الرئيسية » بسبب مشكلة فنية.. “ناسا” تؤجل إطلاق صاروخ “العودة إلى القمر”

بسبب مشكلة فنية.. “ناسا” تؤجل إطلاق صاروخ “العودة إلى القمر”

ألغى مدير إطلاق ناسا، تشارلي بلاكويل طومسون، عملية إطلاق مهمة “أرتميس 1″التي كانت مقررة اليوم، بسبب مشكلة في أحد المحركات الرئيسية لنظام الإطلاق الفضائي (SLS).

واكتشفت الفرق الأرضية في مركز كيندي للفضاء في فلوريدا، مشكلة في واحد من أصل أربعة محركات رئيسية لنظام الإطلاق الفضائي، ما أدى إلى تأجيل عملية الإطلاق.

تم تأجيل إطلاق “أرتميس 1″، التابع لناسا بسبب خلل في محرك RS-25 على صاروخ نظام الإطلاق الفضائي (SLS). وكان من المقرر تصفية المحرك بالهيدروجين السائل والأكسجين لتكييفه قبل الإطلاق، لكن مهندسي الفريق لاحظوا أن أحد المحركات لم يكن يقوم بالعملية كما هو متوقع.

وقال بيان وكالة ناسا أن التكييف ضروري لجعل المحركات تصل إلى “درجة الحرارة المناسبة” لبدء تشغيلها في نهاية المطاف.

ووفقا للوكالة، لا يمكن تصحيح المشكلة على الفور. وأضافت الوكالة أن المهندسين يبحثون الآن عن خيارات لجمع أكبر قدر ممكن من البيانات للوصول إلى جوهر المشكلة. وبالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف “صدع في مادة نظام الحماية الحرارية” في المرحلة الأساسية للمركبة الفضائية.

 

ويشار إلى أن الموعد التالي الأكثر ترجيحا الآن لعملية الإطلاق يوم الجمعة، الثاني من سبتمبر. لكن ناسا قالت إنها ستعلن قريبا التاريخ الرسمي لمحاولة الإطلاق التالية.

وكان مقررا اليوم، للمرة الأولى منذ 50 عاما، أن تطلق ناسا “مهمة أرتميس 1” إلى القمر، في خطوة هامة نحو إعادة البشر إلى القمر بعد توقف دام نصف قرن، في رحلة تجريبية ستمتد 6 أسابيع.

وتمثلت خطط ناسا للمهمة غير المأهولة، في إطلاق صاروخ نظام الإطلاق الفضائي العملاق (SLS)، وكبسولة “أوريون كرو” (Orion Crew Capsule)، المصممة لنقل ما يصل إلى ستة رواد فضاء إلى القمر، الاثنين 29 أغسطس 2022، من مجمع كيب كانافيرال التابع لوكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، في الساعة 8.33 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (12.33 بتوقيت غرينتش).

ويعد صاروخ نظام الإطلاق الفضائي العملاق (SLS)، البالغ طوله 98 مترا، أقوى صاروخ صنعته ناسا على الإطلاق.

وتهدف مهمة اختبار “أرتميس 1” (Artemis I)، المقرر أن تستمر 42 يوما،، إلى أخذ مركبة “أوريون” على بعد 40 ألف ميل من الجانب البعيد من القمر، والمغادرة من ذات المكان الذي نظمت منه مهمات أبولو القمرية قبل نصف قرن.

ومن المقرر أن تسافر المركبة الفضائية إلى القمر وتنشر بعض الأقمار الصناعية الصغيرة ثم تستقر في المدار. وتهدف ناسا إلى التدرب على تشغيل المركبة الفضائية، ودراسة الظروف التي ستختبرها أطقم العمل على سطح القمر وما حوله، وتؤكد للجميع أن المركبة الفضائية وأيا من على متنها يمكنهم العودة بأمان إلى الأرض.

ولذلك، بدلا من رواد الفضاء، تم ربط ثلاث دمى اختبار في كبسولة “أوريون” لقياس الاهتزاز والتسارع والإشعاع، وهو أحد أكبر المخاطر التي يتعرض لها البشر في الفضاء السحيق. وتحتوي الكبسولة وحدها على أكثر من 1000 جهاز استشعار.

