درس باحثون من مدريد في إسبانيا بيانات 619 فضلات تنتمي إلى طيور الحبارى الكبيرة، واكتشفوا أنّ نوعين من النباتات تضمّنه نظامها الغذائي أكثر من أي نوع آخر من الأطعمة الأخرى،
كان لدى هذين النوعين من النباتات “تأثيرات مضادة للطفيليات”.
ويعتبر اللجوء إلى تناول الدواء عند الشعور بتوعّك خبرًا قديماً بالنسبة للبشر، بيد أنّ الأبحاث الجديدة أظهرت أنّ أكبر طائر في العالم في وسعه الطيران قد يكون أحدث حيوان يستخدم النباتات كأحد أشكال الدواء.
وأفاد لويس م. باوتيستا سوبيلانا، العالِم لدى متحف مدريد الوطني للعلوم الطبيعية والمؤلف الرئيسي، في بيان صحفي الأربعاء: “نُبيّن هنا أنّ طائر الحبارى الكبير يُفضل أكل النباتات التي تحتوي على مركبات كيميائية ذات تأثيرات مضادة للطفيليات”.
ويمكن العثور على الحبارى الكبير في أجزاء من أوروبا وإفريقيا وآسيا، وأدرج هذا الطائر على قائمة أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض الحمراء التابعة للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، حيث يعيش حوالي 70٪ من هذا الطائر في شبه الجزيرة الأيبيرية، وفق ما جاء في البيان.
وكشفت الدراسة التي نُشرت في مجلة Frontiers in Ecology and Frontiers العلمية الأربعاء، أنّ الحبارى الكبير يأكل كمية وفيرة من نبات الخشخاش (Papaver rhoeas) وزهرة الأفعى الحملية (Echium plantagineum). فيما البشر، يستخدمون نبات الخشخاش لخصائصه الطبية كمهدئ ومسكّن للألم، أما زهرة الأفعى الحملية فقد يكون سامًا لهم.
من خلال تحليل المستخلصات النباتية، اكتشف الباحثون أنّ لديهما خصائص مضادة للطفيليات، تحديدًا ضد ثلاث طفيليات شائعة بين الطيور: protozoon Trichomonas gallinae،nematode Meloidogyne javanica، وfungus Aspergillus niger.
وهذا النوعان من النبات فعالين للغاية في قتل أو تثبيط تأثيرات الأوليات والديدان الخيطية، وفقًا للدراسة. وأظهرت زهرة الأفعى الحملية قدرات دفاعية معتدلة ضد الفطريات.
وأشار الباحثون إلى أنّ الحبارى كان يستهلك هذان النوعان من النبات لا سيّما خلال موسم التزاوج، ويعتقدون أنها كانت تحد من آثار زيادة التعرّض للطفيليات خلال تلك الفترة.
وأفاد البيان الصحفي أنّ الحبارى الكبيرة تتجمع بهدف التزاوج، ما يعني أن الذكور يتجمعون في مواقع محددة لعرض أنفسهم على الإناث الزائرات، اللواتي يخترن بعد ذلك رفيق دربهنّ بناءً على ذلك.
وورد في البيان على لسان أزوسينا غونزاليس كولوما، الباحثة في معهد العلوم الزراعية بمدريد والمؤلفة المشاركة في الدراسة أنه “من الناحية النظرية، قد يستفيد ذكور وإناث الحبارى الكبير خلال موسم التزاوج في البحث عن النباتات الطبية عندما تكون الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي شائعة، في حين أن الذكور الذين يستخدمون نباتات تحتوي على مركبات فعالة ضد الأمراض قد تبدو أكثر صحة وقوة وجاذبية للإناث”.
وقال بول روز، عالم الحيوان والمحاضر في سلوك الحيوان بجامعة إكستر بإنجلترا، غير المشارك في الدراسة، إنّ النتائج تظهر أن الحبارى الكبير قادر على تحديد ما يفيده في وقت معين وتغيير سلوكه في البحث عن الطعام وفقًا لذلك.
وصرح روز لـCNN أنّه “عادةً ما نربط العلاج الذاتي بأنواع مثل الرئيسيات، لذا فإن رؤية الباحثين الذين يدرسون الطيور المهددة بالانقراض لأمر رائع”.
وفي وقت سابق، كانت قد شوهدت الشمبانزي وهي تلتقط الحشرات وتضمّد بها جروحها، وكذلك جروح حيوانات أخرى، ربما كشكل من أشكال العلاج، بينما تحتك الدلافين بأنواع معينة من الشعاب المرجانية لحماية بشرتها من العدوى.
المصدر: CNN