الرئيسية » اكتشاف مدينة قديمة للهنود الحمر في قاع بحيرة بغواتيمالا

اكتشاف مدينة قديمة للهنود الحمر في قاع بحيرة بغواتيمالا

كتشف فريق من العلماء يمثّل دولا مختلفة مدينة تابعة لحضارة المايا في قاع بحيرة (أتيتلان)، بصفتها أكبر بحيرة في غواتيمالا.

أفادت بذلك الثلاثاء 5 أبريل صحيفة “ميلينيو” المكسيكية في موقعها الإلكتروني على الإنترنت.

وفقا لحسابات العلماء، كان من الممكن بناء المدينة في القرن الخامس قبل الميلاد تقريبا في منطقة تقع في جزيرة تحيط بها المياه. وتوقع العلماء أن ماء البحيرة غمر المدينة على الأرجح بسبب النشاط البركاني. وتحتل بحيرة (أتيتلان) في الوقت الراهن حوضا بركاني المنشأ على ارتفاع يزيد عن 1500 متر فوق منسوب البحر.

وتمكن العلماء من اكتشاف بقايا لمراكز الاحتفالات والمنازل واللوحات وغيرها من الهياكل على عمق 12 – 20 مترا. وشارك في دراستها علماء الآثار من الأرجنتين وبلجيكا وغواتيمالا وإسبانيا والمكسيك وفرنسا، الذين يتخصصون في البحوث تحت المائية.

وتوصل العلماء إلى استنتاج مفاده بأن المساحة الإجمالية للمستوطنة يمكن أن تصل إلى 60 ألف متر مربع. ويتوقع أن ينشأ في المستقبل متحف في منطقة (أتيتلان)، حيث سيعُرض نموذج رقمي للمدينة القديمة.

يذكر أن حضارة المايا بلغت ذروتها أعوام 300-900 بعد الميلاد، وبحلول الوقت الذي اكتشف فيه الأوروبيون أمريكا، كانت قد سقطت في الاضمحلال. وكانت مدنها ومستوطناتها تقع على أراضي دول حديثة مثل هندوراس وغواتيمالا والمكسيك والسلفادور.

وفي مطلع فبراير عام 2018، أصبح من المعروف أن استخدام رادارات الليزر سمح للعلماء باكتشاف حوالي 60 ألف مبنى من مباني المايا المخبأة في الغابات بشمال غواتيمالا. وحسب تقديرات أولية، كان يمكن أن يعيش فيها حوالي 10 ملايين نسمة.

 

اقرأ أيضاً: سكان شرق آسيا عرفوا صناعة الأصباغ قبل 40 ألف عام

تشير الدلائل الأثرية الحالية إلى أن الإنسان كان موجودًا في شمال آسيا قبل 40 ألف عام على الأقل، ومع ذلك، فإن الكثير عن حياة هذه الشعوب المبكرة والتكيُّفات الثقافية لها، وتفاعُلاتها المحتملة مع المجموعات القديمة في ذلك الوقت، ظل مجهولًا.

ووفق دراسة نشرتها دورية “نيتشر” (Nature) فقد عثر فريق بحثي دولي على أقرب دليل معروف على معالجة “المُغْرَة” في شرق آسيا، و”المُغْرَة” هي خليط من أكسيد الحديد والطين يوجد في الطبيعة، وقد يكون أَصفر أَو أحمر أو بني اللون، ويُستعمل في صناعة الأصباغ وأعمال البناء.

ويرتبط استخدام “المُغْرَة” بالسلوكيات الرمزية الموجودة في الثقافة البشرية الحالية، وتقدم الأدوات الحجرية المتميزة الشبيهة بالشفرة التي عُثر عليها في موقع في شمال الصين رؤى جديدة حول بدايات انتشار الإنسان في المنطقة؛ إذ اكتشف الباحثون مواد معالجة المُغْرَة جنبًا إلى جنب مع مجموعة من الأدوات المبتكَرة المكتشَفة في منطقة حوض “شياوتشانغليانغ” بشمال الصين.

ويتمتع حوض “شياوتشانغليانغ” بثروة من المواقع الأثرية التي تتراوح أعمارها بين مليونين إلى 10 آلاف سنة ماضية، ما يوفر إحدى أفضل الفرص لفهم تطوُّر السلوك الثقافي في شمال شرق آسيا.

من جهته، يؤكد “فرانسيسكو دو إريكو” -مدير الأبحاث، والأستاذ في علم الأركيولوجي في جامعة بوردو الفرنسية، والمؤلف المشارك في الدراسة- أن النتائج تكشف عن وجود طبقة أرضية رئيسية تعود إلى حوالي 40 ألف عام.

يقول “إريكو” في تصريحات لـ”للعلم”: تحتوي تلك الطبقة الأرضية على أقدم أدوات لمعالجة “المُغْرَة” في شرق آسيا، وهي عبارة عن مجموعة مميزة من الأدوات الحجرية المصغرة مع أدوات شبيهة بالشفرة تحمل آثار حفر، وأداة عظمية، وتشتمل القطع الأثرية على قطعتين من “المُغْرَة” بتركيبات معدنية مختلفة وبلاطة مطولة من الحجر الجيري مع مناطق ناعمة تحمل بقعًا صبغية، وكلها على سطح من الرواسب الملطخة باللون الأحمر.

يضيف “إريكو”: سكن الإنسان شمال الصين منذ حوالي 40 ألف عام، وتُظهر الأدلة التي عثرنا عليها أن وصول السكان المعاصرين إلى منطقة “شيامابي” الصينية كان مرتبطًا بالتغيرات الثقافية، وتحدد المجالات التي حدثت فيها هذه التغييرات، التي تمثلت في استخدام الصباغ الأحمر، وأدوات العظام البسيطة، والتكنولوجيا الحجرية، والتقطيع المعقد للأدوات الحجرية التي تنطوي على استخدام مقابض العظام والمواد اللاصقة.

ويتابع: يشير الطابع المختلط لهذا التكيُّف الثقافي إلى أن الانتقال إلى ما يُسمى بالثقافات الحديثة لم يحدث فجأةً كنتيجة لموجة استعمار مفاجئة من قِبل الإنسان، ولكن في مراحل متتالية، أعمل بالتعاون مع زملائي الصينيين منذ ما يقرب من عشر سنوات، ولا سيما في مجالات البحث عن أقدم حالات الحلي الشخصية والنقوش وأدوات العظام واستخدام الأصباغ من هذه المنطقة، و”شيامابي” هي موقع رئيسي لفهم ظهور بعض هذه الابتكارات الثقافية في شرق آسيا.

ووفق البيان الصحفي المُصاحب للدراسة، فقد شارك في إعدادها فريق متعدد التخصصات؛ إذ استخدم الباحثون 15 طريقةً مختلفة من طرق التأريخ، كما جرى تطبيق مجموعة متنوعة من التقنيات، تتضمن الفحص المجهري البصري، والمسح الضوئي، و”مطيافية رامان”، و”حيود الأشعة السينية”، و”التحليل الطيفي للأشعة السينية المشتتة للطاقة”، و”التحليل المغناطيسي”.

المصدر: scientificamerican