الرئيسية » تعود إلى عصر الحثيين.. اكتشاف 15 تمثالا أثريا في غازي عنتاب جنوب تركيا

تعود إلى عصر الحثيين.. اكتشاف 15 تمثالا أثريا في غازي عنتاب جنوب تركيا

اكتشفت الفرق المختصة التركية، 15 تمثالا أثريا في منطقة متحف “ياسمك” للهواء الطلق، في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، المدرج على لائحة التراث العالمي المؤقتة لدى منظمة “اليونسكو”.

وأشاد مدير متحف الهواء الطلق وورشة التماثيل في ياسمك، أوزغور تشوماك، بأهمية أعمال الحفر والتنقيب في المنطقة برئاسة الأستاذ في كلية الآثار بجامعة غازي عنتاب، أتيلا إنغين.

بدوره، أكد إنغين على أن متحف ياسمك يعد من أكثر المواقع التركية ذات القيمة الثقافية العالية.

وأشار إلى أن استمرار أعمال التنقيب من أجل ضمان انتقال المتحف من اللائحة المؤقتة إلى الدائمة لمنظمة اليونسكو.

وأوضح أن المعطيات تشير إلى أن الحثيين صنعوا التماثيل في مساحة واسعة بهذه المنطقة.

والحثيون هم أحد الشعوب القديمة التي استوطنت شرقي الأناضول وأقامت مملكة قوية كان لها دور مهم في تاريخ الشرق القديم في الألف الثاني قبل الميلاد.

وأضاف أن هذا المكان يعتبر أكبر وأقدم ورشة لصناعة التماثيل في المنطقة، واصفا إياه بأنه قيمة ثقافية عالمية.

ولفت إلى اكتشافهم مؤخرا 15 تمثالا، معظمها تماثيل للأسود وقطط أبو الهول.

 

اقرأ أيضاً: تركيا تستعيد إبريق ذهبي أثري عمره 4250 عام

كان الإبريق الأثري قد بيع لجامع الأعمال الفنية “آرثر غيلبرت” من لوس أنجلوس عام 1989

بعد التأكد من وجود إبريق ذهبي أثري ذي مصب ينتمي إلى عصر الحثيين الذين عاشوا في الأناضول في القرن الثالث قبل الميلاد، في متحف في لندن، تم العمل على إعادته إلى تركيا. وقال “محمد نوري إرسوي” وزير الثقافة والسياحة التركي في بيان له: “هذا التراث الثقافي عاد إلى الأرض التي ينتمي إليها”.

وجاء التعريف بالقطعة الأثرية من دائرة مكافحة التهريب التابعة للمديرية العامة للمتاحف والتراث الثقافي.

وكان الإبريق الأثري قد بيع لجامع الأعمال الفنية “آرثر غيلبرت” من لوس أنجلوس عام 1989 ليضيفه إلى مجموعته من المشغولات الذهبية والفضية قبل أن يعار إلى متحف “فيكتوريا ألبرت” في لندن.

وتم الاتصال بمؤسسة “غيلبرت” للفنون التي أسسها “آرثر غيلبرت” من أجل إعادة القطعة الأثرية التي تبين أن الحصول عليها تم بشكل غير قانوني من الحفريات ثم هرّبت من الأناضول.

وأبلغ مسؤولو مؤسسة “غيلبرت” عن جهلهم بوجود روابط غير قانونية لدى استلام القطعة الأثرية.

وتمكن خبراء الوزارة التركية بالتعاون مع المؤسسة، من مقارنتها بقطع أثرية مماثلة، وأكدوا أن القطعة تعود إلى فترة الحثيين، وأبلغوا المؤسسة بذلك.

بدورها شاركت المؤسسة نتائج التحليل الكيميائي للمكونات المعدنية للقطعة مع الوزارة. وتم تحديد أن الإبريق ذي المصب الذهبي وثيق الصلة بقطع أثرية أخرى عثر عليها في الحفريات الأثرية في “ألاجا هويوك” و”محمتلار”، كما عثر على أمثلة مشابهة في الحفريات في مستوطنة الحثيين في “جوروم” و”أماسيا”.

