تعد أشهر الصيف في نصف الكرة الشمالي وقتا رائعا لمشاهدة النيازك المثيرة في السماء، وأبرز مثال على ذلك، ما شهدته سماء نيوزيلندا مؤخرا.
وتعرضت نيوزيلندا لقصف نيزكي متوهج باللون الأخضر، بعد انفجار نيزك ضخم فوق البحر بالقرب من ويلينغتون في 7 يوليو، ما تسبب في حدوث دوي صوتي يمكن سماعه عبر الجزء السفلي من الجزيرة الجنوبية.
وبعد 14 يوما فقط، كان هناك نيزك كبير ثان في السماء، تسبب أيضا في دوي صوتي آخر، وسمع هذه المرة في كانتربري، وظهر مع ذيل أخضر متوهج لا يصدق.
وتلقى مركز Fireballs Aotearoa، وهو تعاون بين علماء الفلك والعلماء المواطنين يهدف إلى استعادة النيازك المتساقطة حديثا في نيوزيلندا، الكثير من الأسئلة حول هذه الأحداث. وكان أكثرالأسئلة شيوعا يتمحور حول اللون الأخضر الفاتح للنيازك، وما إذا كان مماثلا لذلك الناتج عن الشفق القطبي.
ووقع الإبلاغ عن الكرات النارية الخضراء وتصويرها في نيوزيلندا بانتظام. وغالبا ما تشير النيازك الساطعة إلى وصول قطعة من كويكب، والتي يمكن أن يتراوح قطرها بين بضعة سنتيمترات ومتر عندما تصطدم بالغلاف الجوي.
وتحتوي بعض هذه الكويكبات على النيكل والحديد وتضرب الغلاف الجوي بسرعة تصل إلى 60 كيلومترا في الثانية. ويطلق هذا كمية هائلة من الحرارة بسرعة كبيرة، ما يؤدي إلى توهج الحديد والنيكل المتبخرين بضوء أخضر.
وأوضح جاك باجالي، الأستاذ الفخري للفيزياء وعلم الفلك بجامعة كانتربري، في مقال نُشر في مجلة The Conversation، أن الذيول الخضراء للنيازك يمكن أن يكون سببها تأثير مشابه لذلك الذي يخلق الشفق القطبي، لكن هذا يحدث فقط عندما تسافر بسرعات عالية جدا.
ويشار إلى أن الوهج الأخضر للشفق القطبي ينتج عن أيونات الأكسجين في الغلاف الجوي العلوي، الناتجة عن الاصطدامات بين جزيئات الأكسجين في الغلاف الجوي والجسيمات المنبعثة من الشمس.
وفي الواقع، يمكن أن تتألق النيازك أيضا بوهج أخضر مثل الشفق القطبي، ويعتمد ذلك بالأساس على السرعة الفائقة، حيث تسخن الشهب السريعة جدا في الغلاف الجوي الرقيق الذي يزيد ارتفاعه عن 100 كيلومتر فوق الارتفاع الذي يتشكل فيه الشفق القطبي.
المصدر: ميترو