في فبراير-شباط الماضي أتلفت مجموعة من القوارض سيارة كهربائية من طراز “كيا”، واكتشف صاحبها الأمر عندما حاول الانطلاق فيها ولم يستطع.
يستخدم ساميل سانال سيارته يوميا لنقل زبائنه، حيث يعمل كسائق “أوبر”، وفي ذلك اليوم عندما حاول تشغيلها أضاءت جميع علامات الإنذارعلى لوحة العدادات.
الصوت الروبوتي للسيارة لم يتأخر معلنا عن “فشل نظام” المركبة ولم يكن ساميل سانال يتوقع أبدا ما كان يحدث تحت غطاء محرك السيارة التي دفع ثمنها 30 ألف يورو.
في عمق “أحشاء” سيارة كيا إي نيرو، تم اكتشاف قطع كهربائي، وعلى ما يبدو فعدة قوارض تسببت في إتلاف قطع كبيرة من الأسلاك، مما تسبب في أضرار تزيد عن 5000 يورو، لا يغطيها تأمين أو ضمان السيارة.
وتعليقاً على الأضرار والتخريب الذي لحق بسيارتهما، قالت إيما، زوجة ساميل، زوجة ساميل ليورونيوز ساخرة: ” يبدو أن القوارض خرجت في نزهة في سيارة كيا!”.
يعيش الزوجان وطفلاهما قرب مدينة ليون بفرنسا في منزل به حديقة بالقرب من نهر الرون، الزوجان أشارا إلى أن سيارتين قديمتين كانتا متوقفتين في الخارج بجوار سيارة كيا الجديدة بقيتا سالمتين.
ليس أمراً مثيراً للدهشة أن تعشش القوارض في سيارات دافئة، وليس أمراً نادراً أيضاً. إلا أنه ليس هناك ما يشير إلى تفضيل القوارض المركبات الكهربائية على السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين أو الديزل. رغم ذلك فإن تجار السيارات وأصحابها يعتقدون أن المواد الجديدة الصديقة للبيئة المستخدمة في قطع غيار السيارات الكهربائية قد تكون السر وراء استقطاب الحيوانات البرية أكثر من ذي قبل.
“الفئران أكلت سيارتي”
بمجرد وضع جملة “الجرذان أكلت أسلاك سيارتي” في محرك البحث “غوغل” نجد عشرات الصفحات من النتائج والتي تحيلنا إلى عدة قصص إخبارية محلية ومنتديات يتبادل المستخدمون فيها النصائح لطرد القوارض واستبعادها.
تضم منتديات “تسلا” أيضا سلسلة طويلة من مالكي سيارات الطراز “3” والذين كثيرا ما يشتكون من الأضرار المرتبطة بالقوارض على خلفية العوازل التي يدخل فول الصويا في تركيبتها.
في الولايات المتحدة، رُفعت العديد من الدعاوى القضائية الجماعية ضد العديد من شركات صناعة السيارات الكبرى في السنوات الأخيرة، بدعوى أن المنتجات التي تعتمد على فول الصويا هي المسؤولة عن غزو الحيوانات الجائعة.
رُفضت هذه القضايا في وقت لاحق. بالعودة إلى أوروبا، تقول المجموعة التجارية التي تمثل موردي قطع غيار السيارات إن جميع المواد تخضع للاختبار وهي مصممة لمقاومة سوء الاستخدام من قبل البشر أو الحيوانات، بما في ذلك القوارض. وتقول إنه لا يوجد لديها دليل على أن المواد القابلة للتحلل المستخدمة في السيارات الحديثة مثل فول الصويا أو القنب أو الذرة، أكثر عرضة للخطر.
متحدث من المجموعة التجارية التي تمثل موردي قطع غيار السيارات قال ليورونيوز: ” رصدنا حوادث سابقة خُرّبت فيها المواد العازلة المستخدمة تحت الغطاء أو الكابلات الكهربائية والمائية من قبل ثدييات تشبه ابن عرس، تلك المواد لم تكن ذات أساس بيولوجي”.
هجوم خارجي
أما الشركة المصنعة للسيارة، ” كيا” فقال فرعها في فرنسا إنه ورغم التعاطف مع سانال، فإن الضمان الذي توفره لا يغطي الأضرار التي لحقت بسيارته لأنها ناتجة عن “هجوم خارجي”.
وقال متحدث باسم الشركة: “هذه القضية نادرة ولكنها معروفة لجميع الفاعلين في صناعة السيارات”، وأضاف المتحدث في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني أن بعض شركات التأمين في الواقع قد غيرت مؤخرا شروط سياسات التأمين الخاصة بها، وقدمت نصائح لمنع هذا النوع من الضرر مثل إبقاء السيارة خالية من المواد الغذائية.
وقامت الشركة بإرفاق صورة لما كان يشتبه في أنه فتات تحت وسادة المقعد الخلفي، مشيرة إلى أنها “يمكن أن تكون ما جذب القوارض إلى السيارة”.
وأظهرت صورة ثانية أن القوارض التهمت أحزمة المقاعد المصنوعة من النايلون وليس من مادة نباتية.
أما وكالة التأمين المسجلة لديها السيارة فقالت لسانال، إنها لا تغطي الأضرار التي تحدث داخل السيارة عندما تسببها الحيوانات، وأنه “من الأفضل إيقاف سيارتك، كلما أمكن ذلك في مكان مغلق وآمن” لمنع تسلل الحيوانات إليها.
من جهته، أكد الميكانيكي الذي يعتني بسيارة سانال -والذي طلب عدم الكشف عن اسمه- أن حالة سانال ليست فريدة من نوعها. في كل عام، تمر تحت يده العديد من السيارات التي تقع ضحية القوارض.
إلا أنه أضاف أن حجم الضرر في هذه الحالة كان لافتا مقارنة بحالات أخرى، فقد “التُهِمت” مجموعة الأسلاك الرئيسية للسيارة “قلبها الكهربائي” بشكل كبير، وأوضح أن إصلاح الأسلاك واحداً تلو الآخر سيستغرق وقتاً طويلاً ، لذا يجب تغيير القلب الكهربائي بالكامل.
المشكلة الأخرى التي تواجه سانال هي نقص الإمدادات الذي ابتليت به صناعة السيارات منذ بداية جائحة كوفيد-19، لذا قد يستغرق طلب قطع الغيار وإصلاح السيارة أربعة أشهر أخرى على الأقل.
المشكلة اليوم تثقل كاهل سانال وزوجته اللذين اقترضا من أقاربهما لدفع ثمن السيارة، ويقولان إن الوضع تحول إلى كابوس.
يقول سانال إن استثمار 5 آلاف يورو أخرى في سيارته الكهربائية الأولى، التي أحبها ولكنه استخدمها لمدة شهرين فقط هو مبلغ ضخم، موضحاً: “أريد أن أعرف: إذا استثمرت المزيد من المال في إصلاح سيارتي، فمن يستطيع أن يضمن لي أن هذا لن يحدث مرة أخرى؟”
وفق الميكانيكي الذي يقوم بإصلاح سيارة سانال فإنه لا يمكن قطع وعود وضمان عدم تكرار ما حصل. لكن هناك مواد طاردة للقوارض تباع بمبلغ 20 يورو يمكن لأصحاب السيارات رشها على سياراتهم من حين لآخر”.
المصدر: يورو نيوز