الرئيسية » مستثمرون يدفعون تريليون دولار لشراء عقارات في العالم الافتراضي “ميتافيرس”!

مستثمرون يدفعون تريليون دولار لشراء عقارات في العالم الافتراضي “ميتافيرس”!

قال تقرير نشره موقع Markets Insider الأمريكي السبت 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إن النسخة الافتراضية من سوق العقارات تحتدم بشكل كبير، وهذا مع دفع المستثمرين ملايين الدولارات لتأمين أماكنهم فيما يدعى الميتافيرس، الذي قالت عنه شركة إدارة الأصول الرقمية Grayscale إنه يوفر فرصة الحصول على إيرادات سنوية تبلغ تريليون دولار.

إذ تتسارع وتيرة الميتافيرس، وهو عبارة عن فضاء عبر الإنترنت لعوالم تجريبية ثلاثية الأبعاد مترابطة، باعتباره الحدود الجديدة، حيث يمكن للأشخاص التواصل والعمل والتسوق، مثلما هو الحال في العالم الحقيقي، وتستحوذ الكيانات على الأراضي حيث تزدهر تلك الأنشطة وتدر الأموال.

أرض افتراضية

صفقات افتراضية رفيعة المستوى

لا يزال الميتافيرس في “باكورته”، بحسب ما صرحت شركة Grayscale التي تدير أكبر صندوق للعملات المشفرة في العالم في تقرير أخير لها. وإليكم نظرة على ثلاث صفقات افتراضية رفيعة المستوى.

الصفقة الاولى كانت شراء أرض لمجموعة ميتافيرس جروب بقيمة 2.43 مليون دولار على منصة Decentraland (ديسينترالاند).

حيث تعد شركة ميتافيرس جروب شركة تابعة لشركة Tokens.com وقد أنهت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2021 عملية شراء لرقعة أرض رقمية بقيمة 618 ألف مانا، أو حوالي 2.43 مليون دولار في هذا الوقت. نشرت هذه الأخبار ديسينترالاند، وهي بيئة افتراضية على الإنترنت، حيث توجد رقعة الأرض. وكان سعر الشراء أكثر من ضعف السعر القياسي للمبيعات السابقة للعقارات الافتراضية.

أما الصفقة الثانية فكانت بيع قطعة أرض على ديسينترالاند مقابل 913.228.20 دولاراً حيث ورد أن Republic Realm، وهي شركة استثمار عقارية رقمية، اشترت في يونيو/حزيران 2021 قطعة أرض غير قابلة للاستبدال أو NFT مقابل مليون دولار تقريباً على ديسينترالاند. تحتوي صفقة شراء الأرض على 259 قطعة أرض أو حوالي 65 متراً مربعاً من الأرض الرقمية، وكان سعر الشراء أعلى قليلاً من متوسط سعر المنازل في مانهاتن.

شراء قطعة أرض

في حين كانت الصفقة الثالثة عبارة عن شراء قطعة أرض مقابل 2.3 مليون دولار على منصة Axie Infinity (أكسي إنفينيتي)، حيث تعد أكسي إنفينيتي منصة لعبة تمنح مكاسب، وقد صرحت يوم الخميس أن إحدى قطع أراضي Genesis Land بيعت مقابل 550 إيثر أو أكثر من 2.3 مليون دولار في ذلك الوقت.

قبل ذلك، كانت أكبر معاملة على المنصة التي تتميز بمخلوقات ملونة تنافسية تسمى Axies تساوي 888.25 إيثر لكل تسع قطع من الأراضي، أو أكثر من 1.5 مليون دولار في وقت خصومات فبراير/شباط 2021.

كان النشاط المتسارع المحيط بالميتافيرس يغذي الارتفاع الأخير في العملات المشفرة المرتبطة بهذا العالم، بما فيها توكن مانا التابع لديسينترالاند، وساند لساند بوكس، وغالا لغالا غيمز.

فيما كانت الصفقة الرابعة عبارة عن شراء يخت ميتافيرس ضخم على منصة Sandbox (ساند بوكس) مقابل 650 ألف دولار؛ حيث لا تتضمن عملية الشراء تلك عقارات بمعنى الكلمة بالضبط، وإنما يخت ضخم افتراضي على ذا ساند بوكس بيع مقابل 650 ألف دولار أي 194 إيثر. وقد أصدره مطور الميتافيرس Digital Republic ضمن مجموعة The Fantasy Collection باستخدام الرموز غير القابلة للاستبدال المصممة لعالم الألعاب الافتراضي ذا ساند بوكس.

 

اقرأ أيضاً: الميتافيرس.. ما هو وهل سيصبح مستقبل الإنترنت؟

تتحدث شركات التكنولوجيا ومسوقوها والمحللون المختصون بها عن مفهوم “الميتافيرس” بوصفه الحدث التكنولوجي الأبرز الذي يترقبه المعنيون.

