مشاهد مكررة لجرائم قوات الأسد …
ذكرتني هذه المجزرة بتلك التي حصلت في جبل بدرو أحد أحياء حلب المدينة والتي راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح في مشهد دموي لاتزال صوره إلى الآن تطرق مخيلتي الممتلئة بجرائم الأسد وقواته الغبية .
ما حصل في مدينة مارع في ريف حلب يشبه كثيراً ذاك المشهد من حيث الدمار الهائل والصوت المرعب الذي رافق الإنفجار الناجم عن صاروخ أرض أرض أطلقته قوات الأسد ليلاً وفي الوقت الذي تأوي العائلات إلى بيوتها معلنة نهاية يوم دامي في مسلسل إجرام الأسد , وكلكم لديه أطفال ويعرف أنهم ينامون كحد أقصى عند الحادية عشر ليلاً ليأتيهم صاروخ مدمر يحول بقعة سكنية هائلة لدمار ويسويها في الأرض .
ربما لن أستطيع أن أنقل لكم حجم المأساة بكلمات عابرة لكنها بحق تدعوكم للذهول وأنتم ترون الناس سكارى وماهم بسكارى من شدة هول الفاجعة فالكل يبحث بين الركام المتهاوي على الأجساد الفقيرة عن قريب أو عن إبن أو إبنة علًه ينقذها من براثن موت مطبق .
وربما تستحق هذه الفاجعة التي إرتكبتها قوات الأسد في جنح الظلام أن نسميها " مجزرة المجزرة " لإنه ما إن تجمع الناس بأدواتهم البسيطة لإنتشال الضحايا حتى وصلت طائرات الأسد الحربية لتخيم على المكان وتمنع أي محاولات لإنقاذ الناس وتمنع عن المصابين وذويهم أي أمل في خروجهم أحياء .
هناك في المشفى المتواضع بقدراته الفنية واللوجستية وبجهود جبارة من القائمين عليه مشهد آخر للمجزرة وفصل آخر من الألم , هناك فارق الكثيرين من الأطفال المنتشلين من تحت الأنقاض الحياة ولفظوا آخر أنفاسهم المحترقة من بين الضلوع المتكسرة .
لن أتحدث في هذا المقام عن نقص في معدات ولا قلة في المواد الطبية لإنها تكاد تكون معدومة سأكتفي بأن أقول مدينتك الأبية يا شهيدنا المغوار " عبدالقادر الصالح " ودعت كوكبة من شهدائها إلى حيث أنت .
حسبنا الله
وكفى به حسيباً ووكيلا