الرئيسية » تعيش على عمق 60 متر.. علماء يكتشفون أول دودة ذات 1306 أرجل

تعيش على عمق 60 متر.. علماء يكتشفون أول دودة ذات 1306 أرجل

عثر عمال المناجم عن دودة ألفية (ذات أكثر من 1000 قدم) تملك أكبر عدد من الأرجل بين كل الحيوانات المعروفة، في منطقة تعدين غرب أستراليا.

وذلك حسما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، أمس الخميس، مشيرة إلى أن الدودة “الفريدة من نوعها” تمتلك 1306 أرجل، وعُثِر عليها في عمق يصل إلى 60 متراً تحت الأرض في ولاية أستراليا الغربية في منطقة ينقب فيها عمال المناجم عن الذهب ومعادن أخرى منها الليثيوم والفاناديوم.

فيما أطلق الباحثون على النوع الجديد اسم Eumillipes persephone -ومعناها بيرسيفوني ذات الألف رِجل الحقيقية.

هذا الاكتشاف يحطم الرقم القياسي السابق الذي سجلته دودة Illacme plenipes، التي توجد في وسط كاليفورنيا، ولديها ما يصل إلى 750 ساقاً.

الدودة الشاحبة اللون التي تشبه الخيط من ذوات الألف رِجل، وطولها يصل إلى 95 ملليمتراً، وعرضها حوالي 0.95 ملليمتر، ولها رأس مخروطي الشكل، وفم على شكل منقار، وقرون استشعار كبيرة، يعتقد العلماء أنها قد تكون واحداً من مصادر المدخلات الحسية، لأنها بدون أعين.

كما أن هذا النوع له جسم طويل يشبه الخيوط، ويتألف من 330 قسماً، وبأرجل قصيرة. وكانت للإناث أرجل أكثر من الذكور.

 

كان فريق من الباحثين قد اكتشف مؤخراً الدودة الألفية أثناء إجراء تقييم الأثر البيئي تحت الأرض.

من جهته، وصف الدكتور برونو بوزاتو، عالم الأحياء في Bennelongia Environmental Consultants، الاكتشاف بأنه “توفيق كبير”، مضيفاً: “في رأيي، إنه حيوان مذهل… أعجوبة من أعاجيب الخلق”.

بوزاتو أضاف: “هذه الحيوانات فريدة من نوعها. بمجرد أن أدركت كم طولها… أدركت أنها بالضرورة شيءٌ مختلف تماماً”، مؤكداً أنها “أطول دودة عُثر عليها حتى الآن بين الديدان الألفية، وهي أول الحيوانات التي تستوطن الأرض. وتمكن هذا النوع على وجه الخصوص من التكيف مع العيش على عمق عشرات الأمتار في التربة… في بيئة قاحلة وقاسية”.

بدورها، قالت الدكتورة خوانيتا رودريغيز، الباحثة المعاونة وخبيرة الحشرات في “منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية”، إنَّ النوع الجديد قد طور على الأرجح طوله لتسهيل الحركة تحت الأرض.

في حين تابعت: “كلما طال جسمها، زادت قوتها في التحرك للأمام”، مشيرة إلى أنَّ أكثر من 300 قطعة من جسم الدودة الألفية ستعطيها قوة أكبر للحركة في المناطق الصخرية مثل الشقوق الصغيرة.

أيضاً أشار عالم الحشرات في جامعة فرجينيا للتقنية بول ماريك، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، إلى أنه “في السابق لم يكن من المعروف وجود دودة ألفية تمتلك ألف رِجل على الرغم من أن اسم الدودة الألفية يعني حرفياً ذوات الألف رِجل”.

يُشار إلى أنه عادة ما يكون للدودة الألفية ما بين مئة ومئتي رِجل.

ظهرت الديدان الألفية لأول مرة منذ أكثر من 400 مليون سنة، وهي من مفصليات الأرجل البطيئة الحركة المرتبطة بالحشرات والقشريات.

بينما يُعرف منها حالياً 13 ألف نوع تعيش في جميع أنواع البيئات وتتغذى على النباتات والفطريات المتحللة. وتلعب دوراً مهماً في النظام البيئي من خلال تحطيم المادة التي تتغذى عليها وتحرير الأجزاء المكونة لها مثل الكربون والنيتروجين والسكريات البسيطة.

جدير بالذكر أن الديدان الألفية تختلف عن مئويات الأقدام في أنَّ لديها زوجين من الأرجل في معظم أجزاء الجسم، في حين أنَّ المئويات لديها زوج واحد فقط.

