تطرقت مجلة علمية شهيرة إلى الأحداث التي شهدتها مدينة أسوان المصرية في اليومين الماضيين، حيث تعرض عدد من المواطنين للدغات عقارب سامة، لكنها نوهت إلى أن إحدى أنواع العقارب يعتبر الأكثر فتكا في العالم، قد خرج من جحره بسبب الحالة الجوية.
وعلقت المجلة على الأحداث، بعد إعلان جهات صحية مصرية، السبت الماضي، أن 3 أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 450 آخرين نتيجة إصابتهم بلدغات للعقارب جراء الطقس السيئ الذي ضرب أسوان، يوم الجمعة.
العقرب الأكثر فتكا على وجه الأرض خرج من جحره
وخرجت العقارب من جحورها بسبب العواصف الشديدة التي شهدتها محافظة أسوان، التي صحبتها السيول، الأمر الذي أرغم العقارب على الخروج في المناطق الصحراوية إلى المناطق السكنية.
وبحسب التقرير المنشور في مجلة “livescience” تعليقا على الحادثة، يعيش في مصر نحو 31 نوعا من العقارب، بحسب العلماء.
ونقلت المجلة عن تقرير صادر عن “الأزهر” للعلوم، الذي أشار إلى وجود أحد أكثر العقارب فتكا على وجه الأرض، والتي تعيش أيضا في مصر، وهي العقارب ذات الذيل السميك، والتي تنتمي لجنس “Androctonus”.
بالإضافة إلى العقرب السابق، يوجد أيضا في مصر عقرب آخر فتاك ذو لدغة قاتلة يطلق عليه اسم “Deathstalker” أو (Leiurus quinquestriatus)، والتي يتم رصدها بشكل شائع في أسوان وتلدغ العشرات من الأشخاص في المنطقة كل عام.
طاعون “طوفان العقارب المقدس” له تفسير واحد فقط
واعتبرت المجلة الشهيرة أن ظاهرة “طوفان العقارب” تشبه إلى حد ما “طاعون الكتاب المقدس”، لكنها شددت إلى أن هذه الظاهرة لها سبب واحد حديث هو التغير المناخي.
مثل العديد من السموم الموجودة في البرية، يحتوي سم العقرب على العديد من المواد، بما في ذلك مسببات الهيستامين ومثبطات الأنزيم البروتيني والسيروتونين والفوسفوليباز والهيالورونيداز، بعد عزل العديد من المواد السامة العصبية من سم العقرب، بحسب تقرير منشور في مجلة “Reference Module in Life Sciences” العلمية.
وبحسب المصدر، يمكن أن تنتج السموم العصبية الموجودة في سم العقرب إطلاق كمية هائلة من للكاتيكولامين، خاصة عند الأطفال، مما يخلق “عاصفة ذاتية” حيث يتم تحفيز كل من الجهاز العصبي السمبثاوي، وهي حالة حرجة شديدة لدرجة أنها تؤدي إلى اعتلال دماغي، لكن بالشكل العام قد لا تسبب اللدغة الواحدة موت البالغين.
The deathstalker is one of the most deadly scorpions on the planet pic.twitter.com/ni4SXFTVb1
— Business Insider (@BusinessInsider) November 8, 2021
39 مليون دولار سعر غالون سم العقرب لكن من المستحيل جمعه
لكن بحسب “بزنس إنسايدر”، فإنه على الرغم من أن عقرب “deathstalker” هو من أخطر العقارب أيضا على وجه الأرض، إلا أنه ينتج العقار الأغلى ثمنا على الأرض، حيث يبلغ سعر الغالون 39 مليون دولار أمريكي.
ونوهت المجلة إلى أن طريقة جمع هذا الغالون ليست بالسهولة التي قد يتخيلها البعض، فهي عملية دقيقة جدا وتحتاج إلى وقت طويل ومعدات خاصة حيث لا يمكن القيام بتلك العملية عن طريق اليد.
خاصةً أن كل عقرب يخرج كميات صغيرة جدا من السم، أي أن جمع غالون واحد، بحسب المصدر، قد يستغرق 10.371 عام لجمعه.
