اقترب العلماء خطوة واحدة من حل لغز عمره 100 عام حول الأشعة الكونية، ويسعى الباحثون في الفيزياء الفلكية لفهم مصدر الجسيمات المشحونة التي تسافر بسرعة تقارب سرعة الضوء وتقصف الأرض.
وفي تقريره الذي نشرته صحيفة “الإندبندنت” (The Independent) البريطانية، قال الكاتب آدم سميث إن هذه الجسيمات يصعب تتبعها بشكل لا يصدق، ويمكن للحقول المغناطيسية للمجرة أن تحيد بها أثناء سفرها عبر الفضاء بسبب شحنتها، وذلك يجعل من المستحيل عليهم معرفة من أين جاءت.
ومع ذلك، حسب الكاتب، فيمكن لنوع آخر من الجسيمات، يسمى النيوترينوات، أن يحل هذا اللغز، والنيوترينوات جسيمات محايدة تنتجها الأشعة الكونية ويمكن أن تساعد في تحديد مصدرها؛ فكتلتها قليلة جدا ولا تتفاعل مع المادة.
العلماء استخدموا تجربة مكعب الثلج في مرصد النيوترينو قي القطب الجنوبي (شترستوك)
التفتيش عن النجوم الزائفة
ويبيّن الكاتب أن أحد هذه النيوترينوات عثر عليه في عام 2017، وقد استخدم العلماء تجربة مكعب الثلج في مرصد النيوترينو (IceCube Neutrino Observatory)، في أعماق القطب الجنوبي، لتتبع الجسيمات إلى نجم زائف (blazar) يسمى “تي إكس إس 0506+056”.
وباستخدام البيانات التي حصل عليها مرصد “آيس كيوب” إلى جانب مجموعة لما يعتقد العلماء أنها نجوم زائفة، يرى الأستاذ المشارك ماركو أجيلو، من جامعة كليمسون (Clemson University) الأميركية، أنهم عثروا على مجموعة فرعية من النجوم الزائفة التي تنبعث منها هذه النيوترينوات، ويقولون إن احتمال أن تكون تلك مصادفة أقل من واحد في المليون.
ويوضح البروفيسور أجيلو قائلا “لقد حصلنا على بعض التلميحات في ذلك الوقت (في عام 2017)، والآن لدينا أدلة”.
وأضافت سارة بوسون من جامعة يوليوس ماكسيميليان (Julius-Maximilians-Universität) في بافاريا بألمانيا، إن النتائج توفر لأول مرة دليلا موثقا لا جدال فيه على أن العينة الفرعية من نجوم بيفاترون الزائفة (PeVatron blazars) تعدّ مصادر نيوترينو من خارج المجرة، ومن ثم فإنها تعمل كمسرعات للأشعة الكونية.
وذكر الكاتب أن الباحثين يعتقدون أن اكتشاف هذه النيوترينوات يعدّ معلما رئيسا في الفيزياء الفلكية، وستكون دراسة النجوم المزيفة قادرة على مساعدة العلماء على اكتشاف ما يجعلها مسرعات جيدة؛ ففهم “الرسل” الكونيين الآخرين، مثل الأشعة الكونية والنيوترينوات وموجات الجاذبية، سيعطي علماء الفيزياء الفلكية أساسا أكبر لدراسة الكون من مجرد استخدام الضوء.
المصدر: الجزيرة ترجمات