القصف لايتوقف ولاتزال الكثير من العائلات الحلبية تحت ركام البيوت !
وقوى الدفاع المدني عاجزة في ظل فقرها للإمكانات والمعدات
مع استمرار القصف العشوائي لأحياء حلب الشرقية المحررة من قبل قوات الأسد عن طرق طائرات عمودية عمياء, تتفاقم الأزمة الإنسانية يوماً بعد يوم ويصبح انتشال العالقين من تحت الأنقاض أشبه بالمهمة الصعبة والغير ممكنة في ظل النقص الحاد في الإمكانات المادية والمعدات اللازمة لرفع ركام المنازل والبنايات التي يهدم منها العشرات في اليوم الواحد .
تتوفر في مدينة حلب كوادر بشرية تعمل في شتى المجالات الخدمية ( الإسعافية والخدمية وقوى الدفاع المدني ) وهي مبادرات يعاني المنطوين تحتها صعوبات كبيرة بسبب قلة الدعم المادي وانعدامه أحياناً كما تعاني شتى المجالات من فقر للوسائل والمعدات أيضا يعاني فريق الدفاع المدني من نقص بالجرافات والآليات الثقيلة التي تعتبر ضرورية وملحة في الوقت الذي ينهار فيه العشرات من البيوت على رؤوس أصحابها .
وقد تحدث ناشطون عن بقاء الكثير من العائلات تحت الأنقاض لمدة أربعة أيام وفرق الدفاع المدني والمتطوعين عاجزين تماماً لتقديم المساعدة لهم أو انتشالهم , جاء ذلك كله بعد تجاوز المعدل اليومي من البراميل الملقاة على مدينة حلب ال35 برميلاً يومياً والتي توزعت على عدة أحياء محررة منها ( مساكن هنانو – طريق الباب – المعصرانية – كرم حومد – النيرب – المرجة – الميسر – الجزماتي – الشيخ نجار – قاضي عسكر – المعادي – ضهرة عواد – الشعار – الصاخور – الهلك – الكلاسة – الفردوس – السكري ) والتي لم يفارقها الطيران المروحي خلال النهار وهو يلقي تلك البراميل وفي الليل يبدأ القصف من خلال الطائرات الحربية التي تمطر هذه الأحياء بصواريخها الموجهة ورشاشاتها الثقيلة .
كل هذا القصف المركز على هذه الأحياء في مدينة حلب كان كافياً لتحويل ما نسبته 75 بالمئة من البيوت إلى أنقاض وقع أغلبها على رؤوس ساكنيها وحوّل الجزء الكبير منهم لنازحين ومشردين يفترشون الآن الحدود التركية السورية بلا أي مأوى أو مساعدات تقيهم البرد الشديد الذي تشهده مناطق المحافظة الشمالية , كما كان القصف سبباً في تدمير كل البنية التحتية في هذه الأحياء ( كشبكات المياه والكهرباء ) .
يذكر أنه وفي آخر إحصاءات فردية قام بها نشطاء في حلب تحدثوا عن وجود الكثير من العائلات في هذه الأحياء المنكوبة ويتهددهم الخطر بالإبادة مع كل يوم ومشرق جديد وبحسبهم تبلغ نسبتهم لعدد السكان الكلي حوالي 25 بالمئة .
إذاً حلب اليوم منكوبة بكل المقاييس الإنسانية وتعاني من شتى أنواع البؤس ما يستدعي التساؤل اليوم !
أين مجلس محافة حلب الحرة ممايجري اليوم في حلب ؟ أليس من الجدير به كمجلس يعنى بالخدمات والأمور المدنية أن يكون شاهد على الحدث ومد يد العون لكل المبادرات المدنية والإغاثية والإسعافية التي تعاني من عدم وجود جهات داعمة لها ومحفزة وتقدم لها المعدات والوسائل اللازمة للقيام بعملها ؟
أين الحكومة المؤقتة التي تمثل السوريين الأحرار والذين تحملوا الكثير من الويلات ولا زالت مآسيهم في تصاعد وتفاقم يوماً بعد يوم ؟
إذا كان المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً اتجاه جرائم النظام بإبادته حلب بشكل فاضح وممنهج هل يسكت السوريون الأحرار أيضاً وممثليهم ؟ أين هم اليوم من مناشدات أبُ يندب أطفاله تحت الأنقاض ليأتوه بجرافة أو رافعة تساعده في انتشال من تبقى منهم على قيد الحياة ؟
ياسادة إن حلب تباد وبشكل علني وإذا استمر الحال هكذا دون أي إتخاذ خطوات ملموسة على الأرض من قبل المجالس والهيئات التي تدعي تمثيلها للداخل السوري المحرر فإنها ستسقط لا محالة كنتيجة طبيعية لعدم تحمل المسؤليات الملقاة على عاتقها .
( نازحون بالآلاف مشردون اليوم على الأرصفة وفي العراء في المناطق الحدودية – عالقون تحت ركام المنازل بالمئات – قوى دفاع مدني بلا وسائل ولا معدات – مشافي تعاني النقص في كل المواد الطبية )
– هي مأساة حلب – هل من مجيب