تشهد أسواق حلب وريفها إرتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية الضرورية في ظل الإستقرار النسبي لإسعار صرف الليرة مقابل الدولار منذ فترة إلا أن الأوضاع بقية كما هي بالرغم من كل المناشدات لضبطها ومكافحة الإحتكار والمضاربة التي يمارسها التجار في المناطق المحررة , وكما أن الظروف الحالية كانت في جزء كبير منها جراء إغلاق المعابر مؤخراً بسبب الإشتباكات والظروف الأمنية الحرجة والتي إستدعت الجانب التركي لإغلاق المعابر لفترات مؤقتة لتعود لتفتح من جديد مؤخراً.
يذكر أن أغلب المواد الغذائية الضرورية تم بيعها إلى المناطق التي لازالت تحت سيطرة النظام في حلب ودمشق تحت ناظري الهيئة الشرعية وجهات أخرى لعدم قدرتها على ضبط المعابر وإيجاد البديل الحقيقي للتجار والسماسرة الذين لا تهمهم إلا تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح ولو على حساب تجويع الناس في مناطقهم , ومثال هذه المواد البطاطا التي تزرع في المناطق المحررة بكثافة ولكن بطرق معينة يتم تهريبها إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام وبإسعار خيالية وتصبح بذلك سلعة صعبة المنال على 90 بالمئة من سكان المناطق المحررة حيث بلغ سعر الكيلو الواحد ما يقارب 150 ليرة سوري , وكذلك القمح الذي تم تهريب جزء كبير منه عبر تجار مما أدى لإحداث فجوة كبيرة في الأمن الغذائي في مناطق الثوار .
كما تشهد الأسواق مع الأيام الأولى إرتفاع حاد في أسعار المحروقات على الرغم من توافرها وإنتاجها بوسائل غير مكلفة إلا أنها تشهد كل هذا الإرتفاع بسبب رواج التهريب إلى الأسواق التركية عبر وسطاء وبكميات ضخمة وبرعاية جهات تنتمي للثورة , وقد ناشد الناس كل الجهات بتحمل مسؤلياتها وضبط التهريب ولكن لم يتحقق من مناشداتهم شيئ , على الرغم من أهمية مادة المازوت في التدفئة ودخول الطاقة كل مفاصل الحياة اليومية مما يؤدي لزيادة بؤس وفقر الناس القاطنين في المناطق المحررة ويدفعهم لإيجاد بدائل بدائية كقطع الأشجار للتدفئة والطبخ
الرئيسية » أسواق حلب إرتفاع أسعار غير مسبوق في المواد الغذائية والمحروقات مع الأيام الأولى من الشتاء