أعلنت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” إحالة محطة الفضاء الدولية على التقاعد بحلول نهاية عام 2030. بعد هذا التاريخ، ستدفعها نحو السقوط في جزء بعيد من المحيط الهادئ يُعرف باسم “نقطة نيمو”.
وقالت “ناسا”، في خطة مفصّلة الإثنين، إنّ منصات الفضاء التي تشغل تجارياً ستحلّ محل محطة الفضاء الدولية كمكان للتعاون والبحث العلمي.
وأوضح المسؤول في “ناسا” فيل مكاليستر، وفق ما أوردته الوكالة على موقعها الإلكتروني، أنّ “القطاع الخاص قادر تقنياً ومالياً على تطوير وتشغيل وجهات تجارية في مدار أرضي منخفض بمساعدة وكالة ناسا. ونتطلع إلى مشاركة دروسنا المستفادة وخبرة العمليات مع القطاع الخاص”.
وتابع أنّ “التقرير الذي قدّمناه إلى الكونغرس يصف بالتفصيل خطتنا الشاملة لضمان الانتقال السلس إلى الوجهات التجارية بعد تقاعد محطة الفضاء الدولية في عام 2030”.
وتؤكد ناسا أن فحوصات السلامة للهيكل العلوي أظهرت أنها آمنة حتى عام 2030، لكن كل عملية إرساء وفك جديدة تضيف مزيداً من الضغط، وبدأت المشكلات في بعض الوحدات الروسية، بما في ذلك التسريبات المتكررة، في الازدياد.
وفي التقرير تقول “ناسا” إنّ الخطة تهدف إلى إسقاط محطة الفضاء الدولية على الأرض في منطقة غير مأهولة جنوب المحيط الهادئ تسمى “نقطة نيمو”، وهي مقبرة مائية للعديد من المركبات الفضائية الأخرى.
وتم إطلاق محطة الفضاء الدولية في تشرين الثاني 1998، وهي الآن مستثمرة بشكل مستمر منذ تشرين الثاني 2000، حيث “تقف كمنارة للتعاون الدولي”، مع الولايات المتحدة وروسيا ووكالة الفضاء الأوروبية التي تتولى زمام المبادرة.
وتقع المنطقة على بعد نحو 3000 ميل من الساحل الشرقي لنيوزيلندا و2000 ميل شمال القارة القطبية الجنوبية، وتشير التقديرات إلى أنّ الدول التي ترتاد الفضاء مثل الولايات المتحدة وروسيا واليابان والدول الأوروبية قد أغرقت أكثر من 263 قطعة من الحطام الفضائي هناك منذ 1971.
خطط ناسا
ووفق تقرير نشره موقع “Vox” فإنه بعد إغلاق محطة الفضاء الدولية، سيحل مكانها مجموعة محطات فضائية جديدة، والتي يتخوف أن توجد حالة من التوترات السياسية والاقتصادية.
ويشير التقرير إلى أن وكالة الفضاء الأميركية، ناسا، ستعمل على تقليص وجودها في المدار حول الأرض، حيث تريد أن توجد محطات أقرب للقمر أو المريخ، وقد تقوم بتأجير مرافق لروادها في محطات فضائية جديدة تديرها شركات خاصة.
وبعد إغلاق محطة الفضاء الدولية المفترض، سيتم توجيهها باتجاه الغلاف الجوي حيث ستحترق وتتفكك، وسيصبح أمام الدول عدة محطات فضائية يمكنها أن تجد لرواد الفضاء مكانا فيها، بما يسمح بتعزيز برامج الفضاء الدولية من خلال استغلال مشاريع القطاع الخاص في الفضاء.
روبين جاتينز، مدير ناسا لمحطة الفضاء الدولية، قال “إن الشركات التجارية أصبح لديها القدرة على الاستثمار في الفضاء، ولا نريد التنافس مع ذلك”.
وأضاف نريد تحويل “مدار الأرض ليكون مستثمرا من قبل القطاع الخاص، حتى تتمكن الحكومة ووكالة ناسا من استخدام مواردها للقيام بمهام أصعب في الفضاء”.
ويمكن لشركات كبرى مثل لوكهيد مارتن، وبلو أوريغين، وكبار المستثمرين إطلاق 4 محطات فضائية في مدار الأرض خلال العقد المقبل.
كما تقوم ناسا ببناء محطة فضائية ستطلق عليها اسم “بوابة القمر”، والتي يتوقع تبدأ في إنشائها في للفضاء في 2024، كما تخطط الهند وروسيا لإطلاق محطات فضائية خاصة بهما، فيما تقوم الصين حاليا بإنشاء محطة فضاء خاصة بها حاليا.
محطة الفضاء الدولية استغرق بناؤها 42 رحلة تجميع، بتكلفة تقدر بـ 100 مليار دولار، حيث تضم 16 وحدة مترابطة صالحة للسكن، ويوجد حاليا 11 رائد فضاء من أربعة دول مختلفة على متنها.
المصدر: وكالات