وُلد ذكر السلحفاة جوناثان حوالى عام 1832 قبل خمس سنوات من تتويج الملكة فيكتوريا على عرش المملكة المتحدة، عام 1837، وتوفيت عام 1901. لكن جوناثان ما زال على قيد الحياة، حيث يعيش الآن عامه الـ190.
وعليه، فإن جوناثان أقدم حيوان بري معروف على قيد الحياة اليوم. وهذا يجعله يقاسم اللقب مع توي مليلة، السلحفاة المشعة التي وصل عمرها إلى 190 عاماً على الأقل، وكانت مملوكة من قبل العائلة المالكة في تونغا بين 1777 و 1965، وقد قدمت هدية لها من المستكشف البريطاني الكابتن جيمس كوك خلال رحلته الثالثة والأخيرة في المحيط الهادئ بين أعوام 1776-و1780، وفق ما يورده موقع غينيس للأرقام القياسية.
في حياته، عاش جوناثان حربين عالميتين، والثورة الروسية، وسبعة ملوك على العرش البريطاني و39 رئيساً للولايات المتحدة.
تسبق سنة ميلاده المقدرة أيضاً إصدار بيني بلاك، أول طابع بريدي (1840)، وبناء أول ناطحة سحاب (1885) واستكمال برج إيفل (1887) أطول هيكل حديدي.
تشمل التواريخ التي عاصرها جوناثان في حياته الطويلة الصورة الأولى لشخص (1838)، وأول مصباح كهربائي اخترعه أديسون (1878) وأول رحلة طيران تعمل بالطاقة (1903).
بوصفه أقدم حيوان في العالم، عاش جوناثان أطول من أقدم شخص على الإطلاق بحوالى 65 عاماً. فأعظم عمر مصدَّق عليه للإنسان هو 122 سنة و 144 يوماً، حققته جين كالمنت (1875-1997) من فرنسا.
على الرغم من أن جوناثان وُلد في جزر سيشل بالمحيط الهندي، إلا أنه أقام، ولا يزال، في جزيرة سانت هيلينا التابعة لبريطانيا، والنائية جنوب المحيط الأطلسي منذ عام 1882، وتحديداً في المقر الرسمي للحاكم البريطاني.
ربما اشتهرت سانت هيلينا بكونها المثوى الأخير لنابليون بونابرت الذي نُفي هناك بعد هزيمته في معركة واترلو في عام 1815. لم يكن الإمبراطور المنفي وجوناثان قد التقيا، حيث مات الأول عام 1821 قبل وصول هذا الزاحف الذي حطم الرقم القياسي.
عندما أُحضِر جوناثان إلى سانت هيلينا، كان قد كبر بالفعل. استناداً إلى البيانات المعروفة لهذا النوع، يشير ذلك إلى أنه كان يبلغ من العمر حوالى 50 عاماً في ذلك الوقت (ومن هنا كان عام ميلاده التقديري 1832، ما يجعله الحيوان الأطول عمراً على الأرض).
جرى التعرف إلى جوناثان في جزيرة ألدابرا المرجانية، التي تشكل جزءاً من أرخبيل سيشيل، ومن بين جميع السلاحف الأخرى التي يعيش معها، قال العديد من المتخصصين في علم الحيوان، إن ثمة احتمالاً بأن جوناثان ينتمي إلى فصيلة عملاقة نادرة جداً في سيشل.
وكان يُعتقد سابقاً أن هذه الأنواع قد انقرضت، ولكن قد يكون هناك الآن نحو 80 نوعاً على مستوى العالم، وفقاً لمجموعة اختصاصيي السلاحف والمياه العذبة التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN.
بالنظر إلى عمره العظيم، فقد تجاوز جوناثان بالفعل متوسط عمره البالغ 150 عاماً، ويتمتع بصحة جيدة، لكنه أعمى بسبب إعتام عدسة العين، ويبدو أنه فقد كل حاسة الشم، لكنه يحتفظ بسمع ممتاز وشهية صحية، وفقاً للطبيب البيطري جو هولينز الذي يضيف أن جوناثان لا يزال لديه “رغبة جنسية جيدة” أيضاً، وهو مؤشر على الصحة الداخلية السليمة.
