الرئيسية » علماء فلك يلتقطون 1652 إشارة راديو أُرسلت في 47 يوماً من مصدر كوني غامض

علماء فلك يلتقطون 1652 إشارة راديو أُرسلت في 47 يوماً من مصدر كوني غامض

اكتشف فريق دولي من علماء الفلك أكثر من 1600 إشارة راديو من مصدر كوني غامض في مجرة بعيدة تم إرسالها في غضون 47 يوماً فقط.

وبحسب دراسة نشرها الفريق في مجلة Nature العلمية ونقلتها وكالة Vice الخميس 14 تشرين الأول/أكتوبر 2021، فإن أولى إشارات الراديو الفضائية اكتشفت في عام 2007، ومنذ ذلك الحين يشعر العلماء بالحيرة حول مصدرها.

وأطلق العلماء على أحد مصادر الإشارات اسم “إف آر بي 121102″، والذي قامت برصده عالمة فيزياء فلكية أمريكية تدعى لورا سبيتلر عام 2014، وقالت المجلة إن هذا المصدر أثار إعجاب علماء الفلك بشكل خاص.

وأجريت هذه الملاحظات الأخيرة في الصين بين 29 آب/أغسطس و29 تشرين الأول/أكتوبر 2019، باستخدام التلسكوب الراديوي الكروي بفتحة تبلغ خمسمائة متر وتم خلالها تسجيل 1652 دفقة راديوية من هذا المصدر المجهول على مدار 47 يوماً.

يوضح بينغ تشانغ، أستاذ الفيزياء وعلم الفلك بجامعة نيفادا في لاس فيغاس الأمريكية والمؤلف المشارك للدراسة، أن “هذه هي أكبر عينة من الدفقات الراديوية يتم جمعها حتى الآن”. وأضاف “قد يكون هناك أكثر من آلية لتوليد الإشارات من مصدر واحد، على الرغم من أن الملاحظات من مصادر أكثر تكراراً ضرورية لتأكيد ذلك”.

ويفترض العلماء أن FRB 121102 يقع في مجرة قزمة في جزء من الفضاء على بعد يقدر بحوالي ثلاثة مليارات سنة ضوئية من كوكب الأرض.

 

اقرأ أيضاً: موجات راديو غامضة قادمة من مجرّة “درب التبانة” تحير العلماء

مجرّة «درب التبانة» تظهر في سماء الليل فوق بحيرة ماراكايبو بولاية زوليا في فنزويلا (أ.ف.ب)

أصيب علماء بالحيرة بعد اكتشاف إشارة راديو غامضة تنطلق باتجاه الأرض من مصدر غير معروف في مركز مجرة ​​درب التبانة.

وتحقق الاكتشاف غير المتوقع بواسطة باحثين في جامعة سيدني، باستخدام تلسكوب لاسلكي قوي في غرب أستراليا. وعلى الرغم من أن علماء الفلك يكتشفون في كثير من الأحيان ظواهر غير عادية قادمة من قلب المجرة، إلا أن باحثي سيدني فشلوا حتى الآن في تفسير اكتشافهم الأخير.

ولا يبدو أن موجات الراديو التي يلتقطها التلسكوب الأسترالي SKA Pathfinder (ASKAP) تناسب أي مصدر معروف لإشارات الراديو في الفضاء.

ويصمم الباحثون الآن على اكتشاف ما يحدث بالضبط في مركز المجرة، الذي يبعد حوالي 26000 سنة ضوئية عن الأرض.

وكشف زيتنغ وانغ، طالب دكتوراه في كلية الفيزياء بالجامعة والمعد الرئيسي لدراسة جديدة تصف هذه الظاهرة، أن الإشارة قد تشير إلى وجود فئة جديدة من الأجسام النجمية.

وقال: “أغرب خاصية لهذه الإشارة الجديدة أنها ذات استقطاب عال جدا. وهذا يعني أن ضوءها يتأرجح في اتجاه واحد فقط، لكن هذا الاتجاه يدور مع مرور الوقت”.

وأضاف: “يتباين سطوع الكائن أيضا بشكل كبير، بمعامل 100، ويتم تشغيل الإشارة وإيقافها على ما يبدو بشكل عشوائي. لم نر شيئا مثلها من قبل”.

ونُشر اكتشافه هذا الأسبوع في مجلة Astrophysical الخاضعة لاستعراض الأقران.

وتبعث النجوم بمختلف أنواعها ضوءا يمتد على اتساع نطاق الطيف الكهرومغناطيسي.

ويغطي الطيف جميع أنواع الإشعاع الكهرومغناطيسي، بما في ذلك الضوء المرئي والأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية وموجات الراديو وغيرها.

وتمتلك الأجسام النجمية مثل النجوم النابضة والمستعرات الأعظمية والانفجارات الراديوية السريعة والنجوم المشتعلة، سطوعا متفاوتا.

ولكن حتى الآن، لم يتمكن أي من هذه الأشياء من تفسير إشارة الغموض.

قد يكون نجما

وقال وانغ: “اعتقدنا في البداية أنه قد يكون نجما نابضا – نوعا كثيفا جدا من النجوم الميتة الدوارة – أو نوعا آخر من النجوم يصدر توهجات شمسية ضخمة. لكن الإشارات من هذا المصدر الجديد لا تتطابق مع ما نتوقعه من هذه الأنواع من الأجرام السماوية”.