إعادة الإبريق

وأخيراً، أعيد الإبريق الذي يعتقد أنه كان يستخدم للشرب أثناء الاحتفالات المقدسة من قبل الطبقة الحاكمة، إلى وطنه.

وأقيم حفل للأعمال الفنية الموجودة في متحف حضارات الأناضول الواقع في أنقرة. وفي حديثه في الحفل، قال الوزير “إرسوي” إن تركيا تواصل بحزم جهودها من أجل إعادة الأصول الثقافية التي انتزعت بشكل غير قانوني من أراضيها.

وأشار الوزير إلى الصعوبات التي يواجهونها لإعادة المنهوبات الثقافية والتاريخية للوطن مثل القرارات المتحيزة والمناقشات التي لا معنى لها ووجهات النظر الغير واقعية والغير علمية، لكنه أضاف: “في بعض الأحيان نشهد وجود مناهج أخلاقية، كما في هذه الحالة، وهي تشكل قوة دافعة لنا في معالجة الصعوبات”.

كما قدم الوزير “إرسوي” معلومات إضافية حول عملية إعادة القطع الأثرية، حيث قال: “تم إجراء مقارنات بين بيانات المكونات المعدنية المتعلقة بالقطعة الأثرية من قبل متخصصين في مختبر أنقرة الإقليمي للترميم والحفظ التابع لوزارتنا.

وقال الوزير: “بعد مراسلاتنا، وجدنا أن متحف حضارات الأناضول هو المكان الصحيح لعرض هذه القطعة والحفاظ عليها، نظراً للمجموعة الحثية الرائعة الموجودة هناك”.

وأوضح أيضاً أن الطبيعة الاحتفالية للإبريق ذي المصب يمكن فهمها من خلال حرفية العمل، وأضاف: “هذه القطعة الأثرية، التي يفترض أنها وضعت على الأرض كهدية قبر، قد أخرجها مجهولون من سياقها”.

واختتم الوزير بالقول: “أعتقد أن شعبنا قدم أكبر مساهمة في حماية الأصول الثقافية، وعلينا جميعاً حماية هذه الجهود من الضرر. ومن المهم استعادة أصولنا الثقافية الموجودة في الخارج. دعونا لا ننسى أن هذه الحماية هي أيضاً خدمة لبلدنا وعلمنا وإنسانيتنا”

 

اقرأ أيضاً: اكتشاف فسيفساء في تركيا تعتبر الأقدم في منطقة البحر المتوسط

تتألف هذه الفسيفساء من أكثر من ثلاثة آلاف حجر بألوان طبيعية هي البيج والأحمر والأسود

يساهم اكتشاف حجر رَصف يبلغ عمره 3500 عام في موقع يُعتقد أنه مدينة أثرية مفقودة في وسط تركيا ويُعتبر أقدم الآثار الفسيفسائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في تعزيز المعرفة بالحياة اليومية التي لا يزال الغموض يكتنفها للحثيين في العصر البرونزي.

والأحد، عثر الأحد علماء آثار في تركيا على أكبر حجر فسيفساء في حوض البحر الأبيض المتوسط، يبلغ عمره 3500 عاما في موقع يُعتقد أنه مدينة أثرية مفقودة في وسط تركيا ويُعتبر أقدم الآثار الفسيفسائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في تعزيز المعرفة بالحياة اليومية التي لا يزال الغموض يكتنفها للحثيين في العصر البرونزي.

وتتألف هذه الفسيفساء من أكثر من ثلاثة آلاف حجر بألوان طبيعية هي البيج والأحمر والأسود، منسقة على شكل مثلثات ومنحنيات، وقد عُثر عليها بين آثار معبد حثي يعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، أي قبل 700 عام من أقدم فسيفساء معروفة في آثار اليونان القديمة.

“جدّة الفسيفساء القديمة”

وقال مدير الحفريات في موقع أوساكلي هويوك قرب يوزغات أناكليتو داغوستينو “إنها بمثابة جدّة الفسيفساء القديمة، ومن الواضح أنها أكثر تعقيداً. ما لدينا هنا هو بلا شك المحاولة الأولى لاستخدام هذه التقنية”.

