تم بيع طبق “نادر بشكل استثنائي” من القرن الـ16 في أحد المزادات مقابل أكثر من 1.7 مليون دولار، أي 10 أضعاف تقديره الأصلي.
ويعكس الطبق قصة شمشون ودليلة، حيث كان مخبئًا في أحد الأدراج.
ويعتقد مختصون أن الطبق، الذي يبلغ قطره 27 سنتيمترًا، قد صنعه نيكولا دا أوربينو في الفترة 23-1520.
وكان من المتوقع أن يجلب ما بين 109 آلاف دولار و163 ألف دولار، ولكن انتهى به الأمر ببيعه مقابل 1,721,000 دولارًا خلال مزاد على الإنترنت يوم الأربعاء.
وتدفقت المناقصات من المشترين المحتملين عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، حيث تم بث الحدث عبر الإنترنت. وجاء العرض الفائز من مصدر مجهول.
وكانت القطعة الأثرية واحدة من بين أكثر من 400 قطعة مدرجة كجزء من محتويات Lowood House، وهو منزل ريفي كبير يقع في الحدود الاسكتلندية.
وتم عرض الصور والأثاث والكتب والأعمال الفنية في الحدث الذي تمت إدارته من قبل دار مزاد ليون وتورنبول.
كان جافين سترانج، المدير العام ورئيس المجموعات الخاصة في ليون وتورنبول، على المنصة في دار المزادات في إدنبرة عندما تم بيع الطبق.
وقال لشبكة CNN، الخميس، إن الجو خلال المزاد كان “كهربائيًا” و”كانت هناك تصفيق حار عندما سقطت المطرقة”.
وأوضح سترانج أن الطبق “نادر للغاية” وأن خبراء المايوليكا وصفوه بأنه “اكتشاف مرة واحدة في العمر”.
وقال سترانج إن تقديم المناقصات بدأ أقل بقليل من التقدير الأدنى، لكن سرعان ما اكتسب البيع زخمًا، حيث زاد أحد مقدمي المناقصات عرضه “بمبلغ قدره 50 ألف جنيه استرليني، أي حوالي 70 ألف دولارًا، لتحريك الأمور”.
وأضاف: “عندما يظهر شيء فريد مثل هذا في السوق، فإنه يعتمد حقًا على من لديه جيوب مليئة”.
اقرأ أيضاً: علماء آثار يكتشفون كنوز أثرية عمرها أكثر من ألفي عام بمدينة غارقة في مصر
اكتُشفت “كنوز” أثرية، بما في ذلك قطع من الخزف اليوناني وسلال خوص مليئة بالفاكهة يعود تاريخها إلى 2،400 عام، في موقع مدينة “ثونيس-هرقليون” القديمة الغارقة قبالة سواحل مصر.
وكانت “ثونيس-هرقليون” أكبر ميناء لمصر على البحر الأبيض المتوسط قبل تأسيس الإسكندرية على يد الاسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد.
ودرس فريق من المعهد الأوروبي للآثار الغارقة (IEASM)، بقيادة عالم الآثار البحرية الفرنسي، فرانك جوديو، المنطقة لأعوام.
وكشفت بعثة في 2021، أُجريت بالتعاون الوثيق مع وزارة السياحة والآثار المصرية، عن “نتائج مثيرة للغاية” في موقع “ثونيس-هرقليون” في خليج أبو قير، وفقاً لما ذكره المعهد في بيان الشهر الماضي.
وعلى طول قناة المدخل الشمالية الشرقية للمدينة المغمورة، عثر الفريق على منطقة جنائزية يونانية.
وقال المعهد إنها كانت “مغطاة بقرابين جنائزية فخمة” يعود تاريخها إلى بداية القرن الرابع قبل الميلاد.
بلغ طول المدفن 60 متر تقريباً، بينما بلغ عرضه 8 أمتار.
وقال جوديو: “في كل مكان، وجدنا أدلة لمواد محروقة”، وفقاً لما نقله المعهد.
وأضاف جوديو: “من المحتمل أن احتفالات مدهشة أُقيمت هناك. ولا بد أن المكان كان مغلقاً لمئات الأعوام، إذ لم نعثر على أي أشياء تعود إلى ما بعد أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، رغم أن المدينة بقيت لبضعة مئات الأعوام بعد ذلك”.
وتضمنت القرابين “الخزف اليوناني الفاخر المستورد”، واكتشف علماء الآثار أمرا أكثر إثارةً للدهشة تمثل في سلال من الخوص كانت لا تزال مليئة ببذور العنب، وفاكهة الدوم، وهي ثمرة شجرة نخيل أفريقية يمكن العثور عليها غالباً في المقابر، وفقاً لـIEASM.
