عدد القرى وأماكنها على امتداد نهر بردى وتفرع طرقاتها بين الجبال، وتموضع النقاط العسكري التابعة للنظام والميليشيات الموالية له في حصارها للوادي عسكرياً، إلى جانب موقعه منخفضاً بين مرتفعاتٍ جبليةٍ تتمركز عليها مجموعةٌ من أهم وأخطر الثكنات العسكرية للنظام مطلةً على الوادي، ومن ضمنها "القوات الخاصة" شرقاً، يقابلها اللواء (104) "حرس جمهوري غرباً، إلى جوارها باتجاه الشمال يأتي "اللواء (13)" التابع له، تليه "الكتيبة الانتحارية"، ثمّ الكتيبة الصاروخية ومرصدها على "قمة هابيل"، آخر الثكنات العسكرية على الجبال الغربية والشمالية الغربية لوادي بردى، الأمر الذي يجعل الوادي محاصراً جغرافياً وعسكرياً من الجانبين الشرقي والغربي والشمالي الغربي.
أما من جهة الجنوب؛ حيثُ تقع بلدة "جديدة الوادي" تحتَ سيطرة ميليشيا "اللجان الشعبية" التابعة للنظام، التي تقيم حواجزها في البلدة بمؤازرة النظام ميدانياً، وعلى امتداد حواجز اللجان الشعبية إلى جهة الجنوب تقع حواجز الجيش النظامي، وأخطرها وأشهرها على مستوى دمشق وريفها الحاجز المعروف بـ "حاجز الرمال"، الذي يعدّ بمثابة ثكنةٍ عسكرية مصغّرةٍ نظراً إلى عدّته وعتاده وعناصره، قاطعاً الباب إلى دمشق إلا عن أتباعه أو من لا حاجة له بهم، لكنه يقوم بخطف واعتقال وابتزاز بعض المارين خلاله من أهل الوادي في محاولاتٍ استفزازيةٍ أو انتقامية، والحوادث في أطار ذلكَ كثيرةٌ، وهنا تكونُ الجهات الثلاثة مغلقةً على الوادي؛ (الجنوبية، الشرقية، الغربية على امتدادها باتجاه الشمال الغربي).
وتجدر الإشارة إلى قرية "هريرة" التي تحاصرها قوات النظام وتقتحم أطرافها وتعتقل وتنكل وتعتدي على قاطنيها، وتقصف قلبها ومحيطها بالمدفعية والدبابات، تعدّ منطقةً معزولةً عن محيطها إلا بالوساطة أو التسلل.
أما الجهة (الشمالية) التي تعد منفذاً وحيداً للثوار في الوادي، لازال منذ سنةٍ تقريباً منطقةَ اشتباكاتٍ بين الثوار وقوات النظام، اشتدت وتيرتها في الآونة الأخيرة تزامناً مع حملة النظام والميليشيات الموالية له لاسترداد القلمون المجاور لوادي بردى، يعجزُ النظامُ عن التقدم فيها بالشكل الذي يتصوره، فاستعاض عن التقدم البري السريع بالقصف المكثف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ على أنواعها مستهدفاً الجهة الشمالية الوعرة التي يسيطر عليها الثوار، إلى جانب رصده واستهدافه بالمدفعية والرشاشات المتوسطة والثقيلة والقناصات للطرقات الرئيسية والفرعية بين بلدات الوادي، وأشهرها طريق "إفرة – دير مقرّن".
وبهذا يكونُ وادي بردى محاصراً بشكل شبه كامل، في وضع إنساني مأساويّ، وأي محاولة اجتياز وعبور خلال الأماكن والطرقات المذكورة سابقاً يعدُّ مجازفةً لا يجرؤ عليها إلا الذي احتار بين أمرين؛ أحلاهُما مرٌّ.