في الوقت الذي لاتزال فيه مدينة حلب تباد و تدمر بنيتها التحتية والسكنية شهدت المدينة أكبر موجة نزوح عرفتها أحيائها المحررة منذ بدء الثورة وحتى الآن , وبحسب ناشطين أصبحت نسبة السكان في الأحياء المحررة لا تتجاوز 15 بالمئة ما عدا حي بستان القصر الذي لازالت نسبة السكان فيه تزيد عن 50 بالمئة .
وتعتبر مناطق الريف الحلبي الأكثر جذباً للنازحين تليها الحدود التركية السورية عند معبر باب السلامة الحدودي والذي اكتظ بالنازحين الذين افترش أغلبهم الأرض في ظل نقص حاد في كل شيء من أغطية وخيام وما شابه ذلك من حوائج ومع انخفاض شديد في درجات الحراة .
أما الوجهة الثالثة كانت الأحياء التي لازالت تحت سيطرة قوات الأسد أي الأحياء الغربية من مدينة حلب وأغلبهم تم إيوائهم في المدارس والمؤسسات ويعانون من شتى أنواع المخاطر وتتمثل في ظروف الإعتقال والإبتزاز وماشابه ذلك من تصرفات تعودت عليها قوات الأسد وشبيحتها كأعمال إنتقامية من سكان الأحياء المحررة باعتبارهم حواضن اجتماعية للثوار .
وتُظهر الصور الواردة من أماكن تجمع النازحين بؤس الحالة الإنسانية التي يعانونها خصوصاً عند المعبر وداخل الأراضي التركية حيث أظهرت صور كيف إفترش الأطفال والنساء أرصفة الشوارع في مدينة كليس التركية وغازي عينتاب بانتظار حل أمرهم , حيث تجاوزت أعدادهم الألاف من العائلات المشردة وليس هناك إلى الآن أي إحصائية دقيقة عن أعدادهم .
الوضع الإنساني بحلب بشكل عام اليوم يوصف بالمزري والمنكوب على أقل تقدير حيث تعاني المشافي الميدانية نقص في كل المواد الطبية الضرورية والإسعافية على وجه الخصوص كما شهدت المحافظة أو مناطقها المحررة نقص في تدفق المساعدات الإنسانية في الفترة الأخيرة بسبب الوضع الأمني المتردي والذي أدى لإغلاق المعبر التركي لأكثر من مرة ما أعاق دخول تلك المساعدات , كذلك زاد الوضع الإنساني سوءً اليوم هو هجمة قوات الأسد العنيفة حيث دمرت وقتلت المئات والجرحى بالآلاف ولا يمكن لأي مبادرات فردية أو جمعيات خيرية أن تتدارك الوضع الخطير الذي وصلت إليه المحافظة اليوم ما لم تتدخل دول بعينها للمساعدة لانتشال الناس من أسوء وضع إنساني عرفوه منذ إندلاع الثورة السورية .