وفي العام 2021 احتفت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأقدم سلحفاة معمرة في العالم، يبلغ عمرها 188 عاما.
ونشرت صفحة غينيس عبر “فيسبوك” صورا للسلحفاة جوناثان، والتي تعد صاحبة الرقم القياسي لأكبر حيوان بري على قيد الحياة بالموسوعة.
المصدر: وكالات – ترجمات
اقرأ أيضاً: منها ما يستيطع تجديد أعضاءه.. 10 حيوانات غريبة تثير دهشة العلماء
يذهب العلماء بعيدا في البحث عن الكائنات الفضائية وغيرها من الكائنات خارج الأرض، مع أن بعض أشكال الحياة على الأرض أغرب مما قد يتخيله البشر من غرابة لدى سكان العوالم البعيدة، ولذلك تقدم مجلة لوبس (L’Obs) الفرنسية سلسلة من 10 حيوانات ذات قوى غريبة، أو على الأقل لا يمكن تخيل ما هي عليه حقيقة من خلال منظرها.
وفي مقال بقلم جان بول فريتز، تعطي المجلة ملخصا عن هذه الحيوانات الرائعة والغريبة في الوقت نفسه، وهي كائنات واقعية تعيش في الطبيعة.
السمندل المتجدد (Axolotl)
هذا الحيوان الصغير المكسيكي الموطن الذي يعيش كل حياته في الماء له وجه غريب مع نتوء به شعر خلف رأسه يمثل الخياشيم، ويبقى معظم الوقت في حالة اليرقات، من دون التحول إلى شكله البالغ، مع أن ذلك لا يمنعه من التكاثر.
هذا الحيوان لديه أيضا قدرات على التجدد لفتت انتباه المجتمع العلمي، فهو -كما يقول إيمانويل كورا كوستا عالم الأحياء في جامعة لا بلاتا (Universidad Nacional De La Plata) بالأرجنتين- يجدد كل شيء تقريبا في جسمه؛ يجدد الأطراف والقلب والرئتين والفك والعينين، حتى إنه يعيد تكوين جزء من دماغه إذا تعرض للتلف، وكل ذلك من دون ندوب.
ويقول باركر فلاورز من جامعة ييل (Yale University) -وهو عضو في فريق يدرس جينوم السمندل المعجزة- “إن هذا الحيوان يجدد كل عضو أصيب، إذا لم تكن إصابته مميتة”، وهو بالتالي لا يُقدر بثمن بالنسبة للباحثين المهتمين بقدرة جسم الإنسان على إصلاح نفسه، ولكنه للأسف مهدد بالانقراض في بيئته الطبيعية.
القارض الذي يعيش كالنملة
يسميه العلماء “هيتيروسيفال”، التي تعني أن رأسه غير منتظم الشكل، لكن معظم الناس يسمونه “جرذ الخلد العاري” (naked mole rat)، لأنه خال من الشعر، وهو تقريبا أصم وأعمى، لكن له بعض الخصائص المدهشة، ومن أهمها طريقة حياته، إذ يعيش في مستعمرات في أنفاق، مع تسلسل هرمي اجتماعي صارم للغاية وتحت سلطة الملكة، مما يعني أنه أقرب إلى التنظيم المعروف لدى أغلب الحشرات.
لهذا الخلد لغة أو لغات كالنقيق، وأظهرت الدراسات الحديثة أن لكل مستعمرة لهجتها الخاصة، والأم هي التي تقرر اللغة التي سيتم التحدث بها في مستعمرتها.
