الرئيسية » أقدم من أهرامات مصر وتعود للعصر البرونزي.. “بروج كبيكب” الأثرية في سلطنة عُمان

أقدم من أهرامات مصر وتعود للعصر البرونزي.. “بروج كبيكب” الأثرية في سلطنة عُمان

تزخر سلطنة عُمان بالمعالم الأثرية التي تحمل بين طياتها قصصاً عن العصور والحقب التي واكبتها سلطنة عُمان على مر التاريخ.

وعلى ارتفاع 2،000 متر عن مستوى سطح البحر، يستطيع الزوار العثور على مقابر كبيكب الأثرية، التي تعرف محلياً باسم بروج كبيكب، بالقرب من قرية قران فوق هضبة سلماه، وهي مقابر أثرية على شكل خلية النحل، ويعود تاريخها إلى العصر البرونزي قبل نحو 4،000 عام، وهي تعد أقدم من الأهرامات المصرية، وفقاً لموقع اكتشف عُمان.

وفي أواخر عام 1991، قام فريق من علماء الآثار بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة العمانية بدراسة البروج في الموقع، واكتشف حوالي 90 برجاً في حالة جيدة، وفقاً لما ذكر على موقع وزارة الإعلام العمانية.

ويبلغ ارتفاع بروج كبيكب بين 4 و5 أمتار، وتتخذ الشكل الإسطواني بينما من الأعلى تبدو مستديرة، ويتكون بعضها من جدارين بينهما مساحة مملوءة بالحجارة، بحسب موقع وزارة الإعلام العمانية.

تجربة الزيارة

وبسبب وقوعها فوق مرتفعات الجبال، يعد الطريق إليها صعباً.

ويشرح المغامر العماني، رياض الهنائي، لموقع CNN بالعربية، أن الوصول إلى مقابر كبيكب الأثرية يحتاج إلى سيارة الدفع الرباعي ومهارة في القيادة بسبب وعورة الطريق.

وكانت زيارة الهنائي إلى مقابر كبيكب الأثرية محض صدفة، إذ كان في طريقه للجبل الأبيض لأداء عمله كمهندس مدني، حين استوقفه المشهد الجبلي الخلاب، فقرر أن يلتقط بعض الصور، بحسب ما ذكره.

ويوضح الهنائي أن مقابر كبيكب تتميز بغرابة شكلها، مضيفاً أن الكثير من العمانيين لا يعلمون عن وجودها، وكانت لديه الرغبة الشديدة في إطلاعهم على هذا الكنز المخبأ في وسط الجبال.

ويقول الهنائي: “مشهدها ملفت بشكل كبير للغاية، ويجعلك تعود للوراء مئات السنين وتستكشف كيفية عيش الناس، وماهيه معتقداتهم، حيث أن هذه القبور مترامية على مسافات بعيدة في الجبال”.

ومن خلال توثيقه، حاول الهنائي إبراز فن العمارة المستخدم في صف حجارة البروج، وقد شارك صوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى يخبر الناس عن موقها، ليتسنى لهم زيارتها على أرض الواقع.

وبالنسبة إلى الهنائي، يعد هذا الموقع مزار سياحي أثري مثيراً للاهتمام، إذ قد تكشف عمليات التنقيب فيه عن مقتنيات أثرية مهمة.

ويصف الهنائي تجربة زيارة هذا الموقع قائلاً إن مشاهدة هذه القبور على أرض الواقع تثير الانبهار، فهي تشكل فن معماري عجيب للغاية بشكلها الإسطواني.

ويشير الهنائي إلى أن البروج تضم فتحة صغيرة تشبه الباب من الأسفل، بينما سقفها مفتوحٌ إلى السماء، كما أن طريقة صف الحجارة لتشييدها تمت بمنتهى الدقة والاتقان، على حد تعبيره.

CNN

 

اقرأ أيضاً: علماء آثار يعرضون أدلة محتملة تكشف لغز تدمير مدينة البتراء

كتشف علماء الآثار أدلة اختراق محتملة لـ “فيضان هائل” ربما دمر مدينة البتراء القديمة، ما أدى إلى نزوح جماعي غامض.

وكانت مدينة البتراء ذات يوم مركزا سياسيا وثقافيا واقتصاديا مهما، تأسست كنقطة تجارية من قبل سكان المنطقة الأصليين – الأنباط – وكانت المدينة تقع في ما هو الآن جنوب غرب الأردن. وسرعان ما جمع الأنباط قدرا كبيرا من الثروة.

وهاجم الإغريق المدينة في عام 312 قبل الميلاد – وهي أول إشارة إلى البتراء في التاريخ المسجل.