كما أنه اجتذب انتباه – وتمويل – بعض أكبر الأسماء في عالم التكنولوجيا، كمؤسس موقع فيسبوك، مارك زوكربيرغ، ومؤسس شركة الألعاب الإلكترونية إيبيك غيمز، تيم سويني.

فما هو الميتافيرس؟

لمن لا خبرة لهم به، قد يبدو الميتافيرس وكأنه نسخة منقحة من الواقع الافتراضي. لكن البعض يعتقدون أنه قد يصبح مستقبل الإنترنت.

بل إن ثمة اعتقاداً بأن مقارنته بالواقع الافتراضي ربما ستشبه مقارنة الهواتف الذكية بالجيل الأول من الهواتف المحمولة الضخمة التي أُنتجت في ثمانينيات القرن الماضي.

فبدلاً من الجلوس أمام جهاز كمبيوتر، ربما كل ما ستحتاج إليه عند الاتصال بالميتافيرس هو نظارة أو جهاز يوضع على الرأس لكي تتمكن من دخول عالم افتراضي يربط بين مختلف أنواع البيئات الرقمية.

وبخلاف الواقع الافتراضي الحالي، الذي يستخدم بالأساس في ألعاب الفيديو، فإن العالم الافتراض الجديد قد يستخدم في أي شيء – كالعمل واللعب والحفلات الموسيقية والذهاب إلى دور السينما، أو مجرد الالتقاء بالأصدقاء.

غالبية الناس يتصورون أنك ستحتاج إلى أن يمثلك “أفاتار”، أو صورة رمزية ثلاثية الأبعاد، لكي تتمكن من استخدامه. ولكن لأن الميتافيرس لا يزال مجرد فكرة جديدة، فإنه لم يٌتفَق بعد على تعريف موحد له.

لماذا اكتسب كل هذا الزخم بشكل مفاجئ؟

عادة ما تثار ضجة دعائية حول العوالم الرقمية وما يعرف بالواقع المعَزز كل بضعة أعوام، لكنها سرعان ما تخبو.

إلا أن هناك قدراً كبيراً من الإثارة والترقب للميتافيرس في أوساط المستثمرين الأثرياء وشركات التكنولوجيا الضخمة، ولا أحد يرغب في أن يتخلف عن الركب إذا ما صار هذا المفهوم بالفعل هو مستقبل الإنترنت.

كما يسود شعور بأنه للمرة الأولى، أوشكت التقنية أن تكون متاحة، مع التقدم الذي تشهده ألعاب الفيديو باستخدام الواقع الافتراضي، واقتراب الاتصالية من الشكل الذي يتطلبه الميتافيرس.

ما علاقة فيسبوك بالميتافيرس؟

جعل فيسبوك تصميم الميتافيرس واحداً من أهم أولوياته.

فقد استثمر أموالاً طائلة في الواقع الافتراضي من خلال نظارات “أوكيولاس”، ما جعلها أرخص ثمناً من منافساتها، وربما يكون قد تكبد خسائر نتيجة لذلك، وفقاً لبعض المحللين.

كما يعكف على تصميم تطبيقات واقع افتراضي للقاءات الاجتماعية والاجتماعات في أماكن العمل، بما في ذلك تطبيقات تتفاعل مع العالم الحقيقي.

رغم ما اشتهر به فيسبوك من شراءه للشركات المنافسة له، فإنه يزعم أن الميتافيرس “لن يُصمم بين عشية وضحاها من قبل شركة واحدة”، وتعهد بالتعاون مع شركات أخرى.

واستثمر فيسبوك 50 مليون دولار أمريكي في تمويل هيئات غير ربحية للمساعدة في “تصميم الميتافيرس بشكل مسؤول”.

وقبل أيام نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالاً بعنوان “فيسبوك تعتزم توظيف 10 آلاف شخص من أوروبا لتطوير الميتافيرس”

وجاء فيه أن «فيسبوك» تعتزم توظيف 10 آلاف شخص من دول الاتحاد الأوروبي في السنوات الخمس المقبلة للعمل على تطوير عالم الـ«ميتافيرس» الرقمي الموازي الذي يطمح إلى تحقيقه مؤسس الشبكة الاجتماعية الأميركية العملاقة ورئيسها مارك زوكربيرغ.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد عدّ نك كليغ والإسباني خافيير أوليفان، المسؤولان الكبيران في المجموعة التي تضم راهناً 63 ألف موظف، في مقال، أن «هذا الاستثمار هو بمثابة منح الثقة لقوة صناعة التكنولوجيا الأوروبية وإمكانات المواهب التقنية الأوروبية».

ولم يورد المقال المنشور على مدونة تفاصيل دقيقة عن الدول التي ستتركز فيها هذه الوظائف مستقبلاً ولم يوضح طبيعتها.