ولهذا الفأر ميزة أخرى مدهشة، فهو حيوان ثديي بدم بارد، لا يشعر بمعظم أشكال الألم، كما أنه قادر على البقاء في بيئات خالية من الأكسجين تقريبا عن طريق “التحول إلى نبات”، أو بشكل أدق من خلال التصرف بالطريقة نفسها التي تتصرف بها النباتات، كما أوضح فريق البروفيسور توماس بارك من جامعة إلينوي (University of Illinois).
أما ما يلفت انتباه علماء الأحياء وعلماء الوراثة إلى هذا الحيوان فهي مناعته ضد السرطان، حيث اكتشف الباحثون في جامعة كمبريدج (Cambridge University) أن هذه الحيوانات لديها القابلية نفسها للتأثر بالسرطان مثل الأنواع الأخرى، ولكن الطريقة التي يتم بها تنظيم خلاياها في أجسامها كانت تشكل آلية لمقاومة هذا المرض.
شبل دب الماء على سطح القمر
هذا الحيوان نُقل إلى محطة الفضاء الدولية، وتمت دراسته، وهو يوجد في جميع أنحاء الكوكب، وتحطم مسبار إسرائيلي احتوى على بضعة آلاف منه على سطح القمر في أبريل/نيسان 2019، والمحتمل جدا أن تكون هذه الكائنات نجت، ولو في حالة سبات.
ومع أن شبل دب الماء مجهري، فإن له قدرات هائلة، فهو بطيء المشية ويمكن أن ينجوا من فراغ الفضاء ودرجات حرارة تقترب من الصفر المطلق والماء المغلي، وإشعاع خطير وتأثيرات قوية مثل تلك التي تحدثها رصاصة البندقية.
يستطيع هذا الكائن البقاء على قيد الحياة في البيئات المعادية، إذ يتصلب تماما ثم يعود بعد ذلك إلى الحياة، ولكن السلبية الوحيدة لديه هي أن الاحتباس الحراري سيكون ضارا به، إذ أظهرت مجموعة من العلماء من جامعة كوبنهاغن (University of Copenhagen) أن دببة الماء لا تحب درجات الحرارة المرتفعة لفترات طويلة.
البلوب.. ذاكرة من دون دماغ
يحتل البلوب المرتبة الثانية في الاهتمام لدى البشر بعد الدببة المائية مباشرة، وهو ليس حيوانا أو نباتا أو بكتيريا أو عفنا أو فيروسا، بل يُصنف فيزاروم بوليسيفالوم (اسمه العلمي) على أنه كائن حي وليس خلويا، وهو بالتالي لا يتكون من خلايا، بل من شبكات من الأنابيب المترابطة التي يمكن أن تمتد عدة أمتار، وليست لديه أعضاء، ناهيك عن دماغ، وهو مع ذلك قادر على التعلم والتواصل.
وتساءل الكاتب: كيف يمكن الحفظ من دون خلايا عصبية؟ ولكن باحثين فرنسيين من مركز أبحاث الإدراك الحيواني أوضحوا عام 2019 أن “البلوب يتعلم تحمل مادة عن طريق امتصاصها”، كما ألقى فريق ألماني هذا العام الضوء على هذا اللغز قائلا “إن بنية شبكة هذا الكائن يمكن أن تكون بمثابة ذكرى للماضي”، كما قالت الأستاذة كارين عليم، المؤلفة المشاركة لهذه الدراسة.
حيوان يستيقظ بعد 24 ألف سنة
قال الكاتب إن حيوانا مجهريا استيقظ من سبات استمر 24 ألف عام، حيث تم اكتشاف هذه الميكروبات في التربة الصقيعية في سيبيريا من قبل فريق روسي، تمكن من تحديد تاريخ طبقة التربة المتجمدة التي كانت موجودة فيها، غير أن هذا الجسد ليس بكتيريا بسيطة، ولكنه حيوان متعدد الخلايا، وكان قادرا على التكاثر عن طريق التوالد العذري.
وأشار الفريق الروسي إلى أن الدراسة التي قام بها شكلت حتى الآن أقوى دليل على أن الحيوانات متعددة الخلايا يمكن أن تتحمل عشرات الآلاف من السنين، في حالة يتوقف فيها التمثيل الغذائي تمامًا تقريبًا”.