وأضافت تارا مورفي، المشرفة على درجة الدكتوراه لدى وانغ: “قمنا بمسح السماء باستخدام ASKAP للعثور على كائنات جديدة غير عادية من خلال مشروع يُعرف باسم المتغيرات والعابرات البطيئة (VAST)، طوال عامي 2020 و2021. وبالنظر إلى مركز المجرة، وجدنا ASKAP J173608.2-321635، تبعا لاسم إحداثياته. كان هذا الشيء فريدا من حيث أنه بدأ غير مرئي، وأصبح لامعا، ثم تلاشى، وعاود الظهور”.

وبعد اكتشاف الإشارة في الأصل باستخدام ASKAP، أكدت موجات الراديو باستخدام تلسكوب MeerKAT التابع لمرصد علم الفلك الراديوي في جنوب إفريقيا.

وفي المجموع، اكتشف العلماء ست إشارات من المصدر الغامض على مدى تسعة أشهر في عام 2020.

وقالت مورفي: “في غضون العقد المقبل، سيبدأ التلسكوب الراديوي العابر للقارات مصفوفة الكيلومتر المربع (SKA) على الإنترنت. وسيكون قادرا على عمل خرائط حساسة للسماء كل يوم. نتوقع أن تساعدنا قوة هذا التلسكوب في حل ألغاز مثل هذا الاكتشاف الأخير، لكنه سيفتح أيضا مساحات شاسعة جديدة من الكون للاستكشاف في الطيف الراديوي”.

المصدر: إكسبريس

 

اقرأ أيضاً” علماء يتوصلون لسبب انتهاء استمرارية مجرَّات من الكون

لاحظ علماء الفلك وجود شيء ما يقتل المجرات في المناطق الأكثر تطرفا من الكون، حيث يتم إيقاف تشكيل النجوم الخاصة بها.

ولفهم هذه الظاهرة أطلق مشروع بحثي فريد من نوعه سمي تلسكوب “فيرتيكو” (VERTICO)، ويهدف إلى مسح تلك البيئات المتطرفة باستخدام أول أكسيد الكربون، وذلك لتقصي الأسباب الكامنة وراء موت المجرات هناك.

يعمل الفريق -الذي يضم ثلاثين خبيرا فلكيا- على الاستفادة من قاعدة البيانات الناتجة عن مجموعة من أطباق الرصد المشعة التي تم تركبيها على ارتفاع خمسة آلاف متر في صحراء أتاكاما (شمال شيلي) عام 2013، بتكلفة تقدر بـ1.4 مليار دولار.

تساعد هذه البيانات في رسم خريطة لغاز الهيدروجين الجزيئي بدقة عالية لتجمع مجرات العذراء الهائل، الذي يعد أقرب مجموعة مجرات لنا، ويبعد نحو خمسين مليون سنة ضوئية عن الأرض، كما أنه في طور التكوين الآن.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع “فيرتيكو” هو نتاج شراكة دولية بين أوروبا والولايات المتحدة وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وشيلي. وهو أكبر مشروع فلكي قائم حتى الآن، حيث يعد التلسكوب الأكثر تطورا من حيث طول الأمواج الصادرة عنه.

ولهذا يعد فيرتيكو مثاليا لدراسة سحب الغاز البارد الكثيف الذي تتشكل منه النجوم الجديدة، والتي لا يمكن رؤيتها باستخدام الضوء المرئي.

وصمّم هذا البرنامج لمعالجة المشكلات العلمية الإستراتيجية الفلكية التي يرجح أنها ستسفر عن تقدم كبير في هذا المجال.

تسريع حركة المجرات

تعد البيئة التي تتواجد فيها المجرات، وآلية تفاعلها مع الوسط المحيط بها من مجرات أخرى، من العوامل الرئيسية التي تتسبب في حياة واستمرارية المجرات أو موتها من خلال تأثيرها على تكوين النجوم.

وتنتشر مجموعات المجرات في أطراف سحيقة من الكون، حيث تحتوي على مئات أو حتى آلاف المجرات، وعندما يكون لدينا كتلة، فهذا يعني وجود ثقل وقوى جاذبية ضخمة في مجموعات المجرات تلك، والتي تعمل بدورها على تسريع حركة المجرات إلى سرعات كبيرة جدا تصل في كثير من الأحيان إلى آلاف الكيلومترات في الثانية، مما يؤدي إلى تسخين البلازما بين المجرات إلى درجات حرارة عالية جدا، حيث تتوهج بالأشعة السينية.

ويرجح أن تفاعلات المجرات في المناطق البينية العميقة فيما بينها وبين محيطها يؤدي إلى قتل تلك المجرات ومنع تكوين النجوم؛ وبهذا يركز فريق فيرتيكو على فهم الآلية التي يتم بها إخماد عملية تشكيل النجوم.

دورة حياة المجرات

موت المجرة يعني أن تفقد الغاز الذي يعد الوقود الأساسي في تكوين النجوم، وبهذا تتحول إلى جسم ميت لا تتشكل فيه نجوم جديدة. أضف إلى ذلك أن ارتفاع درجة حرارة مجموعات المجرات إلى حد كبير يمكن أن يؤدي إلى إيقاف تبريد الغاز الساخن وتكثيفه على المجرات؛ في هذه الحالة لا تتم إزالة الغاز الموجود في المجرة، ولكن يتم استهلاكه لأنه يشكل نجوما. وتؤدي هذه العملية إلى إبطاء عملية تشكيل النجوم ومن ثم إيقافها كليا.

وتختلف هذه العملية من مجرة إلى أخرى، إلا أن كلا منها تؤثر بشكل ما على محتوى غاز النجوم الذري؛ ولهذا يهدف فريق فيرتيكو إلى تكوين صورة متكاملة عن هذه الآثار المتغيرة بتغير المجرة، حتى يتمكن من فهم علاقة بيئة المجرة بدورة حياتها.

المصدر : الجزيرة