واكتفى المسؤولان بالإشارة إلى أن «الحاجة إلى مهندسين على درجة عالية من التخصص هي واحدة من أكثر أولويات (فيسبوك) إلحاحاً».

ما الشركات الأخرى المهتمة بالميتافيرس؟

لطالما تحدث تيم سويني، رئيس شركة إيبيك غيمز (التي تنتج لعبة فورتنايت)، عن طموحاته المتعلقة بالميتافيرس.

تستخدم ألعاب الفيديو متعددة اللاعبين والتي تمارس عبر الإنترنت عوالم تفاعلية مشتركة منذ عقود. هذه العوالم ليست ميتافيرس، لكنها تشترك معه في بعض الأفكار.

في الأعوام الأخيرة، وسعت فورتنايت من منتجاتها، حيث استضافت حفلات موسيقية وملتقيات لبناء العلامة التجارية، وغير ذلك، داخل عالمها الرقمي الخاص. أثار ذلك إعجاب الكثيرين ولفت انتباههم إلى ما يمكن تحقيقه، كما سلط الضوء على رؤية السيد سويني بشأن الميتافيرس.

هناك بعض الألعاب الأخرى التي تقترب أيضاً من مفهوم الميتافيرس. على سبيل المثال روبلوكس، التي تعد منصةً لآلاف الألعاب المنفردة التي ترتبط جميعاً بنظام بيئي أكبر.

وفي غضون ذلك، تستثمر “يونيتي”، وهي منصة لتطوير المنتجات ثلاثية الأبعاد، فيما يعرف “بالتوائم الرقمية” – وهي نسخ رقمية للعالم الحقيقي، كما أن شركة تصميمات الغرافيكس “نفيدا” تعكف حالياً على بناء ميتافيرس خاص بها، تصفه بأنه منصة للربط بين العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد.

هل يتعلق الأمر إذاً بالألعاب فقط؟

لا. رغم أن هناك الكثير من الأفكار حول الشكل الذي سيتخذه الميتافيرس، إلا أن غالبية الرؤى تضع التفاعل الإنساني في لب ذلك المفهوم.

فيسبوك على سبيل المثال، يقوم باختبار تطبيق للاجتماعات الافتراضية أطلق عليه “وركبليس” (أو مكان العمل)، ومنبر اجتماعي اسمه “هورايزونز” (أو آفاق)، وكلاهما يستخدم نظم أفاتار افتراضية خاصة به.

تطبيق “وركبليس” التابع لفيسبوك يتخيل اجتماعات افتراضية يستطيع الأشخاص خلالها استخدام حواسبهم في نفس الوقت

وهناك تطبيق آخر للواقع الافتراضي هو “في.آر.تشات” يركز تركيزاً كلياً على الالتقاء والدردشة عبر الإنترنت، ولا هدف له سوى استكشاف بيئات مختلفة ومقابلة أشخاص آخرين.

وربما كانت هناك تطبيقات أخرى بانتظار من يكتشفها.

سويني صرح مؤخراً للواشنطن بوست بأن لديه رؤية لعالم تستطيع فيه شركة تصنيع سيارات تسعى إلى الترويج لطراز جديد أن “تطرح سياراتها في الوقت الحقيقي، فيتمكن المرء من قيادتها في الحال في العالم الافتراضي.”

ربما عندما تذهب للتسوق عبر الإنترنت، سيكون بإمكانك قياس الملابس رقمياً أولاً، ثم تطلبها ويتم توصيلها إليك في العالم الحقيقي.

هل التكنولوجيا موجودة بالفعل؟

شهدت تكنولوجيا الواقع الافتراضي تطوراً كبيراً في الأعوام الأخيرة، حيث ابتُكرت نظارات باهظة الثمن بإمكانها خداع العين البشرية وجعلها ترى الأشياء بالأبعاد الثلاثية، بينما يتنقل اللاعب في العالم الافتراضي. كما أصبحت أكثر شيوعاً – فقد كانت نظارة “أوكيولاس كويست-2” التي تستخدم في ألعاب الواقع الافتراضي من بين الهدايا الرائجة خلال أعياد الميلاد في 2020.

وربما يشير تفجر الاهتمام بتقنية التشفير “إن.إف.تي”، التي قد تزودنا بوسيلة موثوقة لتتبع ملكية السلع الرقمية، إلى الكيفية التي سيعمل بها الاقتصاد الافتراضي في المستقبل.

والعوامل الرقمية الأكثر تطوراً سوف تكون بحاجة إلى اتصالية أكثر جودة واتساقاً وقابلية للتنقل – وهو شيء ربما يتحقق مع توسيع نطاق تقنية ال 5 جي.

حالياً، لا يزال كل شيء في مراحله الأولى. وتطور الميتافيرس – إذا حدث من الأصل، سوف يكون شيئاً تتصارع عليه شركات التكنولوجيا العملاقة على مدى العقود القادمة، وربما لأبعد من ذلك.

المصدر: BBC + وكالات