الرئيسية » صور حديثة تكشف لغز “المنزل الغامض” على القمر

صور حديثة تكشف لغز “المنزل الغامض” على القمر

المنزل الغامض” أو “مكعب القمر” هذا ما أطلق على شكل ظهر في صور التقطها برنامج الفضاء الصيني على سطح القمر، والذي تبين فيما بعد أنه صخرة.

ووفق تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” التقطت مركبة “Yutu-2” الصينية في نوفمبر الماضي صورة “لشيء غريب على سطح القمر” والتي أظهرت مسطحا يشبه مكعب هندسي، حيث بدا شكله دقيقا جدا بحيث لا يمكن أن يكون مجرد صخرة على القمر.

ونقلت الصحيفة عن موقع تابع لإدارة الفضاء الصينية، أن “الشكل الهندسي المثالي على ما يبدو كان مجرد خدعة في الصورة للزاوية والضوء والظل” والتي تبين أنها مجرد صخرة.

وأظهرت صور حديثة التقطتها المركبة الصينية أن ما كان يشبه “الكوخ الغامض” لم يكن كوخا على الإطلاق، وهو مجرد صخرة فقط.

 

وقطعت مركبة “Yutu-2” الصينية أكثر من 1000 متر منذ وصولها قبل نحو ثلاث سنوات على الجانب البعيد من القمر، وهي تعتبر أول مهمة تهبط في فوهة فون كارمان.

وتعتبر الصور “غير الواضحة” أمرا شائعا في تاريخ استكشاف الفضاء، سواء التي يرصدها علماء فلك ينظرون من خلال التلسكوبات أو لصور تلتقطها كاميرات على مركبات في الفضاء، الأمر الذي يجعلهم يحتاجون للتأكد أكثر من مرة والتقاط صور جديدة.

وهذا ليس أول أمر غريب تكشفه مركبة يوتو 2 على جانب القمر البعيد عن الأرض، ففي عام 2019 ظهرت مادة غريبة تشبه الهلام، اتضح أنها صخور قمرية ذابت وتحولت إلى زجاج نتيجة ارتطام أيضًا.

يتعرّض القمر لكثير من الاصطدامات لأنه غير محمي بغلاف جوي، ونظرة فاحصة إلى الكوخ الغامض، ستخبرنا شيئًا ما عن القمر، حتى لو لم يكن عن وجود مخلوقات فضائية.

وإذا كانت صخرة حفرت تحت سطح القمر، فربما نتمكن من معرفة شيء عن تكوين القمر تحت الطبقة العليا من الصخور والحطام. لذلك يحرص علماء وكالة الفضاء الوطنية على إلقاء نظرة فاحصة.

رُصدت الصخرة خلال اليوم السادس والثلاثين من عمليات مركبة يوتو 2 على القمر. وهي حاليًا في يومها القمري السابع والثلاثين، بعد الهبوط في يناير 2019.

وقد حُدد أنه خلال مدة ثلاثة أشهر، ستتم مركبة يوتو 2 والمركبة الفضائية تشانغ 4، مهماتهما للسنة الثالثة؛ وما تزالان قادرتين على أداء مهامهما.

اقرأ أيضاً: الصين تستعد لإرسال بعثات إلى القطب الجنوبي للقمر

ذكرت الهيئة الوطنية الصينية للفضاء أن الصين وافقت على المرحلة الرابعة من برنامجها لاستكشاف القمر، بما في ذلك بناء محطة بحثية على القمر في غضون العقد المقبل.

وقال نائب رئيس الهيئة، وو يان هوا، إن بلاده ستنفذ مهمات استكشاف القمر “تشانغ آه-6″ و”تشانغ آه-7″ و”تشانغ آه-8” في المستقبل.

ووفق المخططات سيتم اطلاق مسبار “تشانغ آه-7” إلى القطب الجنوبي للقمر أولا. ونظرا لأن المسبار “تشانغ آه-6” سيكون داعما لمهمة “تشانغ آه-5” لإعادة العينات، فسيتم إطلاقه بعد “تشانغ آه-7” لإحضار عينات من القطب الجنوبي للقمر. وستكون مهمة “تشانغ آه-8” بعد “تشانغ آه-6″، وهي خطوة نحو بناء نموذج لمحطة بحثية علمية على القمر.