 

اقرأ أيضاً: نبتة نادرة في غابات الأمازون حيرت العلماء على مدى 50 سنة

في أحد أكثر الأماكن خصوبة على سطح كوكبنا، تنمو نبتة خضراء -غير مثيرة للاهتمام- بين الكثير من النباتات الأخرى. ورغم الاستخدام الطويل لها في بعض مناطق الأمازون من قبل السكان المحليين الذين يطلق عليهم ماتشيجوينجا – Machiguenga، فإن المزيج الغريب لخصائص هذه النبتة قد حير العلماء على مدى 50 سنة.

يقول روبن فوستر عالم النبات في معهد سميثسونيان، الذي حصل على النبتة أول مرة في عام 1973: «لم أعتقد أنها مميزة، باستثناء حقيقة أن لديها خصائص نباتات تعود إلى عائلات نباتية عدة مختلفة»، وأضاف: «عادةً، أستطيع معرفة عائلة النبات عبر لمحة سريعة، ولكن لم أستطع تصنيف هذه النبتة».

وتزهر هذه النبتة الغامضة في غابة السهول الفيضية لنهر مانو في نهاية المواسم الرطبة والجافة، حاملةً إما أزهارًا ذكرية أو أنثوية. وخلال المواسم الرطبة والجافة، تتزين بثمار برتقالية شهية صغيرة على صورة فوانيس ورقية.

ولكن حتى تلك الثمار المميزة -التي تنتجها هذه النبتة، وتعد دسمة وحلوة المذاق- لم تساعد في إيجاد مكان لهذه النبتة على شجرة الحياة، إذ إن جميع العلماء الذين عرض العالم فوستر عينات من هذه النبتة عليهم تملّكتهم الحيرة، ولم يتمكنوا من تحديد العائلة النباتية التي يجب أن تكون جزءًا منها.

وقالت عالمة النبات في المتحف الميداني نانسي هينسولد: «حاولت معرفتها باستخدام بعض التقنيات البسيطة مثل غلي مبايض الأزهار وأخذ صور لحبوب اللقاح، وبعد هذا كله لا نزال نجهلها، لقد أزعجني ذلك حقًا».

وفشلت المحاولات الأولية لتحليل الحمض النووي (DNA) من العينات المجففة للنبتة، وذلك لأن المادة الوراثية كانت متدهورة جدًا. ولحسن الحظ، جمعت عالمة البيئة في متنزه مانو الوطني باتريسيا الفاريز لوايزا عينات أحدث.

وأخيرًا أظهرت الجينات المأخوذة من أنوية النبات ومن البلاستيدات الخضراء (أعضاء التركيب الضوئي) أنها تنتمي إلى عائلة من النباتات الاستوائية، التي تدعى بيكرامنياسي.

وأوضح أمين الحديقة النباتية في نيويورك وايت توماس ردة فعله قائلًا: «ما هذا الجنون! لا تبدو هذه النباتات كأي نبات آخر في العائلة».

إذ تتشابه بعض سمات أزهارها مع نبات آخر، وهو نوثوتاليزيا، الذي يعد أيضًا من عائلة بيكرامنياسي، وينمو في المنطقة ذاتها، ولكن ثمارها وأجزاءها الخضراء مختلفة جدًا.

بالتالي، فإن ما سبق ذكره من اختلافات، إضافةً إلى جينات هذه النبتة، يدعمون فكرة انتمائها إلى جنس آخر مختلف تمامًا، الذي أطلق عليه الباحثون اسم اينيغمانو والذي يعني: لغز مانو.

وأطلق توماس وزملاؤه على النبات اسم الفاريزييا لتكريم الفاريز لوايزا وعملها الرائد في علم البيئة والتعليم وحماية الموارد.

وقال مارتن تشيك -عالم تصنيف نباتات الحدائق الملكية في لندن، الذي لم يشارك في الدراسة- لشبكة CNN: «الآن هي مصنفة ضمن عائلة بيكرامنياسي، ونحن نتطلع إلى إيجاد مكونات ثانوية ممكنة الاستخدام كالأدوية المضادة للسرطان، التي تعد ميزة من ميزات هذه العائلة من النباتات».

وقد وجد العلماء أن موطن نبتة اينيغمانو الفاريزيي نادر ويختفي بسرعة، وأنها أصبحت تجمع من مواقع قليلة فقط، لذلك ينصح العلماء بتصنيفها؛ مهددة بالانقراض.

وأوضح فوستر: «لم تكتمل بعد دراسة النباتات عمومًا، ومنها نباتات الغابة الاستوائية، خاصة نباتات الأمازون، وتحديدًا تلك التي في الأجزاء العلوية منها».

وتعتبر النباتات هي الأساس لكل شيء يعيش في تلك المناطق وهي الأكثر أهمية للدراسة، إذ إنها الأساس لفهم التغييرات التي تحدث في المناطق الاستوائية، ولحماية ما تبقى منها، وترميم المناطق التي قضي عليها.