إنما تتعرض له هذه المدينة هذه الأيام يعتبر جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي إذا ما قورنت بعدة قضايا وجرائم تمت محاسبة فاعليها في العالم ولكن وحدها القوى الكبرى هي التي تقرر متى يكون الإنسان إنساناً ومتى لا يكون وهي فقط من يسمح لتلك المنظمات بإن تعمل أو لا والتي صدعت رؤسنا بتقاريرها في تجارب سابقة وكانت سياسات الدول تبنى في كثير من جوانبها إستناداً لتلك التقارير التي تعدها ومنها منظمة هيومن رايتس ووتش التي تبدو صامتة هذه الأيام لإنه لا مصلحة من شن حرب على الأسد الذي يقتل شعبه ليل نهار وإنما الإبقاء عليه هو التوجه في السياسة الخارجية للأمريكيين ومن لف لفهم .
إ
نها بحق لمهزلة القرن التي شهدنا فيها أعنف ظهور لإزدواجية المعايير وتفريغ الكثير من المصطلحات والمفاهيم من محتواها والتي تتحدث عن حقوق الإنسان وضمانها, مهزلة إشترك في حياكة فصولها الصديق والعدو لتدور رحاها حرباً طاحنة لا تكافئ فيها بين الضحية والجلاد , فبينما يتم دعم الجلاد بأكثر الأسلحة فتكاً تعيش الضحية على ما تيسر لها من سلاح خفيف تجرم على حمله وتشن عليها حروب الأخوة قبل الخصوم.
حرب يمارس فيها الجلاد أبشع صور القتل والإرهاب والطائفية بحق شعبه المسكين الذي تضافرت على كاهله حراب القتلة وسكاكين الطبيعة التي باتت أيضاً لا ترحمه وهو يسكن العراء بعد أن فقد البيت والقرية وصارت أثراً بعد عين فقط لإنه دافع عن كرامته ورفض الخنوع .
حرب تتهم فيها الضحية بصفات قاتلها من إرهاب وطائفية فقط لإنها لم تصبح بعد على مقاس المصالح الثابتة لتلك القوى المهيمنة , حرب يستمر فيها الجلاد في قتله بشتى أنواع السلاح من براميل وصواريخ على أنواعها وبالغازات السامة وبالسكاكين التي كانت آخر ما توصلت إليه المليشيات التي تقاتل إلى جانبه وهي تدعي أنها تحمي مقدساتها التي هي منها براء .
حرب لن تثني طلاب الشهادة في سبيل الله ولن تحول بينهم وبين غاياتهم لطالما حلموا بتحقيقها ودفعوا أعز ما يملكون من أنفس وضياع , حرب وصفقات تحاك ضدهم ستزيدهم صلابة وتمسك بحقوقهم المشروعة , ولن تنفع معهم اليوم سياسة التدليس والمواربة لإنهم باتوا أكثر وعياً وأصبحوا ناضجين على قدر ما دفعوا من أرواحهم .
خالد الخطيب – شهبا برس