وأضاف وو: “إننا نستعد أيضا للعمل مع روسيا لبناء النموذج الأساسي للمحطة البحثية على القمر”، موضحا أن “بناء المحطة سيضع أساسا صلبا لنا لاستكشاف بيئة القمر وموارده بشكل أفضل، بما في ذلك كيفية استخدام الموارد القمرية وتطويرها بشكل سلمي”.

وتم إطلاق مسبار “تشانغ آه-5” في عام 2020 وأعاد ما مجموعه 1731 غراما من العينات القمرية. وتشغل الصين حاليا مركبة الهبوط ومركبة التجوال “يويتو-2” لمهمة “تشانغ آه-4” على الجانب البعيد من القمر. وحقق مسبار “تشانغ آه-4” هبوطا سلسا على فوهة فون كرمان في حوض أيتكين بالقطب الجنوبي على الجانب البعيد من القمر في عام 2019.

 

اقرأ أيضاً: مشاهد رائعة تظهر كيف سيبدو اصطدام الكويكبات بالقمر

يتعرض القمر باستمرار لقصف الكويكبات وتقريبا جميع التأثيرات لا نراها على الأرض، لكن رسوما متحركة مذهلة تمنحنا فرصة لمشاهدة ما قد تبدو عليه هذه الأحداث الكونية في الواقع.

ويُظهر مقطع فيديو شاركته Hazegrayart، وهي قناة على “يوتيوب” تقدم رسوما متحركة حول كيفية عمل الصواريخ، كيف سيبدو سطح القمر متضررا بالصخور الفضائية، نظرا لأن التقاطها بالتلسكوبات أمر نادر الحدوث.

وتومض الأضواء الصغيرة على سطح القمر في الرسوم المتحركة التي مدتها ثلاث دقائق، والتي تمثل الكويكبات التي تصطدم بسطحه، والنظرة الفاحصة تُظهر عرضا مذهلا بعد تأثير صخرة الفضاء – الاصطدام مثل انفجار النار. وأكثر من 6100 رطل من مادة النيزك تضرب القمر يوميا، أي ما يقرب من 100000 صخرة فردية، لكن معظم الأجسام بحجم ذرة من الغبار.

ومع ذلك، لولا صد القمر للصخور الفضائية، لكانت الأرض ستُضرب بدلا من ذلك.

ويقع القمر على بعد حوالي 240 ألف ميل من الأرض، حيث يسلط الضوء علينا ليلا، ويخلق مدا مرتفعا ومنخفضا، ويوفر للحيوانات وسيلة هجرة طبيعية وأداة ملاحية.

ويبلغ عمره حوالي 4.53 مليار سنة، بينما يبلغ عمر الأرض حوالي 4.54 مليار سنة.

وعلى الرغم من أن العلماء ليسوا متأكدين تماما من كيفية تكوين القمر، إلا أن النظرية الجارية تشير إلى أنه ظهر أثناء تصادم بين الأرض وكوكب أصغر، بحجم كوكب المريخ.

ويتعرف الاتحاد الفلكي الدولي حاليا على 9137 حفرة على سطح القمر، منها 1675 حفرة مؤرخة.

 

ويسافر أبطأ الكويكبات 45000 ميل في الساعة، بينما الأسرع هو أكثر من 160 ألف ميل في الساعة. وفي مثل هذه السرعات، حتى تلك الصغيرة لديها طاقة لا تصدق – يمكن لواحد بكتلة 10 أرطال فقط أن يحفر حفرة يزيد عرضها عن 30 قدما، وإلقاء 165000 رطل من التربة والصخور القمرية على مسارات باليستية فوق سطح القمر.

وفي عام 2013، أعلنت وكالة ناسا أن التلسكوب التقط لحظة اصطدام نيزك بوزن 88 رطلا بالقمر.

وقال بيل كوك، من مكتب البيئة النيزكية التابع لناسا في مركز مارشال لرحلات الفضاء في هنتسفيل، ألاباما، في بيان: “انفجرت في وميض يبلغ سطوعه ما يقرب من 10 أضعاف سطوع أي شيء رأيناه من قبل”.

وقالت ناسا إن الفلاش كان ساطعا لدرجة أن أي شخص ينظر إلى القمر في لحظة الاصطدام يمكن أن يراه من دون تلسكوب.

المصدر: ديلي ميل