في هذا الموقع الذي يبعد ثلاث ساعات من العاصمة التركية أنقرة، يستخدم علماء آثار أتراك وإيطاليون المجرفة والفرشاة لمعرفة المزيد عن مواقع الحثيين الذين كانت مملكتهم من الأقوى في الأناضول القديمة.

واستنتج داغوستينو أن هؤلاء “شعروا للمرة الأولى بالحاجة إلى القيام بشيء مختلف، باللجوء إلى أشكال هندسية، ووضع الألوان معاً، بدلاً من صنع حجر رصف بسيط”.

ويرجّح داغوستينو أن يكون الباني “عبقرياً”، أو أن يكون “طُلبَ منه غطاء أرضي فقرر إنشاء شيء غير عادي”.

ويقع المعبد الذي عُثر فيه على هذه الفسيفساء قبالة جبل كيركينيس، وهو مخصص لإله العواصف لدى الحثيين تشوب، وهو ما يعادل زيوس بين الإغريق.

ورجّح عالم الآثار أن “الكهنة الحثيين كانوا يؤدون طقوسهم في هذا المكان وهم ينظرون إلى قمة جبل كيركينيس”.

أرز لبنان

بالإضافة إلى الفسيفساء، اكتشف علماء الآثار أيضاً خزفيات من أحد القصور، ما يدعم فرضية أن أوساكلي هويوك هي بالفعل مدينة زيبالاندا المفقودة.

وورد ذكر زيبالاندا باستمرار في الألواح المسمارية الحثية، وهي كانت مكان عبادة مهماً مخصصاً لإله العواصف، إلا أن موقعها الدقيق لا يزال مجهولاً.

وأوضح داغوستينو أن الباحثين يتفقون على أن أوساكلي هويوك واحد من أكثر المواقع التي يحتمل” أن زيبالاندا كانت قائمة فيها، مشيراً إلى أن اكتشاف آثار القصر وأوانيه الخزفية والزجاجية الفاخرة عزز هذا الاحتمال”. وأضاف “نحن نفتقر فقط إلى الدليل النهائي، وهو لوحة تحمل اسم المدينة”.

ولم يكن سكان أوساكلي هويوك يترددون في إحضار أخشاب من أشجار الأرز في لبنان لبناء معابدهم وقصورهم، لكنّ كنوز هذه المدينة، كغيرها في العالم الحثي، اختفت لسبب ما زال مجهولاً قرابة نهاية العصر البرونزي.

ومن الفرضيات أن يكون ذلك عائداً إلى تغيّر مناخيّ صاحبته اضطرابات اجتماعية.

الحثيون يسكنون مخيلة الأتراك

وبعد نحو ثلاثة آلاف عام على اختفائهم من على وجه الأرض، لا يزال الحثيون يسكنون مخيلة الأتراك.

فرمز أنقرة شخصية حثية تمثل الشمس. وفي ثلاثينيات القرن العشرين، عرّف مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بالأتراك على أنهم الأحفاد المباشرون للحثيين.

وقال داغوستينو “لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا إيجاد صلة بين الحثيين والناس الذين يعيشون هنا اليوم. فقد مرت آلاف السنين وتنقّل الناس. لكنني أعتقد أن ثمة صلة روحية لا تزال موجودة”.

ومن باب إبراز هذا الارتباط ربما، أعاد فريق التنقيب تكوين تقاليد الطهو الحثية، مجرّباً الوصفات القديمة على الخزف المصنوع بشكل مماثل للطريقة القديمة، باستخدام التقنية التي كانت متبعة والطين المستعمل في ذلك الوقت.

وقالت المدير المشاركة للحفريات فالنتينا أورسي “أعدنا بناء الخزف الحثي بالطين الموجود في القرية التي يقوم فيها الموقع، وطهونا تمراً عليه خبز، كما كان الحثيون يأكلون”. وختمت “كان المذاق لذيذاً جداً”.

المصدر: أ.ف.ب