وأكّد المعهد أنها “بقيت غير ملموسة تحت الماء لمدة 2،400 عام، ربما لأنها وُضعت داخل غرفة تحت الأرض، أو لأنها دُفنت بعد وقت قصير من تقديمها”.
وقال المعهد إن الاكتشاف “يوضح بشكل جميل حضور التجار، والمرتزقة اليونانيين الذين عاشوا في ثونيس-هرقليون، المدينة التي سيطرت على المدخل لمصر عند مصب الفرع الكانوبي للنيل”.
وسُمح لليونانيين بالاستقرار في المدينة خلال أواخر العصر الفرعوني، وقاموا ببناء ملاجئهم الخاصة بالقرب من معبد آمون الضخم.
وقال الباحثون إن عدة زلازل تلتها موجات مد أدت إلى انهيار جزء من دلتا النيل بلغت مساحته 110 كيلومتر مربع تحت سطح البحر.
وأخذ الانهيار معه مدينة “ثونيس-هرقليون”، و”كانوبيس”.
وأعاد المعهد الأوروبي للآثار الغارقة استكشاف مدينة “ثونيس-هرقليون” في عام 2000، و”كانوبيس” في 1999.
وخلال بعثتهم في عام 2021 في منطقة أخرى بالمدينة، وجد جوديو وفريقه سفينة من العصر البطلمي مغمورة تحت الماء غرقت بعد أن اصطدمت بها كتل ضخمة من معبد آمون.
وأشار المعهد إلى أن المبنى دُمّر في القرن الثاني قبل الميلاد نتيجة وقوع “حدث كارثي”.
المصدر: CNN
اقرأ أيضاً: اكتشاف كهف في المغرب يثبت أن البشر صنعوا الملابس قبل 120 ألف سنة
منذ قديم الزمان، شكلت الملابس ضرورة بشرية إلى جانب الطعام والمأوى، وتراوحت وظائفها بين ستر الجسد والحماية من الظروف الجوية، وامتدت لتشمل أبعادا ثقافية ونفسية والدلالة على المكانة الاجتماعية وحتى مجالات الفنون والاقتصاد، إذ ساعدت الملابس البشر القدماء على البقاء والازدهار.
ورغم افتقار علماء الآثار إلى فهم واضح لأصول الملابس، فمن المحتمل أن أسلافنا القدامى كانوا يرتدون ملابس مصنوعة من جلود حيوانات ابن آوى والثعالب والقطط البرية منذ حوالي 120 ألف عام.
هذا ما كشف عنه باحثون في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري وجامعة ولاية أريزونا الأميركية، إذ عثروا على مجموعات عظمية استخدمت كأدوات لصناعة الملابس من جلود وفراء الحيوانات في كهف “المهربين” بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي بالمغرب، وقدروا تاريخها بين 120 ألفا و90 ألف سنة مضت، لتصنف كأقدم دليل على صناعة الملابس حتى الآن، حسب الدراسة التي نشرتها مجلة “آي ساينس” (iScience).
وإذ يدور الجدل الأخلاقي حديثا حول ملابس الفراء، فقد كانت في الأزمنة القديمة ضرورة للبقاء، خاصة في العصر البليستوسيني (الجليدي) حيث كانت أجزاء كبيرة من الأرض مغطاة بالأنهار والصفائح الجليدية قبل أكثر من 11 ألف سنة مضت، ويقول الباحثون إن الموقع القديم -الواقع بمدينة تمارة (جنوب العاصمة الرباط)- خصص لإنتاج الجلد والفراء، ويحتوي على بعض أقدم الأدلة الأثرية على الملابس البشرية.
مفاجأة مثيرة للاهتمام
وصل الباحثون بقيادة إميلي هاليت من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا في البداية إلى الكهف لفحص حفريات العظام من أجل تحديد ما يأكله البشر في العصر البليستوسيني في المنطقة، لكن ما وجدوه كان أكثر إثارة للاهتمام.
ولا تبقى الملابس فترات طويلة، لأنها تتحلل وتختفي في بضع مئات من السنين فقط، لكن الأدوات المستخدمة في تصميمها أكثر ثباتًا، واكتشف الباحثون -داخل الكهف المغربي- العشرات من الأدوات المثالية لكشط جلود الحيوانات لصنع الجلود والفراء.
وتقول هاليت “تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن البشر الأوائل كانوا يصنعون أدوات العظام التي كانت تستخدم في تحضير الجلود والفراء، وأن هذا السلوك على الأرجح جزء من تقليد أكبر مع أمثلة سابقة لم يتم العثور عليها بعد”.
