افترض علماء التاريخ الوراثي أن فن الزراعة ظهر في الشرق الأوسط أو الهند أو إيران منذ حوالي 12-10 ألف عام.
قام فريق دولي من علماء التاريخ الوراثي بفك شيفرة جينومات السكان القدامى في الشرق الأوسط وأوروبا، فوجدوا أن المزارعين الأوائل على الأرض ظهروا نتيجة اختلاط قبيلتيْن من الصيادين وجامعي الثمار منذ 13 ألف عام.
وقال الأستاذ في جامعة برن السويسرية لوران إكسكوفييه، نقلا عن المكتب الصحفي للجامعة:” لقد تمكنا من إجراء أول نمذجة ديموغرافية على الإطلاق استنادا إلى الحمض النووي الأحفوري القديم.
وقمنا بتوسيع تصوراتنا بشأن تاريخ مجموعات المزارعين الأوائل، ومنشأهم واتصالاتهم مع مجموعات أخرى من الناس، الأمر الذي كان من المستحيل فهمه في الماضي”.
وافترض العلماء أن فن الزراعة ظهر في الشرق الأوسط أو الهند أو إيران منذ حوالي 12-10 ألف عام، أي في عصر ولادة الحضارات على الأرض وتحول الناس إلى أسلوب حياة مستقر.
وبعد ذلك، انتشرت الزراعة في مناطق أخرى من العالم، مما أدى إلى ولادة حضارات مئات الشعوب للمزارعين المستقرين.
وكشفت مجموعة من علماء التاريخ الوراثي بقيادة الأستاذ لوران إكسكوفييه عن منشأ المزارعين الأوائل على الأرض أثناء دراسة جينومات 15 إنسانا قديما عاشوا في الشرق الأوسط وأوروبا منذ حوالي 7-9 آلاف عام.
وافترض الأستاذ، إكسكوفييه وزملاؤه أن الحمض النووي لهؤلاء الناس قد يحتوي على آثار هجرة المزارعين الأوائل على الأرض واتصالاتهم بقبائل آخر الصيادين وجامعي الثمار.
وبناء على هذه الافتراضات، قارن علماء التاريخ الوراثي بين مجموعات من الطفرات الصغيرة الموجودة في جينومات السكان القدامى لتركيا المعاصرة وإيران وجورجيا وصربيا وألمانيا، وحاولوا الكشف عن تاريخ الاتصالات بين أسلافهم.
وأضافوا هذه البيانات إلى المعلومات حول هجرة المزارعين الأوائل والتي حصل عليها علماء الآثار عند دراسة المدن الأولى في الشرق الأوسط وأوروبا.
وأظهرت حساباتهم أن سكان أول مزارعي الشرق الأوسط نشأوا منذ حوالي 12.9 ألف عام نتيجة لاختلاط مجموعتيْن من الصيادين وجامعي الثمار عاش أسلاف أول مجموعة في المناطق الشرقية من أوراسيا.
وحسب الأستاذ إكسكوفييه وزملاؤه، كان الناس من منطقة الشرق الأوسط يتصلون بنشاط بقبائل أخرى من الأوراسيين القدماء الذين عاشوا في الأجزاء الوسطى والشرقية من القارة الأوراسية.
واستمرت هذه الاتصالات حتى توغل ممثلو المجموعة “الغربية” من الصيادين وجامعي الثمار إلى أراضي الشرق الأوسط، مما أدى إلى اختراع فن الزراعة وبداية انتشاره عبر أصقاع الأرض.
ويعد انتقال الانسان من كونه جامع ثمار وصيادا، الى الزراعة وحياة الاستقرار، واحدا من اكبر التغيرات التي طرأت عليه منذ خروج اولى المجموعات البشرية من افريقيا قبل 200 الف عام، بحسب العلماء.
وقد ادى ذلك الى انقلاب في طريقة حياة البشر واسس لنشوء المجتمعات الكبيرة وظهور انواع جديدة من الامراض ومن الفوارق الطبقية، والى ظهور الحضارات الاولى بعد ذلك.
وبدأ الانسان بالزراعة وتدجين الحيوانات اولا في منطقة تمتد من شمال فلسطين الى لبنان وسوريا وصولا الى شرق تركيا، ثم توسع الامر الى شمال العراق وشمال غرب ايران وجنوب بلاد ما بين النهرين.
ونُشرت نتائج دراسة العلماء في مجلة Cell.العلمية.
وكالات