في الأسعار بينهم، والذي سجل زيادة كبيرة في الأيام الأخيرة، بحسب أوليفييه داغان المستثمر في مجموعة “أو إف إي” لإدارة الأصول.
وإذا ما تمت المقارنة بين الأسعار على أساس وحدة الغاز مقابل وحدة النفط، وهي مقارنة محفوفة بالمخاطر، يتبين أن سعر الغاز الأوروبي بات أعلى بمرتين من السعر الذي بلغه برميل نفط برنت بحر الشمال المرجعي في أوروبا الثلاثاء وقدره 80,75 دولارا، وهو الأعلى منذ ثلاث سنوات.
وفي مثل هذه الحالة، رأى جيفري هالي المحلل لدى “أواندا” أن “جاذبية النفط كبديل لإنتاج الكهرباء لا تقاوم”، حين يكون ذلك ممكنا.
وكالات