قبل يومين من بدء تشغيل شبكات الجيل الخامس، في عموم الولايات المتحدة، حذرت شركات طيران أميركية من أن ذلك قد يؤدي إلى فوضى في الرحلات الجوية، وقد يؤدي إلى كارثة، ما أثار التساؤلات حول سبب هذا التحذير ودوافعه.
في بداية عام 2021، حازت شركتا “فيرايزون” و”آي تي أند تي” على عقود بحوالي 80 مليار دولار لتشغيل شبكات الجيل الخامس بالولايات المتحدة، إلا أنه تم إرجاء إطلاق المشروع مرتين بسبب تحذيرات شركات الطيران ومصنعي الطائرات، المتخوفين من تداخل نظام الاتصالات الجديد مع الأجهزة التي تستخدمها الطائرات لقياس الارتفاع.
وقال رؤساء شركات طيران، في رسالة لوزير النقل، بيت بوتيدجيج، ومسؤولين حكوميين: “نكتب إليكم بشكل عاجل لنطلب أن يتم تشغيل شبكات الجيل الخامس في كل مكان في البلاد باستثناء مسافة ميلين تقريبا من مدارج المطارات، كما حددت ذلك إدارة الطيران الفدرالية “أف دي آي” في 19 يناير 2022″.
ما سبب الأزمة؟
من المقرر أن تنشر شركتا الاتصالات شبكة الجيل الخامس في نطاق 3.7 إلى 3.98 غيغاهرتز على الطيف المعروف باسم النطاق “سي”، في حين تعمل أجهزة قياس الارتفاع في نطاق 4.2 إلى 4.4 غيغاهرتز.
وما يقلق شركات الطيران أن الترددات التي ستنتشر في نطاقها شبكة الجيل الخامس، قريبة من الترددات التي تعمل عليها أجهزة قياس الارتفاع التي تقيس المسافة التي تقطعها الطائرة فوق سطح الأرض، مما يسهل من عمليات الهبوط الآلي والمساعدة في رصد تيارات الرياح الخطرة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الطيران يونايتد إيرلاينز، سكوت كيربي، الشهر الماضي، إن توجيهات تشغيل شبكة الجيل الخامس ستمنع استخدام أجهزة قياس الارتفاع الراديوية في حوالي 40 مطارا من أكبر المطارات الأميركية.
وحذرت شركات الطيران الأميركية من أن التوجيهات قد تعطل ما يصل إلى أربعة في المئة من الرحلات اليومية.
وقال كيربي إنه “إذا تُركت المسألة دون حل، فقد يعني ذلك أنه في المطارات الأميركية الرئيسية، في حالة سوء الأحوال الجوية أو الغطاء السحابي أو حتى الضباب الدخاني الكثيف، فإنه لا يمكنك القيام بذلك إلا بالطرق البصرية بشكل أساسي”.
لكن شركتي الاتصالات اللتين حازتا عقود نشر شبكة الجيل الخامس، تجادلان بأن النظام تم نشره في حوالي 40 دولة أخرى، دون مشكلات بشأن تداخل الطيران.
وقالت الشركتان إنهما وافقتا على مناطق عازلة حول 50 مطارا في الولايات المتحدة، على غرار تلك المستخدمة في فرنسا، لمدة ستة أشهر لتقليل مخاطر التداخل.
لكن شركات الطيران تقول إن الترددات التي ستنتشر عليها شبكة الجيل الخامس في أوروبا أقل من المعروضة في الولايات المتحدة.
ووضع الاتحاد الأوروبي في عام 2019 معايير لترددات شبكة الجيل الخامس، متوسطة المدى في نطاق 3.4 إلى 3.8 جيجاهرتز، وهو تردد أقل من الخدمة المقرر طرحها في الولايات المتحدة.
وتم بيع النطاق الترددي بالمزاد العلني في أوروبا ويتم استخدامه في العديد من الدول الأعضاء في الكتلة البالغ عددها 27 دولة حتى الآن دون مشكلة.
وكلما زاد التردد في الطيف، زادت سرعة الخدمة والحصول على القيمة الكاملة من شبكة الجيل الخامس، لكن شركة “فيرايزون”، قالت إنها لن تستخدم طيفا أقرب إلى النطاق الأعلى (3.98 غيغاهرتز) لعدة سنوات.
لكن مجموعة التجارة اللاسلكية الأميركية، في شهادتها للجنة الاتصالات الفيدرالية، قالت إنه تم تشغيل شبكة الجيل الخامس للهواتف المحمولة، في كوريا الجنوبية على نطاق ترددي ما بين 3.42 إلى 3.7 غيغاهرتز ولم يتم الإبلاغ عن تداخل مع الموجات الراديوية منذ تسويق الشبكة في أبريل 2019، كما تعمل المحطات اللاسلكية للاتصالات المتنقلة بشبكة الجيل الخامس حاليا بالقرب من المطارات، ولم ترد تقارير عن حدوث مشكلات.
المصدر: روتيرز