ولكن الأنباط تمكنوا من الرد وإبقاء الغزاة في مأزق، مستخدمين التضاريس الجبلية المحيطة بالمدينة والتي كانت بمثابة جدار طبيعي لصالحهم.

وفي وقت لاحق، حاول الرومان مهاجمة المدينة عام 106 بعد الميلاد، وأجبروا الأنباط على الاستسلام، وضم المنطقة وتغيير اسمها إلى العربية البتراء.

واستمروا في حكم المدينة لأكثر من 250 عاما حتى منتصف القرن الرابع الميلادي عندما مزق زلزال المدينة. وفيما بعد، سيطرت الإمبراطورية البيزنطية على البتراء وحكمتها لحوالي 300 عام.

ولكن مع بداية القرن الثامن الميلادي، تم التخلي عن المدينة إلى حد كبير ولم تعد تستخدم كموقع للتجارة أو السياسة أو الثقافة – وهو لغز استعصى على الباحثين حله.

وفي حين ادعى الكثيرون أن الزلزال كان كافيا لإلحاق أضرار لا يمكن إصلاحها بالبتراء، ادعى آخرون منذ ذلك الحين أن كارثة أخرى ربما تكون ضربت المدينة، كما استكشف خلال الفيلم الوثائقي لقناة Smithsonian، “أسرار: لغز البتراء”.

وهنا، كشف الدكتور توم باراديس، عن أدلة يعتقد أن البتراء كانت “ضحية شكل آخر من أشكال الكارثة”.

وعلى طول الشارع الرئيسي المترابط في البتراء، وجد فريق من علماء الآثار الذين حققوا في مجموعة من المتاجر في عام 2017، شيئا محيرا.

كما أوضح الدكتور باراديس: “ما اكتشفوه كان عبارة عن أسرَّة ضخمة من الحجر الرملي شديد البياض. وهو يحمل قطعة من الرمل الأحمر القرميدي الذي يعود أصله إلى منطقة البتراء، إنها أكثر خصوصية للجزء السفلي من الوادي قبل التقاط قطعة من الرمل الأبيض”.

عثر الفريق على رمال بيضاء في واد من الصخور الحمراء فقط.

وبعد تفقده للمنطقة المحيطة، سرعان ما أدرك الدكتور بارادايس أن الرمال البيضاء تشبه الحجر الرملي عبر الوادي أعلى التل.

وقال: “بدأنا تحقيقا أطول من شأنه أن يقودنا إلى استنتاج أن البتراء ربما تعرضت فعليا لفيضان هائل”. وخلال موسم الأمطار، عُرف أن البتراء تقع ضحية فيضانات شديدة.

وفي عام 1963 فقط، تسببت الفيضانات في تدمير مدخل البتراء الرئيسي، ما أسفر عن مقتل 22 زائرا بعد أن هبت المياه على الوديان أدناه.

ويشير التحليل الأثري لتخطيط المدينة إلى أن الأنباط كانوا جميعا مدركين لخطر الفيضانات حتى قبل 2000 عام.

وكانوا يعلمون أنه من الضروري الحفاظ على جفاف السيق، حيث كان اتصالهم الرئيسي بالعالم الخارجي، وبالتالي أنشأوا نفقا لإعادة توجيه أي زيادة محتملة في هطول الأمطار.

ومع ذلك، عند مدخل النفق، اكتشف باراديس “دليلا واضحا” على أنه في مرحلة ما، دعمت المياه بشكل كبير، ما ترك الباب مفتوحا أمام احتمال حدوث تسرب.

وقال: “نحن نبحث في خمسة، ستة، سبعة أمتار من مياه الفيضانات في هذه المرحلة – كان من الممكن أن تكون كمية غير عادية من المياه”.

وإذا كان هذا صحيحا، لكانت المياه تتدفق على حافة التل، وتتراجع إلى المدينة وتغطي الشوارع بما يصل إلى 16 قدما من الرمال والحطام.

وبعد هجر البتراء في القرن الثامن، استخدم الرعاة الرحّل هياكلها الحجرية كمأوى لعدة قرون.

وبعد ذلك، في عام 1812، عثر المستكشف السويسري يوهان لودفيغ بوركهارت على الأنقاض خلال إحدى رحلاته، واصفا إياها في سرد ​​تاريخي لرحلته.

ومع إدراك العالم الغربي الآن لوجود مدينة مفقودة، سافر العلماء والمستكشفون والأكاديميون وعلماء الآثار إلى البتراء ليروا بأنفسهم.

وسرعان ما أطلق مشروع رسمي لحفر ومسح البتراء.

وفي عام 1985، سمي الموقع كموقع للتراث العالمي لليونسكو، وبحلول أوائل القرن العشرين، أصبح أحد “عجائب الدنيا السبع الجديدة”.

المصدر: إكسبريس