قاس علماء الفلك عمر النواة الجليدية لواحد من أكبر المذنبات التي اكتُشفت على الإطلاق، إذ بلغ عمر هذه الصخرة العملاقة 4 مليارات عام، وهي تتجه حاليًا نحو الأرض بسرعة 35000 كم/ساعة.
لا داعٍ للقلق، فالصخرة الجليدية الهائلة (C/2014 UN271) أو «برناردنيلي-بيرنستين» باسم مكتشفيها –اختصارًا (BB)- ستتجنب كوكبنا بنحو مليار ميل عندما تقترب من أقرب نقطة إليه عام 2031.
هذه المسافة أكبر من متوسط المسافة بين زحل والشمس، وهي بعيدة لدرجة أن مراقبي النجوم لن يتمكنوا من رصد «بي.بي» حتى بالعين المجردة.
ومع ذلك، مع اقتراب المذنب، يتطلع علماء الفلك لدراسته. إذ أظهر بحث سابق أن صخرة الفضاء الجليدية يبلغ عرضها أكثر من 128 كم، ما يقارب ضعف عرض ولاية رود آيلاند، وهي أكبر بنحو 100 ألف ضعف من المذنب النموذجي.
والمذنب كبير جدًا لدرجة أنه صُنف سابقًا أنه كوكب قزم، أظهرت الملاحظات الحديثة أن لتلك الصخرة ذيل متوهج، وهو مؤشر واضح لمذنب جليدي يقترب من النظام الشمسي الداخلي الدافئ نسبيًا.
استخدم علماء الفلك تلسكوب هابل الفضائي سابقًا للنظر جيدًا والتركيز مباشرةً على قلبها الجليدي.
في حين أن المذنب لا يزال بعيدًا جدًا لنستطيع رسم تفاصيله بوضوح، سمحت ملاحظات هابل للباحثين بتحديد بقعة مضيئة من الضوء تتوافق مع قلب المذنب أو نواته، وفقًا لبحث نُشر في 12 أبريل في «رسائل مجلة الفيزياء الفلكية».
استخدم الفريق لاحقًا نموذجًا حاسوبيًا لإزالة توهج الغلاف حول نواة المذنب اللامع رقميًا، تاركًا النواة فقط.
تظهر البيانات الناتجة أن نواة المذنب أكبر بنحو 50 ضعفًا من المذنبات النموذجية التي لُوحظت في النظام الشمسي الداخلي، فهي أكبر نواة اكتشفها علماء الفلك على الإطلاق، وكشف تحليل الفريق أيضًا عن لون نواة المذنب الجليدية.
قال المؤلف المشارك في الدراسة ديفيد جويت، أستاذ علوم الكواكب في جامعة كاليفورنيا: «إنها كبيرة وأكثر سوادًا من الفحم».
ما زال المذنب على بعد نحو 2.3 مليار كيلومتر من الأرض، وما زال أمامه مسافة كبيرة ليقطعها قبل أن يصل لأقرب نقطة إلى الأرض عام 2031.
أفاد الباحثون في دراسة نُشرت في نوفمبر 2021، أن هذا المذنب وصل سابقًا إلى أقرب نقطة من الأرض قبل 3.5 مليون سنة، عندما اقترب من الشمس بنحو 2.6 مليار كيلومتر.
حاليًا، المذنب يتطاير عبر سحابة أورت، وهي مساحة شاسعة من الصخور الجليدية التي تحيط بنظامنا الشمسي، ومن المحتمل أنها تمتد مليارات الكيلومترات في الفضاء.
المصدر: لايف ساينس – ترجمة: ibelieveinsci