قنديل البحر يعيش إلى الأبد
يعرف “قنديل البحر الخالد” بأنه الحيوان الوحيد المعروف القادر على العودة إلى الطفولة، فهو يبدأ بيضة ثم يرقة ثم زوائد لحمية ثم ينتقل إلى سن الرشد، وهي قنديل البحر الذي يسبح بتكاسل في المياه، إلا أنه يمكن أن يتطور بالمقلوب، ليعود إلى حالة الزوائد اللحمية التي تلد قناديل بحر متطابقة وراثيا مع سابقتها، وبالتالي تبدأ في التقدم في السن مرة أخرى، في عملية تجعلها خالدة نظريا.
طائر متعدد الألوان وله رائحة كريهة
هذا الطائر، وإن لم يكن ابن عم ابن عرس، فإنه يشترك معه في خصائص الرائحة، فهو طائر جميل متعدد الألوان ذو ريش منتفخ معروف برائحته الكريهة في حجم الدراج تقريبا، ويتغذى حصريا على الأوراق.
وطائر الهواتزين (hoatzin) ضعيف الجناح كالدجاج، ومثل الأبقار لديه عدة جيوب في المعدة، حيث يحدث الهضم ببطء، والأوراق المتعفنة في جهازه الهضمي هي التي تولد الرائحة التي أكسبته لقب الطائر النتن، وهو يعيش في الغابات الاستوائية في أميركا الجنوبية.
نملة الباندا
تُعرف بهذا الاسم لأنها تشبه إلى حد ما باندا مصغرة لديها زوج إضافي من الأرجل، وقد يظنها من ليست لديه دراية بتصنيف الحشرات نملة، لأن أفراد “إسبينولا” (euspinolia) وأبناء عمومتها من “النمل المخملي” تشبه النمل، وإن كانت أقرب الأقارب للدبور مع أن الإناث ليست لها أجنحة.
تعيش نملة الباندا في تشيلي، ولها لدغة لا تتردد في استخدامها، وتضع بيضها بين يرقات النحل وأنواع الدبابير الأخرى، لتتغذى على يرقات مستضيفيها.
الحبار العملاق وحش أسطوري
الحبار العملاق ليس عملاقا تماما، إذ يزن أكبر حيوان بالغ تم اكتشافه منه طنا، ويبلغ طوله نحو 13 مترا، وهو يعيش في الأعماق البعيدة، ويتغذى على الأسماك والحبار الآخر، وقد رؤي حيا لأول مرة عام 2006.
وتمكن العلماء من ترتيب تسلسل الجينوم لدى الحبار العملاق في أوائل عام 2020، وهو يتألف من 2.7 مليار زوج قاعدي، أو 90% من حجم الجينوم البشري، ويبلغ قطر عيون هذا المخلوق 30 سنتيمترا، وهي الأكبر في مملكة الحيوان كلها، ولكنه لا يعيش أكثر من 5 سنوات تقريبا.
الأرغونوت الشراعية.. رخويات العام
ليست لرخويات “الأرغونوت أرغو” قدرات خاصة غير مظهرها، وهو الذي أكسبها مسابقة جمال “رخويات عام 2021″، إذ اختارت لجنة تحكيم من المتخصصين 5 متسابقين من أصل 120 ترشيحا، وصوّت الجمهور على الإنترنت للفائز وهو من نوع “أرغونوت أرغو” الذي أعلن في الأول من فبراير/شباط الماضي.
ولدى الأنثى من هذه الرخويات أذرع خاصة تشبه المجاديف وتفرز قشرة خزفية بسماكة ورقة، تشكل بالنسبة لها ما يشبه القارب لحماية بيضها، وهي مفترس شرس رغم سلوكها الهادئ، لأنها تحقن بالسم فرائسها من رخويات أعماق البحار.
المصدر : لوبس – إعداد: الجزيرة نت