اقرأ أيضاً: “غودزيلا” السحلية الوحيدة القادرة على الغوص في العالم
لا شك في أنك قد سمعت عن الوحش الأسطوري العملاق “غودزيلا”، والذي ظهر في سلسلة من الأفلام العالمية، ولكن ماذا لو كان باستطاعتك رؤية نسخًة مصغرًة منه في الواقع؟
وتحكي عالمة الأحياء المائية والمصورة تحت الماء الإسبانية بيلايو ساليناس عن لقاء سحلية الإغوانا البحرية، والتي تتمتع بشكل يشبه الوحش الأسطوري، ولكن بالطبع ليس في حجمه العملاق.
وتشرح ساليناس، في حديثها لموقع CNN بالعربية، أن “جزر غالاباغوس هي المكان الوحيد على كوكبنا حيث يمكنك أن تصادف الإغوانا البحرية، لأنها مستوطنة في هذا الأرخبيل المحيطي”.
وتضم جزيرة فرناندينا، وهي إحدى جزر غالاباغوس في الإكوادور والواقعة في أقصى الغرب، أكبر المستعمرات من سحالي الإغوانا البحرية.
ويعد كيب دوجلاس، حيث التقطت ساليناس مقطع الفيديو أعلاه، بمثابة أفضل موقع غوص للاستمتاع بصحبة هذه الفصيلة من الزواحف تحت الماء، حسبما ذكرته.
والإغوانا البحرية هي الوحيدة من نوع السحالي في العالم التي تعيش تحت سطح البحر، وتستخدم أسنانها الحادة للغاية لتتغذى حصرًا على الطحالب والأعشاب البحرية، وتساعدها مخالبها الطويلة والحادة على البقاء ثابتة عند التيارات الثقيلة ريثما تتغذى.
وتعتبر منظمة الحياة البرية العالمية أن الإغوانا البحرية بمثابة نوع معرض للإنقراض، وتتعرض لتهديدات متعددة بسبب الحيوانات التي تتغذى على بيضها وصغارها.
وتصف ساليناس اللقاء مع “الغودزيلا المصغرة”، قائلة: “إنها أشبه بديناصورات صغيرة حية! وبالتأكيد تعد واحدة من أفضل اللقاءات المفضلة لدي وأكثرها خصوصية تحت الماء والتي لا يمكن تحقيقها إلا في مياه الجزر المسحورة”.
وتضيف ساليناس، والتي عاشت في جزر غالاباغوس على مدار السنوات التسع الماضية حيث تعمل عالمة أحياء مائية لدى مؤسسة تشارلز داروين غير الربحية أن “(الإغوانا البحرية) رائعة ببساطة، وفي كل مرة أكون فيها بالماء، أشعر بالإعجاب بالتكيفات التطورية الرائعة التي سمحت لها بأن تكون السحلية الوحيدة القادرة على الغوص في العالم”.
صعوبات التوثيق تحت الماء
أما عن الصعوبات التي واجهت ساليناس في التوثيق تحت الماء، فأبرزها أن الإغوانا البحرية تغوص لفترات قصيرة من الوقت (15-30 دقيقة) عادة في منتصف النهار تقريبًا، وتقضي بقية اليوم على اليابسة تحت أشعة الشمس الاستوائية، نظرًا لأنها من الحيوانات من ذوات الدم البارد.
وبهدف توثيق سلوكها الغذائي تحت الماء، يجب أن تكون ظروف البحر مثالية خلال هذه المساحة القصيرة من الوقت، وتندر الأيام الهادئة في هذا الجزء المكشوف من الأرخبيل.
ولكن في ذلك اليوم، كانت ظروف البحر مثالية لحسن الحظ، بحسبما ذكرته.
وكما هو متوقع، نالت مقاطع الفيديو والصور التي شاركتها ساليناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل واسعة النطاق.
وتدعو ساليناس الجميع لزيارة جزر غالاباغوس لمشاهدة هذا الكائن البحري الفريد من نوعه، ودعم الجهود المحلية للحفاظ على هذا الموقع الذي يعد بمثابة مختبر حي.
CNN