تسبّب حظر غربي محتمل على النفط الروسي، في ارتفاع كبير في أسعار الخام مجدداً، وتراجع في البورصات العالمية التي تتخوّف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
واقترب سعر برميل خام «برنت» بحر الشمال من 140 دولاراً، مساء أمس، ودنا من مستواه القياسي البالغ 147.50 والمسجّل في تموز 2008.
بعد انخفاضها من 4% إلى 6% الجمعة، فتحت البورصات الأوروبية على انخفاض كبير مرة أخرى. وصباحاً انخفضت بورصة فرانكفورت بنسبة 4.48%، وباريس 4.25%، وميلانو 5.28%، في حين تراجعت بورصة لندن التي كانت الأكثر مرونة منذ بداية هذه الأزمة 2.42%.
وفي السياق نفسه، تجاوز سعر أونصة الذهب لفترة وجيزة 2000 دولار، في سابقة منذ آب 2020، وارتفع الدولار بنسبة 0.66% أمام اليورو.
وأمام تفاقم الوضع في أوكرانيا، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يناقشان «بشكل كثيف» إمكان حظر الواردات من النفط الروسي.
إلا أنّ الأوروبيّين يعتمدون موقفاً أكثر حذراً، إذ إنّ دولاً عدة في أوروبا مثل ألمانيا، تعتمد بشكل وثيق على النفط والغاز الروسيّين.
ومع أنّ النفط الروسي لا يخضع راهناً لعقوبات مباشرة نظرياً، إلا أنه لا يجد من يشتريه تقريباً، ما يؤثّر كثيراً على العرض العالمي.
وجاء في مذكّرة صادرة عن «National Australia Bank»، اليوم: «إذا لم تتوقف الحرب، لا يظهر أي شيء في الأفق من شأنه إبطاء» ارتفاع أسعار النفط.
وقال المحلّل لدى «Swissquote Bank»، إيبيك أوزكاردسكايا إنّ «من المرجّح أن يؤدّي الارتفاع المطوّل في أسعار النفط والمواد الأولية، إلى قيام الاقتصادات الأوروبية بترشيد الاستهلاك، وسيؤثّر على التعافي الاقتصادي وأرباح الشركات في عام 2022».
الألومنيوم والنحاس في أدنى مستوى
نبّه صندوق النقد الدولي السبت، من أن تصاعد النزاع في أوكرانيا ستكون له تداعيات اقتصادية «مدمّرة» على المستوى العالمي.
وإلى جانب النزاع بحدّ ذاته، سيكون للعقوبات المفروضة على روسيا «تأثير كبير جداً على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية، مع تداعيات جانبية على دول أخرى» وفق الصندوق.
من جهته، يرى المحلّل لدى «CMC Markets»، مايكل هيوسن، أنه: «في حين أصبحت آفاق النمو الاقتصادي قاتمة، فإن التضخّم أسوأ، لأن أسعار الطاقة والمواد الأولية الزراعية ارتفعت بشكل كبير منذ مطلع العام، وهذا المزيج السلبي يطرح مشكلة كبيرة للبنوك المركزية».
كذلك استمرت أسعار المعادن في الارتفاع، حيث تجاوز الألمنيوم عتبة 4000 دولار للطنّ للمرة الأولى، ووصل النحاس إلى مستوى تاريخي جديد بلغ 10845 دولاراً للطن.
في هذا السياق، سيدقّق المستثمرون الخميس في مؤشّر أسعار الاستهلاك في الولايات المتحدة في شباط، وسيخصّصون اهتماماً كبيراً لاستنتاجات اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي في اليوم نفسه.
أ.ف.ب