كيف تختلف “أرتميس 1” عن الصواريخ الأخرى التي تطلق روتينيا؟

ستكون “أرتميس 1” أول رحلة لنظام الإطلاق الفضائي الجديد، وهذه عربة “رفع ثقيل”، كما تشير إليها وكالة ناسا.

وستضم المهمة أقوى محرك صاروخي على الإطلاق يتم إطلاقه إلى الفضاء، حتى أنه أقوى من نظام أبولو Saturn V الذي أخذ رواد الفضاء إلى القمر في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

وهذا نوع جديد من أنظمة الصواريخ، لأنه يحتوي على مزيج من الأكسجين السائل ومحركات الهيدروجين الرئيسية واثنين من حزم التعزيز الصاروخية الصلبة المشتقة من مكوك الفضاء. ووصف جاك بيرنز، الأستاذ وعالم الفضاء في جامعة كولورادو بولدر والعضو السابق في الفريق الانتقالي الرئاسي لوكالة ناسا، المهمة بأنها حقا مزيج بين مكوك الفضاء وصاروخ أبولو Saturn V.

ويعد الاختبار مهما للغاية، لأن كبسولة “أوريون كرو” (Orion Crew) ستحصل على تمرين حقيقي، حيث ستكون في بيئة القمر الفضائية، بيئة عالية الإشعاع، لمدة شهر.

والأهم من ذلك، أن هذا سيتيح اختبار الدرع الحراري، الذي يحمي الكبسولة وركابها، عندما تعود إلى الأرض بسرعة 25000 ميل في الساعة. وستكون هذه أسرع عودة كبسولة منذ أبولو، لذلك من المهم جدا أن يعمل الدرع الحراري بشكل جيد.

وستحمل هذه المهمة أيضا سلسلة من الأقمار الصناعية الصغيرة التي سيتم وضعها في مدار القمر. والتي ستعمل على فهم بعض العلوم المفيدة، بدءا من البحث في الفوهات المظللة بشكل دائم، حيث يعتقد العلماء أن هناك مياها، إلى مجرد إجراء المزيد من القياسات لبيئة الإشعاع، ومعرفة التأثيرات التي ستحدث على البشر للتعرض طويل المدى.

ما هو الهدف من مشروع “أرتميس”؟ ما الذي سيأتي في سلسلة الإصدارات؟

المهمة هي الخطوة الأولى نحو “أرتميس 3” (Artemis 3)، والتي ستؤدي إلى أول مهمات بشرية إلى القمر في القرن الحادي والعشرين والأولى منذ عام 1972.

وبينما ستكون مهمة “أرتميس 1” رحلة تجريبية غير مأهولة، فإن مهمة “أرتميس 2″، المقرر إطلاقها بعد بضع سنوات (في وقت مبكر من عام 2024 )، سيكون على متنها رواد فضاء. وستكون أيضا مهمة مدارية، تشبه إلى حد كبير مهمة “أبولو 8″، التي دارت حول القمر وعادت إلى الأرض.

وسيقضي رواد الفضاء وقتا أطول في الدوران حول القمر وسيقومون باختبار كل شيء مع طاقم بشري، خلال هذه المهمة المستقبلية.

وأخيرا، سيؤدي ذلك إلى رحلة إلى سطح القمر، في وقت ما في منتصف القرن، تجمع “أرتميس 3” مع مركبة “ستارشيب”، التابعة لشركة “سبيس إكس” وطاقم النقل.

وستبقى كبسولة “أوريون” في المدار، وستأخذ المركبة القمرية رواد الفضاء إلى السطح. وسوف يذهبون إلى القطب الجنوبي للقمر لإلقاء نظرة على منطقة لم يستكشفها العلماء من قبل لفحص الجليد المائي هناك.

ويشار إلى أن مهمة “أرتميس” مدفوعة بعدة أهداف مختلفة، والتي تشمل استخدام الموارد في الموقع، ما يعني استخدام الموارد المتاحة مثل جليد الماء والتربة القمرية لإنتاج الغذاء والوقود ومواد البناء.

وخمسون عاما من التطوير التكنولوجي، تعني أن الذهاب إلى القمر الآن أصبح أقل تكلفة بكثير وأكثر جدوى من الناحية التكنولوجية، ويمكن إجراء تجارب أكثر تعقيدا.

المصدر: ساينس ألرت