الرئيسية » لاجئون تحت الصفر على أمل الحياة في مخيم كلس /2/

لاجئون تحت الصفر على أمل الحياة في مخيم كلس /2/

 

تزداد معاناة السوريين اللاجئين في مخيمات النزوح بسبب القصف الذي يستهدف مدنهم وقراهم و المعارك المستمرة على بعض جبهات القتال في كافة المدن السورية .

ففي  مخيم كلس 2 للاجئين السوريين ومع دخول فصل الشتاء ببرده القارس  يجلس اللاجئون بانتظار حل قريب لمشكلتهم التي يبدو أنها مقبلة على ملازمتهم دون انقطاع .

شهبا برس دخلت الى المخيم و وقفت على حال النازحين هناك الذي أتوا من معظم المدن السورية و جمعهم النزوح في مخيم يفتقر الى مقومات العيش الكريم .

يقول أحمد لـ " شهبا برس " وهو أحد الشبان في الصف التاسع من مرحلة التعليم الأساسي ::
" أنا هنا وعائلتي منذ ستة أشهر,  ونحن من ذوي الشهداء الذين تم إخبارنا أنه علينا الالتحاق بالمخيم المذكور , وأن القائمين على المخيم سيتكفلون بموضوع الطعام والشراب واللباس ,  ولكن ما ظهر هو عكس هذا تماماً حيث يبلغ عدد المقيمين في المخيم المذكور ثلاثون ألف نسمة يشترون طعامهم من دكّان وحيد وسط ازدحام لا يمكن لأحد الحصول فيه على أي شيء" .

و يتابع احمد وهو يحتبس في عينينه دمعة شوق لمنزله المهدم بسبب القصف في احدى قرى ريف حلب و الذي استشهد أباه تحت ركامه ::

" مع العاصفة الثلجية الأخيرة ,  أصبح الأمر أكثر مرارة  وإخوتي الصغار لا نستطيع إخراجهم من داخل الغرفة ,  لأنه لا يوجد لدينا لباس شتوي لهم , وطالبنا كثيراً بحل مشاكلنا التي تتطور باستمرار دون أي استجابة ,  ولكننا لم نأخذ شيئاً سوى مجرد وعود نسمعها منذ ستة أشهر حتى هذه اللحظة "

و يكمل حديثه أحمد قائلاً :

" خرجنا في مظاهرات عدة مرات مطالبين بمعاملتنا كبشر , و كان الرد وعوداً لا أكثر وتطور الأمر حتى قام أحدهم بإشعال النار داخل ذلك الدكان بعد أن ترك النازحين  لمدة 12 يوماً بدون طعام أو لأي شيء يقضي حوائجهم الضرورية , وذلك أيام عيد الأضحى المبارك"

  شهبا برس وضمن جولتها في المخيم التقت أيضاً إحدى السيدات النازحات
 و لدى سؤالها عن حالها أجابت:

 "  والله لا اعلم ماذا أقول !

أولاً نحن الكبار تعودنا على هذا الأمر وشربنا المذلة على كافة أشكالها ,  ولكن أطفالنا هم الذين يجعلون الأمر أكثر صعوبة , فشتاء قارس  بدون لباس شتوي! ودكان لا يستطيع تخديم ألف لاجئ علينا نحن الثلاثون ألفاً أن نأخذ حوائجنا منه , ناهيك على أنه يأخذ أربع أضعاف سعر السوق و يقال بأنه محسوب على أحد الكبار الأتراك "

و ختمت قولها بتنهيدة خرجت من أعماق قلبها وقالت :
                            " حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا بشار"


و في سؤال عن الوضع الصحي قالت ::
"  لا مجال هنا للمرض  , وإن مرض أحدهم – لا سمح الله – فعليه أن ينتظر لليوم الثاني ليأخذ دواءه وغالباً ما عليه الانتظار لثلاثة أيام وأنا شخصياً انتظرت لتسعة أيام  "

واعتقدت أم سامي  أن  تردي الوضع في المخيم  يكمن في بعد المخيم عن أعين المراقبين والجمعيات الأهلية التي تهتم بشؤون اللاجئين  ,  لأن الوضع في مخيم كلس1 أفضل بكثير مع أن عدد النازحين هناك نصف العدد في مخيم كلس 2 .

كما كشفت عن  المعاملة السيئة التي يعامل بها النازحين وقالت ::

"  أرجو أن يتحسن الحال لأنه لا مجال للبقاء هنا وربما العودة للديار أفضل لي ولأطفالي , وسيتكرم علينا المحسنون من أهلنا وأقاربنا,  ولن نعدم الوسيلة "

و وجهت أم سامي رسالة عبر شهبا برس الى كافة المنظمات الاهلية و الاغاثية و الانسانية  أن تأتي الى هذا المخيم  وتلتقي باللاجئين  أن يسألهم أحد عن حالهم وماذا يحدث معهم وأي حياة يعيشون هنا .

تنتهي جولتنا في مخيم كلس2 للاجئين السوريين في منطقة ( ألبلي التركية ) لكن تبقى مشكلة اللاجئين معلقة برسم  منظمات مدنية و إنسانية و إغاثية .