يقدر علماء الفلك أن انحراف القمر بعيدا عن الأرض كل عام قد لا يترك الكوكب في يوم من الأيام مستقرا.
وتشكل القمر منذ حوالي 4.5 مليار سنة، وكان يزحف بشكل مطّرد بعيدا ولكن بسرعات متفاوتة. ويتفق العلماء بشكل عام على أن القمر وُلد بعد أن ارتطم كوكب بحجم المريخ يسمى ثيا بالأرض، ما أدى إلى إلقاء حقل هائل من الحطام في الفضاء.
واندمج الحطام في نهاية المطاف في جسم كروي قطره 2160 ميلا (3475 كيلومترا). ويظل القمر في مداره بسبب شد الجاذبية الأرضية الذي يبقيه تحت السيطرة.
ولكن المدار القمري يمارس تأثيره الثقالي على الكوكب، وهو ما يفسر بشكل فعال سبب حدوث المد والجزر في المحيطات.
ويشكل الدفع والشد بين كلا الجسمين ما يسمى بانتفاخات المد والجزر، حيث تعمل الجاذبية والقصور الذاتي على جوانب متقابلة من الكوكب.
وعلى جانب الأرض المواجه للقمر، تسحب جاذبية القمر مياه المحيط نحوه، ما يؤدي إلى انتفاخ واحد. والعكس صحيح على الجانب الآخر من الكرة الأرضية حيث يؤدي القصور الذاتي إلى انتفاخ آخر.
ولكن نظرا لأن الكوكب يدور بسرعة تقارب 1000 ميل في الساعة، فإن الانتفاخ دائما يقع قبل القمر مباشرة.
وتنقل بعض الطاقة من الانتفاخ إلى القمر، ما يدفع الجرم السماوي تدريجيا إلى مدار أعلى. ووفقا لبعض النظريات، سيستمر القمر في التحليق بعيدا عنا حتى لا يصبح كما هو الآن أقرب جار لنا في الكون.
ويتوقع علماء فلك آخرون أن القمر سيعود إلى كوكبنا يوما ما، قبل أن يُطمس تماما بواسطة الجاذبية. ويعد مدار القمر حول الأرض إهليلجي وليس دائريا تماما، لذا فهو أقرب أو أبعد عنا كل ليلة.
ولكن في المتوسط ، يقع القمر على بعد زهاء 240 ألف ميل (385 ألف كيلومتر).
وقاس علماء الفلك المسافة من الأرض إلى القمر عن طريق إطلاق أشعة الليزر على الألواح العاكسة التي تركها رواد فضاء أبولو على سطح القمر.
وتقوم المراصد في نيومكسيكو وفرنسا وإيطاليا وألمانيا بإطلاق أشعة الليزر على العاكسات، وتقيس الوقت الذي تستغرقه الأشعة في الارتداد، وتكشف عن بعد القمر ومدى سرعة دورانه.
تأثيرات الابتعاد
وعندما يبتعد القمر عن الكوكب، من المحتمل أن يتسبب رحيله في تباطؤ الكوكب. ووفقا لمعهد علوم الكواكب، فإن المد والجزر يستنزف الطاقة من دوران الأرض.
ونتيجة لذلك، في غضون حوالي مليار سنة أو نحو ذلك، ستدور الأرض بمعدل دوران القمر نفسه تقريبا.
وعندما يحدث هذا، سيظل الكوكب والقمر على الجانبين نفسهيما في مواجهة بعضهما البعض.
وأوضح المعهد: “بمجرد دخول الأرض في هذا التكوين، يمكنك تخيل التغيير في أنماط الطقس الذي سينتج. سيبرد الجانب الليلي بشكل ملحوظ خلال الفترة الطويلة من دون تسخين شمسي. وعلى العكس من ذلك، فإن جانب النهار سيسخن أكثر مما هو عليه في الوقت الحاضر”.
ومن المحتمل أن يجعل ذلك التغير الأرض غير صالحة للحياة، ويضع نهاية للعالم كما نعرفه.
ويقول الخبر السار إن أيا من هذا لن يحدث في أي وقت قريب – بضعة مليارات من السنين على الأقل.
ووفقا لمعهد الكواكب، بمجرد تطابق دوران القمر والأرض، من المحتمل أن يتوقف الجرم السماوي القمري عن التوجه إلى النظام الشمسي وسيبدأ بدلا من ذلك في الزحف نحو الكوكب.
ومع اقترابه من الأرض، ستمزق الجاذبية الجرم السماوي للقمر وتخلق حقلا من الحطام حول الأرض يشبه إلى حد كبير حلقات زحل.
ولاحظ علماء الفلك هذا التأثير بالفعل على القمر المريخي “فوبوس”.
المصدر: إكسبريس