“هناك تشققات على أدوات العظام المرنة ناتجة عن الاستخدام، واللمعان على أطراف أدوات العظام هو نتيجة الاستخدام المتكرر ضد الجلد. وقالت هاليت “لا تزال أدوات العظام بهذا الشكل تستخدم اليوم لإعداد الجلود لأنها لا تخترق الجلد، فهي متينة وفعالة في إزالة الأنسجة الرابطة من دون الإضرار بالجلد”.
في المجمل، حدد العلماء 62 أداة عظمية مختلفة تعود إلى 120 ألفا إلى 90 ألف سنة مضت، بما في ذلك سن الحوت الذي يبدو أنه استخدم للتقشير، وكانت هذه الأدوات متخصصة بالفعل.
ويعتقد الباحثون أن جنسنا البشري بدأ صنع الملابس قبل آلاف السنين من تاريخ القطع الأثرية المغربية، رغم عدم وجود أدلة أثرية، وتشير الدراسات الجينية لقمل الملابس التي أجراها باحثون آخرون إلى أن أصل الملابس ربما كان قبل 170 ألف عام في أفريقيا.
العثور على بقايا حيوانات
إلى جانب الأدوات العظمية، وجد العلماء بقايا ثعالب الرمال، وابن آوى الذهبي، والقطط البرية تظهر عليها علامات قطع في أنماط تشبه تلك التي خلفها السلخ للحصول على الجلد. وتظهر علامات القطع القديمة حول فم الحيوان كيف قام البشر في العصر البليستوسيني بإزالة جلد الرأس.
ولم تكن العلامات التي تركت على عظام هذه الحيوانات آكلة اللحوم هي المتوقع ملاحظتها لحيوانات مذبوحة للأكل، مما يشير إلى أن الصيادين كانوا مهتمين فقط بالحصول على جلود تلك الحيوانات.
وتم العثور أيضًا -في الكهف ذاته- على سن حيوان ثديي بحري (حوت أو دولفين) في الكهف، الذي ربما استخدم كأداة تقشير أو استخدم لشحذ حافة أداة أخرى.
ويعود تاريخ القطع الأثرية في الكهف إلى فترة زمنية تظهر فيها أدلة (في أماكن أخرى من أفريقيا) على صناعة قطع الحلي والزينة الشخصية وغيرها من علامات التعبير الرمزي البشري في مواقع أثرية مختلفة.
جدل المناخ القديم
لكن المناخ حول كهف كونتريبانديرس (المهربين) في المغرب كان معتدلاً نسبيًا قبل 100 ألف عام، كما هي الحال اليوم، وقد أدى ذلك ببعض الباحثين -بما في ذلك هاليت- إلى الإشارة إلى أن الملابس ربما لم تكن ضرورية للبقاء على قيد الحياة.
ويعلق إيان جيليجان، مؤلف كتاب المناخ والملابس والزراعة في عصور ما قبل التاريخ، على ذلك بالقول إن شمال أفريقيا ربما كان باردًا بشكل مدهش في بعض الأحيان حتى في العصور الأكثر دفئًا، لذا فإن البرودة والظروف مثل انخفاض حرارة الجسم كانت ستشكل تهديدًا واضحًا للحياة.
ويضيف جيليجان، عالم الآثار في جامعة سيدني الذي لم يشارك في الدراسة، لمجلة سيمثونيان (smithsonianmag)؛ ربما كان البشر ارتدوا الملابس حتى عندما لم تكن الظروف قاسية.
ويتابع جيليجان “هذه الدراسة الجديدة تقدم حقًا أول دليل أثري جيد على زمن تصنيع الملابس، وتتزامن بشكل معقول مع بداية العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 120 ألف عام، لذلك أعتقد أن هذا مهم حقًا”، “إنه على وجه التحديد في الوقت الذي تتوقع فيه رؤية الملابس الأولى للحماية من البرد في سياق الدورات الجليدية”.
إن بداية المناخ الأكثر برودة ليس التطور الوحيد المثير للاهتمام الذي يتوافق مع صناعة الملابس في أفريقيا، ففي تلك الفترة الزمنية ظهرت الحلي الشخصية في حياة البشر في العصر البليستوسيني.
وتشير الدلائل إلى أن سكان الكهوف في شمال أفريقيا كانوا يصنعون الملابس ويرتدونها قبل فترة طويلة من هجرات البشر العظيمة القديمة، وعندما غادر هؤلاء القدماء أفريقيا ليسكنوا أنحاء الكرة الأرضية، يبدو أنهم فعلوا ذلك على الأرجح وهم يرتدون جلود الحيوانات.
المصدر: الجزيرة + رويترز + مواقع